حكاية فنان | أحمد عبد العزيز.. عمق الحضارة المصرية في إبداعاته

أحمد عبد العزيز
أحمد عبد العزيز

 د. طارق عبد العزيز يكتب :


استطاع أن يحفر أسمه كفنان فى سجلات حركة النحت المصرى المعاصر.. بصماته وابداعاته ترتبط دائمًا بأهداف ورؤية عميقة يستمدها من حبه لوطنه الذى يأمل أن يراه فى مكانة بعيدة .. مكانة تليق بالحضارة المصرية وانطلاقاتها التى أدهشت العالم بشكل عام، وفى فن النحت والعمارة بشكل خاص.. 


النحات الدكتور أحمد عبد العزيز الأستاذ المتفرغ بكلية الفنون الجميلة – جامعة حلوان، ورئيس قسم النحت الأسبق، والذي ساهم بأعماله فى العديد من المشروعات الوطنية على مدار تاريخه الطويل الحافل.

وعلى سبيل المثال ساهم بإبداعاته فى مشروع تخليد عدد كبير من رموز مصر السياسيين والمطربين والأدباء والفنانين التشكيليين، فهو صاحب تمثال العقاد الذى وضع فى قصر ثقافة العقاد بمحافظة أسوان فى احتفالية مرور 50عامًا على رحيل الأديب والمفكر الكبيرعباس محمود العقاد، وقد اختيرت أعماله ضمن الموسوعة الأمريكية عام 2003، أشرف على المركز القومى للفنون التشكيلية والمركز القومى لثقافة الطفل عام 1996، ومؤسسة هانز مييدال الألمانية، وسافر فى منحة من وزارة الثقافة عام 1987 إلى نهرجان دانيللوجراد بيوغوسلافيا، كما حصل على بعثة علمية من جامعة حلوان وسافر إلى لندن عام 1994. 


50 سنة إبداع 
وعلى مدار مايقرب من نصف قرن أستطاع أحمد عبد العزيز أن يحصد عدة جوائز.. منها: جائزة بينالى القاهرة الدولى الفضية عام 1986، جائزة الشراع الذهبى فى بينالى الكويت الدولى عام 1987، الجائزة الأولى بمهرجان دانيللوجراد للنحت الكبير 1987، الميدالية الذهبية فى هيئة المعلومات الأمريكية عن أعماله ونشاطاته 2006، له مقتنيات فى عدة جهات مثل متحف الفن الحديث، ومركز القاهرة الدولى للمؤتمرات، مؤسسة أخبار اليوم، مؤسسة الأهرام، دار الأوبرا المصرية، مجلس الوزراء المصرى، كلية النحت برويال كوليج بالعاصمة البريطانية لندن.


أقام العديد من المعارض الخاصة وشارك فى مختلف المعارض العامة القومية وغير القومية، وكان أخر معرض استيعادى له فى نوفمبر 2022 حينما استضاف مركز الجزيرة للفنون مختلف إبداعاته النحتية.

 

وعن هذا المعرض قال عبد العزيز: آخر معرض أقمته قبل هذا العرض كان فى دار الأوبرا عام 2005، لكننى انشغلت كثيرًا فى رئاسة قسم النحت بالفنون الجميلة لعدة سنوات، كما أن الأحداث المتتالية فى الأعوام الأخيرة مثل انتشار وباء كورونا لم تسعفنى بأن أقدم أعمالى للجمهور من خلال معرض خاص، لكننى قبلت التحدى وأغلقت على نفسى فى مرسمى لمدة عامين استعدادًا للمعرض الاستيعادى الذى أقامه قطاع الفنون التشكيلية فى نوفمبر المنقضى 2022 كما ذكرت حضرتك، والحقيقة أن قطاع الفنون قد وصف المعرض بـ "الإحتفائى" أو "الاحتفالى"  تقديرًا لمشوارى الفنى الطويل.
وقد قدمت فى هذا العرض 45 قطعة نحت بخامات البرونز، والخشب، والحديد، والزجاج، وما يقرب من 65 اسكتش لأعمال نحتية تم تنفيذها..


صرامة الحديد
وقد سألته عن أقرب خامة لقلبه.. قال: خامة الحديد الذى اكتشفت فيها إمكانيات كثيرة رهيبة .. أهمها قيمة الصرامة التى لا أجدها فى خامة البرونز على سبيل المثال، وسأستعد من الأن لإقامة معرض خاص بهذه الخامة (الحديد) الذى وجدت فيه أسرارًا وخبايا لم أجدها فى مختلف الخامات عبر مشوارى الفنى.


وبالنظر إلى أعمال هذا الفنان الكبير الذى اعتبرها تلامس أحاسيسنا ومشاعرنا بطريقة مباشرة، فهو يستمد أفكاره من عمق وجوهر الحضارة المصرية القديمة بشموخها وعزتها وجماليتها المختلفة، ومن ناحية أخرى بأسرارها وألغازها المتصارعة لكنها تعكس حالة من الجمال الخاص، وكأنك فى رحلة عبر الأزمنة تحاكى الطبيعة تارة وتجردها فى تارة أخرى، فهو فى كثير من الأحيان يميل فى منحوتاته إلى الترميز والتجريد، ويعتمد فى رؤيته على الفكرة الأساسية للعمل ومضمونه ووظيفته، ويرتبط إرتباطًا وثيقًا بالمؤثرات والانفعالات المحيطة، صاحب رؤية وإحساس خاص.

يمتلك القدرة على ترويض أدواته وخاماته الصلبة.. فهو يستمدها من إنسانيته التى نشأ عليها منذ أن كان طالبًا شغوفًا بهذا الفن والجمال الذى يعكس تجربته الراهنة من خلال عمق تكويناته والعلاقات المتصارعة بين عناصرها ومفرداته البصرية.

اقرأ أيضا .. حكاية فنان| مجدي عبد العزيز.. تأثيرات وخبايا الأومنيكروم