حملة مدمرة وسرقة للعملات المشفرة بمتصفح «تور» المزيف

صورة ارشيفية لمتصفح تور
صورة ارشيفية لمتصفح تور

اكتشف باحثو الأمن الالكتروني ، حملة سيبرانية مستمرة مدمرة لسرقة العملات المشفرة ألحقت أضراراً فادحة في 52 دولة.

وتشير التقديرات التي كشف عنها الباحثون إلى أن مجرمي الإنترنت قد تمكنوا حتى هذا الآن في عام 2023، من سرقة ما يقرب من 400,000 دولار أمريكي باستخدام هذه البرامج الضارة.

اقرأ أيضا| محتالون يستخدمون نظام الملفات اللامركزي «إنتربلانيتاري» في هجماتهم

وأوضح الباحثون، انه يتم توزيع هذه البرامج تحت ستار المتصفح "تور"، وتعمل عن طريق استبدال جزء من محتويات الحافظة المدخلة بعنوان محفظة تعود ملكيتها للمجرم السيبراني، حال اكتشافها عنوان المحفظة في الحافظة.

وتوجد هذه التقنية منذ ما يزيد على عقد من الزمن، وكانت تستخدم في الأصل من قبل أحصنة طروادة لمنزِّلة للبرمجيات الضارة الموجهة للعمليات المصرفية، لتحل مكان أرقام الحسابات البنكية، ومع ظهور العملات المشفرة، فقد بات هذا النوع الجديد من البرامج يستهدف الآن أصحاب العملات المشفرة والمتداولين على المنصّات.

ويتضمن تطوير أحد البرامج الضارة التي ظهرت مؤخراً استخدام المتصفح "تور"، وهو أداة تستخدم للوصول إلى شبكة أعمق، ويقوم المستخدم المستهدف بتنزيل نسخة من أحد أحصنة طروادة من المتصفح ذاته، ولكن من مصدر خارجي يحتوي على أرشيف بنسق (RAR) محميّ بكلمة مرور، ليحول دون اكتشافه عن طريق الحلول الأمنية. وعندما يتم إسقاط الملف داخل نظام المستخدم، يقوم بتسجيل نفسه عند بدء التشغيل التلقائي للنظام، ومن ثم يتنكّر على شكل أيقونة لأحد التطبيقات الشائعة، مثل uTorrent.

هذا وتم اكتشاف ما يزيد على 15,000 هجوم استخدمت فيها البرامج الضارة لـ "حاقن الحافظة" التي تستهدف العملات المشفرة، مثل "بيتكوين" و "إيثيريوم" و "لايتكوين" و "دوغكوين" و "مونيرو". ووصلت هذه الهجمات إلى 52 دولة على الأقل، وكانت غالبية العمليات التي تم اكتشافها مركزة في روسيا، نظراً لقيام أعدادٍ كبيرة من المستخدمين بتنزيل متصفح "تور" المصاب أصلاً من مواقع إلكترونية تابعة لجهات خارجية، بعد أن تم حظر هذا المتصفح رسمياً في روسيا. 

وتشمل الدول العشر المتأثرة أيضاً الولايات المتحدة وألمانيا وأوزبكستان وبيلاروسيا والصين وهولندا والمملكة المتحدة وفرنسا، الأمر الذي يعني أن العدد الفعلي لنطاق انتشار العدوى قد يكون أعلى بكثير من الهجمات التي تم الإبلاغ عنها.

وبناءً على تحليل العينات الموجودة، يقدّر حجم الخسارة التي تكبّدها المستخدمون بما لا يقل عن 400,000 دولار أمريكي، علماً أن المبلغ الفعلي الذي تعرض للسرقة يرجح أن يكون أكبر بكثير، لاسيما وأن هذا البحث يركز حصرياً على إساءة استخدام متصفح "تور".