بعد أن تناولنا ايجابيات وسلبيات دور المسنين والأندية النهارية يبقى البديل الوحيد الباقى هو البحث عن رفيق كفء لكبير فاقد الحركة ويحتاج إلى تناول الدواء فى مواعيده الثابتة، والحصول على الطعام والمساعدة على الاستحمام والتغيير على القروح التى تنتج عن النوم الطويل.. وغالبا ما تجد الأسرة صعوبة بالغة فى العثور على هذا الرفيق الأمين الذى أصبح عملة نادرة.
ويذكرنى أن الدكتورة غادة والى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، ووزيرة التضامن الاجتماعى عام 2017 اطلقت مشروعا اجتماعيا تحت عنوان رفيق المسن وتم استكماله فى يناير عام 2019 بتوقيع بروتوكول بين الوزارة ومعهد علوم المسنين بجامعة بنى سويف وعدد من الجمعيات الاهلية بهدف تخريج رفيق للمسن غير القادر على الحركة وتوفير احتياجاته.. كما كان لجامعة عين شمس تجربة فى تدريب بعض الخريجات من كليات التمريض للقيام بهذه المهام الإنسانية ومساعدة من يعانون من نقص كفاءة الأداء العقلى والجسمانى.
إن الانسان لا يعلم ما يخبئه له القدر لأن العمر مراحل يجتازها الجميع، وقد تطول الحياة التى هى بيد الله إلى ما يزيد على مائة عام وهو بصحة جيدة وقدرة على خدمة النفس، بينما أحيانا أخرى قد تهاجمه الأمراض وهو صغير السن.. والكارثة الكبرى عندما يجرى العثور عليه هائما فى الطرقات وتحت الكبارى بسبب إصابته بفقد الذاكرة، بينما كان يشغل وظيفة لها شأن كبير.
وتكشف الدراسات أن تجربة استخدام رفيق المسن سلبية، فقد تعالت الشكوى من عدم خبرته بالتعامل الطبى مع بعض الحالات وعدم المبالاة فى التعامل مع متطلبات المسن خاصة الذى يعيش بمفرده.
كما تكشف الدراسات عدم توافر المستشفيات المتخصصة التى توفر خدمة الرفيق الكفء للمسن.. كذلك غياب انشاء مجلس قومى متخصص اسوة بالمجالس القومية لتوفير الرعاية لكبار السن دون أن يقتصر دور وزارة التضامن على تقديم تذكرة بنصف الأجر للمسن، ومراجعة مجلس النواب للتشريعات التى تتناول حقوق وواجبات كبار السن وفقا للدستور، علما بأن مصر من الدول الموقعة على الاتفاقية العالمية لحماية الشيخوخة تحت اشراف الأمم المتحدة وتضمن حمايتهم من وقوع أى أذى بهم.
ويبقى توجيه هذا النداء إلى الدكتور أحمد السبكى رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية.. هل يضم فئة كبار السن لرعايته والعمل على توفير رفيق كفء للمسن لهم؟