أول مصرية تترافع في المحاكم.. تعرف عليها

مفيدة عبدالرحمن
مفيدة عبدالرحمن

عُرفت مفيدة عبدالرحمن بأول مصرية تترافع في المحاكم على الإطلاق.

كانت عضوًا في مجلس إدارة بنك الجمهورية ونقابة المحامين ومجلس الاتحادات الجامعية والمؤتمر الوطني للاتحاد الاشتراكي والاتحاد الوطني ومجلس هيئة البريد. 

عملت على تأسيس جمعية «نساء الإسلام»، وشغلت منصب رئيسة الجمعية لعدة سنوات، وتقاعدت عن العمل عندما بلغت الثمانين من عمرها.


حياتها

اتولدت مفيدة عبد الرحمن يوم 19 يناير سنة1914 فى كفر الديك سلفيت ، والدها هو المرحوم عبد الرحمن محمد، وكان موهوب بجمال الخط فكتب المصحف بإيده 19 مرة، و ليها أربع أخوات، وكانت تحلم تكون طبيبه زى أختها التي سافرت فى منحة دراسية لدراسة الطب.

امتحنت مفيدة عبد الرحمن البكالوريا و قبل النتيجة تزوجت.
وفي اليوم  15 من زواجها نزلت للدراسة واستبعدت كلية الطب واقترح عليها زوجها دراسة الحقوق فوافقت، وتقدمت بأوراقها للكلية، لكن العميد أصر على مقابلة زوجها والحصول على موافقة كتابية منه بعد ما عرف أنها زوجة و أم، وحاول زوجها إقناع العميد الذى إستغرب من إصرار زوجها على دخولها الكلية.

أقرأ أيضا | «المحامين» تشهد جلسة حلف اليمين القانونية للأعضاء الجدد| صور

مسيرتها العلمية

كانت أول امرأة تدرس الحقوق، ودخلت الكلية وهى أم لطفلها عادل الابن الاكبر، وتخرجت فى الكلية وحصلت علي ليسانس الحقوق سنة 1935 وهى زوجة وأم لخمسه اطفال، ولجأت لمحمد على علوبة و قدمت التماس للحصول على وظيفة حكومية، وكان راتبها 7 جنيهات.

وعلمت قي المحاماة، فكانت أول محامية تمارس المحاماة، وكانت تترافع فى قضيه وسألت الشهود وناقشتهم وبعد عدد من المرافعات اتفاجئت بالقاضى يعلن الحكم بالبراءة لموكلها، وبدء تلناس يطلبوها بالاسم من صاحب المكتب الذى كانت تتدرب فيه ويشترطو انها تمسك قضيتهم، فدبت الغيرة فى نفس صاحب المكتب وعلى أثر ذلك تركت المكتب لتفتح مكتباً مستقلاً خاصاً بها، وحققت شهرة واسعة، وكانت تذهب إلى المحكمة وهى حامل حتى آخر يوم قبل الولادة.

كانت أيضًا أول سيدة تشغل منصب عضو بمجلس إدارة بنك عام 1962 وأيضًا تم انتخابها عضوة بمجلس الأمة واستمرت فى هذا المجلس لمدة 17 عامًا متصلة، وانخرطت فى الحياة السياسية والعامة، وبعد نجاحها فى الدفاع عن بعض القضايا كأول محامية عربية تدخل قاعات المحاكم العسكرية فقد وقع عليها الاختيار لتتولى منصباً قانونياً دولياً، وهو رئاسة الاتحاد الدولى للمحاميات والقانونيات بالقاهرة لتصبح رائدة المحاميات فى العالم العربي، وساعدها هذا المنصب لكى تقوم بجولة فى أوروبا بدعوة من هيئة الأمم المتحدة نجحت خلالها فى إعداد دراسة لنظم الأسرة والطفولة، وهذه الدراسة كانت لها فائدتها لدى جميع الجهات المعنية بهذه القضية، وأنشأت العديد من مكاتب توجيه الأسرة والتى اهتمت بالتصدى لمشاكلها، فضلاً عن بيوت الطالبات التى أوت مئات المغتربات من خارج القاهرة.


إنجازتها

شغلت مفيدة عبد الرحمن عضوية مجلس نقابة المحامين ودربت العشرات منهم أبناؤها وحفيدها، وانتخبت عضوة عن دائرة الأزبكية والظاهر فى البرلمان لدورات عديدة من عام 1960 حتى عام 1976، وشغلت رئاسة جمعية نساء الإسلام منذ عام 1960 حتى رحيلها.

تقاعدت عن العمل لما بلغت الثمانين ورغم الحياة العملية القاسية التى اختارتها لنفسها فقد استطاعت أن تحل المعادلة الصعبة التى تعجز معظم السيدات عن حلها، فقد كانت زوجة سعيدة جدا حيث استمر زواجها أكثر من 70 عاما، وكان ملحمة من الحب والتقدير والعطاء وكانت أما لتسعة أولاد، وتدين بالفضل لزوجها فى تشجيعها ودفعها للدراسة ثم العمل وكان سببًا فى نجاحها هذا النموذج المشرف المصري، كانت قبل أن تذهب لمقابلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والسادات تمسح حذاء زوجها بيدها قبل مغادرة المنزل رغم وجود الخدم فى المنزل إلا أنها كانت تحب أن تشعر زوجها بأنها زوجة قبل أن تكون محامية مشهورة أو عضوة فى البرلمان.

كانت حياتها ملحمة من الكفاح، وواصلت العمل بلا كلل أو ملل واستطاعت أن تحتل مكان الريادة فى أكثر من موقع خلال حياتها العريضة ومارست المحاماة بنبوغ وتميز، علاوة على دورها فى الحياة السياسية.


وفاتها

توفيت مفيدة عبد الرحمن يوم 3 سبتمبر 2002 عن عمر يناهز 88 عامًا من العطاء.