فى الصميم

إنه‭ ‬الاحتلال‭.. ‬والباقى‭ ‬تفاصيل‭!!‬

جلال عارف
جلال عارف

لا‭ ‬مفاجآت‭ ‬عند‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحلفائه‭ ‬فى‭ ‬حكومة‭ ‬زعماء‭ ‬عصابات‭ ‬اليمين‭. ‬

طوال‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية‭ ‬كان‭ ‬الكل‭ ‬يترقب‭ ‬متى‭ ‬سيهرب‭ ‬نتنياهو‭ ‬من‭ ‬أزماته‭ ‬الداخلية‭ ‬بالتصعيد‭ ‬‮«‬وربما‭ ‬الحرب‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬التى‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬مصر‭ ‬والاردن‭ ‬وأمريكا‭ ‬لم‭ ‬تمنع‭ ‬مسيرة‭ ‬نتنياهو‭ ‬المعتادة‭ ‬لتصدير‭ ‬ازماته‭ ‬للخارج‭.

‬وكل‭ ‬اتفاقات‭ ‬‮«‬التهدئة‮»‬‭ ‬مزقها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقرأها‭ ‬ليعود‭ ‬لتفجير‭ ‬الموقف‭ ‬كما‭ ‬اعتاد‭

. ‬ربما‭ ‬التغيير‭ ‬الوحيد‭ ‬أن‭ ‬التصعيد‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬يحمل‭ ‬أيضا‭ ‬بصمات‭ ‬الارهابى‭ ‬‮«‬بن‭ ‬غفير‮»‬‭ ‬ولهذا‭ ‬تم‭ ‬تجاوز‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬بهذا‭ ‬العدوان‭ ‬الحقير‭ ‬على‭ ‬الأقصى‭ ‬المبارك‭.‬

ولأسباب‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬الحرب‭ ‬عند‭ ‬نتنياهو‭.. ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬جبهات‭ ‬لبنان‭ ‬وغزة،‭ ‬وعادت‭  ‬الضفة‭ ‬المحتلة‭ ‬والداخل‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬لمركز‭ ‬الأحداث‭ ‬بعد‭ ‬العمليات‭ ‬الأخيرة‭ ‬فى‭ ‬غور‭ ‬الأردن‭ ‬وقلب‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭. ‬ولن‭ ‬تضيع‭ ‬حكومة‭ ‬زعماء‭ ‬عصابات‭ ‬اليمين‭ ‬الفرصة‭ ‬لتقوية‭ ‬موقفها‭ ‬ضد‭ ‬معارضة‭ ‬داخلية‭ ‬مرتبكة‭ ‬وستمضى‭ ‬فى‭ ‬التوسع‭ ‬والسرعة‭ ‬فى‭ ‬تكوين‭ ‬‮«‬ميليشيات‮»‬‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬الحكومية‭ ‬وإجراء‭ ‬التعديلات‭ ‬القضائية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬سلطة‭ ‬الإرهابى‭ ‬الآخر‭ ‬‮«‬سموتريتش‮»‬‭ ‬فى‭ ‬القدس‭ ‬والضفة،‭ ‬لتزداد‭ ‬ـ‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬ـ‭ ‬أزمة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتبتعد‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمان،‭ ‬وتقترب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منها‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬تمضى‭ ‬لحكم‭ ‬الميليشيات‭ ‬والتمييز‭ ‬العنصرى‭ ‬وانتهاك‭ ‬المقدسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمسيحية‭.‬

كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭  ‬المعارضة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬دورا‭ ‬فى‭ ‬منع‭ ‬التصعيد،‭ ‬وأن‭ ‬تجعل‭ ‬سقوط‭ ‬حكم‭ ‬نتنياهو‭ ‬حتميا،‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تتجاهل‭ ‬قضية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وأدركت‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬أو‭ ‬اسقرار‭ ‬أو‭ ‬ديموقراطية‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬زائف‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الاحتلال‭ ‬والقهر‭ ‬والاستيطان،‭ ‬ومع‭ ‬التمييز‭ ‬العنصرى‭ ‬الذى‭ ‬تمارسه‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬الذين‭ ‬يمثلون‭  ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20٪‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬هم‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬المتمسكون‭ ‬بحقوقهم‭ ‬المشروعة‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الضغوط،‭ ‬والذين‭ ‬يعرفون‭ ‬أن‭ ‬أمامهم‭ ‬أياما‭ ‬صعبة‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬عصابات‭ ‬اليمين،‭ ‬ومع‭ ‬تواطؤ‭ ‬المعارضة‭ ‬أو‭ ‬صمتها‭ ‬حين‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بحقوق‭ ‬الفلسطينيين‭! ‬

ستمضى‭ ‬حكومة‭ ‬زعماء‭ ‬عصابات‭ ‬التطرف‭ ‬اليمينى‭ ‬نحو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬الذى‭ ‬يوحد‭ ‬صفوفها‭. ‬وستمضى‭ ‬إسرائيل‭ ‬نحو‭ ‬الطريق‭ ‬المسدود‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬الزمن‭. ‬أحداث‭ ‬متطرفة‭ ‬مثل‭ ‬اقتحام‭ ‬الأقصى‭ ‬لن‭ ‬تنتهى‭ ‬إلا‭ ‬بنهاية‭ ‬الاحتلال‭ ‬مهما‭ ‬امتلك‭ ‬من‭ ‬قوة،‭ ‬ولن‭ ‬تحصل‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الأمان‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬نال‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬كل‭ ‬حقوقه‭ ‬وقامت‭ ‬دولته‭ ‬وتحررت‭ ‬قدسه‭ ‬الأسيرة‭ ‬من‭ ‬دنس‭ ‬الاحتلال‭.‬

هى‭ ‬قضية‭ ‬واحدة‭: ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬ينتهى‭.. ‬والباقى‭ ‬تفاصيل