دماء قبل مدفع الإفطار| المراهق استخدم «حبال وسكين» للتخلص من صديقه

الضحية
الضحية

القليوبية: آلاء البري

 جريمة بشعة، وواحدة من أبشع الجرائم الإنسانية وأكثرها خسة، جريمة تكشف المعنى الحقيقي للغدر والخيانة، اهتزت لها مشاعر سكان قرية المريج بمحافظة القليوبية، راح ضحيتها صبى لم يبلغ عامه الـ 18، بسبب طمع صديقه أو بمعنى أصح قاتله، جريمة تجرد فيها قاتل من إنسانيته ليتحول إلى شيطان في هيئة بشرية، شيطان أعمى الحقد قلبه قبل أن يعمي عينيه، فقايض روح صديقه بمقابل زهيد، والمفجع انه لم يكتف بسرقة صديقه بل أراد أن يسجل جريمة بشعة أخرى في حق الانسانية، تاركًا 12 طعنة في جسد صديقه الصغير، لتبقى تذكارًا دائمًا على غدره وحقده، وليسطر بتلك الجريمة مأساة كبيرة أخرى. التفاصيل نكشفها في السطور التالية.

البداية كانت من قرية المريج بمحافظة القليوبية؛ حيث نشأ وترعرع أحمد صاحب الـ 17 عاما، الذي أصبح بين عشية وضحاها رجلاً مسئولاً يساعد والديه في إعالة أشقائه الثلاثة، فبالرغم من صغر سنه إلا أنه قرر أن يخوض معركة صعبة، ترك التعليم وأصر أن ينزل إلى سوق العمل كي يساعد أشقاءه على إكمال تعليمهم حتى لا يضطروا أن يتركوه مثله، وبالرغم من طبيعة عمله الشاقة والمتعبة إلا أنه لم يغير من طباعه الحسنة فكان طيب الخلق والقلب هادئ الطباع فمنذ نزل إلى العمل لم يشتك أحد في حقه ودائمًا ما كان يشهد له الجميع بدماثة خلقه.


كان لا يشغل عقل أحمد سوى العمل لكي يساعد والداه اللذان يكدان يوميًا لتحصيل معيشة كريمة دون الحاجة إلى أحد، وبالرغم من محاولة والديه إثنائه عن قراره في ترك التعليم إلا أنه أصر على موقفه حتى يعول إخوته الصغار، ويكفيهم ذل السؤال، فكان يعطي والده كل ما يتحصل عليه من عمله ولا يأخذ شيئًا لنفسه منه، وكانت حياته لا يملؤوها سوى العمل ووالديه وأشقائه الصغار، بالرغم من صغر سنه إلا أنه كان مثالا يضرب به في التضحية وبره بوالديه.

أمنيته الوحيدة
(ابني عمل ايه علشان يقتله ويحرق قلبي عليه كده)، هكذا كانت تردد والدة أحمد هذا التساؤل قبل أن تنهار من البكاء.
التقطت الحديث عمة المجني عليه أحمد وهى تحاول التغلب على دموعها وتقول: حتى الآن لا استوعب ماذا حدث وكيف لشخص أن يكون بتلك القسوة والوحشية ويفعل ذلك بطفل، وليس أي طفل فهو أطيب أبناء أخي وأحنهم قلبًا وأحسنهم خلقاً فأنا طوال 17 عامًا لم أره يرفع صوته، أو حتى يقول أي لفظ خارج أويفتعل مشكلة مع أحد، فمنذ صغره وهو كالرجل ويحمل عن والده الكثير ويتحمل مصاريف دراسة أشقائه الصغار، فهو دائما ما كان يردد (أنا عاوز أخواتي يبقوا أحسن الناس ويتعلموا كويس)، شقيقي مجرد عامل بسيط يعمل باليومية وكذلك زوجته، وكان أحمد يساعدهما كثيرًا في مصروف البيت، يعمل ويعطي أجره كاملاً لوالده، لذلك قرر شقيقي أن يشتري له ذلك التروسيكل كي يعمل عليه بدلاً من بهدلته في العمل، كان يحمل البضائع للتجار ويوصلها بمقابل مادي حتى الأسواق أوالقرى المجاورة.


وتتابع عمة المجنى عليه كلامها قائلة؛ منذ بدأ العمل، والجميع يقصدونه لنقل بضائعهم لحسن خلقه وطباعه الهادئة، كما انه كان يرفض تدخين السجائر كباقي أصدقائه من أبناء جيله الذين أراهم وهم يدخنون أمامه، كان بمثابة ملاك يعيش بيننا.

 

المكالمة الأخيرة
وعن كيفية معرفتهم بالجريمة، وكيف كانت ردة فعلهم، قالت عمة احمد المجنى عليه: أحمد متعود منذ بدء العمل يخرج في الصباح ويعود قبل المساء، ومنذ بدء شهر رمضان وهو يخرج باكرًا ويعود قبل الإفطار بساعة أو ساعتين لا يتأخر عن موعده، ويوم الحادث خرج كعادته صباحًا لإيصال بضائع لسوق شبين القناطر، وقبل الآذان بحوالي ساعتين أو ثلاثة اتصل أحمد بوالدته وأخبرها أنه سيوصل آخر طلبية لأحد التجار ثم سيعود قبل ميعاد الإفطار، ولكنه لم يعد حتى بعد آذان المغرب، وهذا ليس من عادته أن يتأخر، حاول شقيقي أن يتصل به، ولكنه لم يكن يجيب على هاتفه، لنتفاجأ بأحد جيراننا يخبرنا بأن أحمد تعرض لحادث، ليأتي بعدها بدقائق معدودة أحد رجال المباحث يخبرنا بعثورهم على جثة ملقاة على طريق عرب جهينة  تبين أنها لأحمد ابن شقيقي.


في البداية لم نفهم أي شيء، كنا جميعا في حالة صدمة وذهول، ذهب شقيقي حينها إلى مكان يدعى قرية المنشية معتقدًا أن الحادث وقع هناك حسبما أخبرنا جارنا، ولكن شقيقي وجد أحد ضباط المباحث يتصل به ليخبره بأن جثة أحمد توجد بمستشفى الشامله بشبين القناطر، وعندما ذهب إلى المستشفى اتصل بنا وأخبرنا بتلك الفاجعة فما كادت والدته تسمع الخبر حتى انهارت من البكاء والصراخ، وهي على ذلك الحال منذ سماعها الخبر بين البكاء والصراخ من ألم فراق نجلها الكبير وفلذة كبدها.

شخص مجهول
عاودنا سؤال عمة المجنى عليه، هل لديك أي معلومات عن الجاني وهل يوجد بينكم أي علاقة تربطكم به، لتجيب قائلة: أنا لا أعلم شيئا عن ذلك الشيطان، ولا حتى أعرف من يكون  كل ما أعرفه أنه يدعى (أ.س) ويبلغ 20 عامًا، ذلك حسب ما أخبرني به محامي جارنا، والذي تولى قضية أحمد، لا أعلم عنه أو حتى رأيت أحمد من قبل يخرج معه أو يحدثه، وحتى شقيقي وزوجته لا يعرفان عن ذلك الشخص، فهما لم يسمعا به من قبل، حتى أقرب أصدقائه الذين اعتاد الخروج معهم واصطحابهم أخبروني أنهم لا يعلمون عنه شيئا أو حتى شاهدوا أحمد يخرج معه أو يتكلم معه، ولكن حسبما سمعت من بعض الأشخاص الذين يترددون على سوق شبين ويعملون في نقل البضائع وغيرها أن ذلك المدعو ( أ.س) يعمل أحياناً في سوق شبين، وأنه تعرف على أحمد عن طريق المصادفة، ولكن علاقتهم لم تكن صداقة بالمعنى المفهوم فأحمد بطبعه ودود ويتحدث مع الجميع، وذلك الشيطان حسب ما سمعت قال لبعض الأشخاص أنه يكره أحمد ويحقد عليه بشدة، ذلك لأنه عاطل ولا يعمل وأحمد يعمل ويكد، وأيضا أحمد رفض  أن يعطيه التروسيكل لكي يعمل عليه خوفاً على مصدر رزقه الوحيد، لذلك قرر قتله هذا حسب ما وصل إليّ من أحاديث.
تصمت عمة المجنى عليه قبل أن تكمل كلامها قائلة؛ لا أعلم أين توجد الحقيقة فكلها أقوال البعض يسوقها إلينا، والبعض الآخر يقول إن ذلك الشيطان تعرف على أحمد بعدها بفترة قرر سرقة التروسيكل الخاص به لكي يشتري بثمنه مخدرات، ولكننا لا نملك إلا أن ننتظر نتائج التحقيقات.

تفاصيل مرعبة
وعن تفاصيل الجريمة تقول عمة احمد المجنى عليه؛ فحسب ما تم إعلانه حتى الآن أن المتهم تم القبض عليه ومعه سلاح الجريمة بعد ثماني ساعات من الحادث، وأنه تم إيداعه فى الحبس أربعة أيام على ذمة التحقيقات بقرار من النيابة العامة، وللحقيقة أنا لست مهتمة كيف تعرف القاتل على أحمد  وأين، ولكن ننتظر حق ابن أخي الذي قُتل غدرا على يد ذلك الشيطان.


وتضيف باكية؛ ماذا فعل له لكي يطعنه 11 طعنة، بل لم يكتف بذلك بل عندما قاوم أحمد ورفض أن يعطيه التروسيكل الذي يعول به أخوته ربطه بحبل كان موجودا داخل التروسيكل ويستعمله أحمد في ربط البضائع، وبعدها طعنه، ولكن ذلك لم يكن كافيًا بالنسبة له فقام بذبحه أيضا وتشويه جثته، حتى يتأكد من موته.


وتختتم عمة المجنى عليه كلامها قائلة؛ أنا عاجزة عن الكلام وعن التعبير، كل ما اريد قوله لن يصف مدى البشاعة والوحشية في ذلك الموقف، ومهما عبرت لن يعلم أحد ما نعيشه الآن، كل ما نريده هو القصاص العادل لما حدث لابن أخي، بأن ينال القاتل العقوبة التي يستحقها.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 6/4/2023

أقرأ أيضأ : ضبط لصوص قتلوا سائق بطلقة بالظهر أسفل دائرى قليوب