خالد حمزة
عاد الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، للواجهة، لكن من داخل قفص الاتهام هذه المرة، من جانب المدعى العام فى نيويورك، ترامب أنكر التهم ووصف ما يحدث ضده بالمؤامرة، لإقصائه عن السباق الرئاسى العام المُقبل، وقال أنصاره إن ما يحدث أمر مُشين يجب وقفه فورًا، وإن ترامب سيفوز فى الانتخابات المقبلة، وإن إجراءات محاكمته ستزيد من شعبيته لا محالة، بينما التزم منافسه الرئيس الحالى، جو بايدن، الصمت بلا تعليق.
الاتهام الموجهة إلى الرئيس السابق دونالد ترامب
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كشفت فى تقرير لها، أنه رغم عدم الإعلان عن تفاصيل لائحة الاتهام الموجهة إلى الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن مسئولين متابعين للملف أكدوا أنها تضم أكثر من 20 تهمة، وأن التهم تتعلق أساسًا بفضيحة ممثلة الأفلام الإباحية، ستورمى دانييلز؛ التى كانت تحاول فى أكتوبر 2016، قبيل الانتخابات الرئاسية بيع قصة علاقتها مع ترامب، ووقتها توسط أحد مؤيدى ترامب لعقد صفقة بين مايكل كوهين، محامى ترامب، ومحامى ستورمى دانييلز، دفع بموجبها كوهين 130 ألف دولار لها مقابل صمتها.
الأحداث بدأت تتطور فى الاتجاه السلبى بالنسبة لمعسكر ترامب عام 2018، عندما أقر كوهين بأنه مذنب فى عدد من التهم، بما فيها تهمة رشوة ستورمى، واعتبر المدعون الفيدراليون أن المبلغ الذى دفع لستورمى، تبرعا غير مناسب فى حملة ترامب الانتخابية، والمحامى مايكل كوهين لم يكتفِ باعترافه بارتكابه مخالفات، بل أشار بأصابع الاتهام لترامب، وقال إنه هو من أمره بدفع التعويض المالى لستورمى.
وبحسب نيويورك تايمز، فإن التحقيقات تناولت قصة شيكات السداد الشهرية التى دفعها ترامب عبر شركته لمحاميه كوهين، إلى جانب الطريقة المضللة التى قدمت بها الشركة ما دفع للمحامى، على أساس أنها نفقات قانونية، غير أنه لم يثبت وجود أى سند قانونى يفسر تلقى كوهين تلك الدفعات المالية، عبر شيكات من شركة ترامب، على الرغم من أن كوهين كان المحامى الشخصى لترامب خلال فترة رئاسته.
الجريمة قد تكون انتهاكًا لقانون الانتخابات، ورغم ذلك كما تقول نيويورك تايمز، فإنه من الصعب إدانة ترامب أو إرساله إلى السجن، رغم أن الاعتراف الصريح للمحامى كوهين، بأن الرئيس السابق هو من كلّفه بدفع رشوة الصمت لستورمى دانييلز، لأن المحامين سيركزون على ضرب مصداقية مايكل كوهين، الذى كان حليفا قويا لترامب، ثم انقلب ضده، لكن فى حال أدين ترامب، كما تقول الصحيفة، فقد تصل العقوبة القصوى إلى 4سنوات سجنا، ولن تكون إلزامية بالضرورة، والمحاكمة اذا استمرت للنهاية هذه المرة، ستمر بعدة مراحل، كما تقول الواشنطن بوست، بعد الإجراءات الشكلية لها من تصوير المتهم، وأخذ بصماته وسؤاله إذا كان مذنبًا أم لا.
معركة قضائية
وقد يخوض محامو ترامب، معركة قضائية لمحاولة إبطال اتهامه، ربما من خلال القول بأن التحقيق، يشوبه عيب إجرائى أو شكلي، وإذا فشلوا فى تحقيق ذلك فإن المسار الطبيعى للقانون الأمريكى ينص على أنه يمكن إسقاط التهم هذا شائع نسبيًا، وقد يكون مرتبطًا خصوصًا بوصول مدعٍ عام جديد، ويمكن للمتهم عقد اتفاق مع النيابة العامة، والموافقة على الاعتراف بالذنب لتجنب المحاكمة، والحصول على عقوبة أخف.
ترامب الذى يمثل أمام محكمة فى نيويورك، وصف ما يحدث بالمهزلة والمؤامرة التى أجاد حبكها مدعى عام نيويورك فى مانهاتن ذو الميول الديمقراطية، لإقصائه عن الانتخابات الرئاسية القادمة، وعبر سلسلة من الاتهامات الباطلة، بينما قال أنصاره ونائبه الأسبق بنس، إن ما يحدث أمر مشين، ويجب إيقافه فورا. ولكنه سيؤدى الغرض المنشود منه، وهو زيادة شعبية ترامب قبل السباق الرئاسى للبيت الأبيض العام المقبل، وإن ترامب سيفوز باكتساح رغم كل العراقيل التى يضعونها فى طريقه للعودة لمكتبه البيضاوى، وهو ما يؤكده حتى معارضوه من الحزب الديمقراطى، الذين يرون أن محاكمته قد تكون قبلة الحياة له، للفوز بأريحية فى سباق البيت الأبيض.
أما حاكم فلوريدا دى سانتس، الذى يوصف بخصم ترامب اللدود داخل الحزب الجمهورى ومنافسه الرئيسى فى ترشيحات الحزب للمقعد الرئاسى، فكان فى موقف حرج، فترامب يقيم فى فلوريدا والقانون الأمريكى يلزم حكام الولايات بتسليمه، إذا لم يلتزم بتسليم نفسه طواعية، وهنا كان موقف دى سانتس المحرج، ولكنه اختار المثول للقانون إذا لم يلتزم ترامب به بتسليم نفسه، بينما رأى مجلس النواب الذى يسيطر عليه الجمهوريون، أن ما فعله مدعى عام نيويورك ضد ترامب، أمر غير مقبول ويجب محاسبته عليه، والاتهامات التى سُرِّبت وأغلبها يدور حول الممثلة الإباحية، تعد هى الأضعف فى قائمة الاتهامات الموجهة لترامب، وأبرزها التدخل فى الانتخابات فى ولاية جورجيا والمشاركة بشكل ما فى عملية اقتحام الكونجرس الأمريكى، وتحريض أنصاره المدججين بالسلاح على ذلك.
نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 5/4/2023
أقرأ أيضأ : قاضي سابق: ترامب لن يذهب إلى السجن حتى لو أدين بجميع التهم
