سر «خناقة» المال والبنون

مسلسل المال والبنون
مسلسل المال والبنون

كتبت: ندى محسن

رغم مرور 31 عاماً على العرض الأول لمسلسل “المال والبنون”، إلا أنه يُعد واحداً من أكثر الأعمال الدرامية الكلاسيكية مشاهدة حتى الآن، والمرتبطة لدينا بشهر رمضان، المسلسل قدم على جزئين، عُرض الأول منه عام 1993 وحقق نجاحاً كبيراً، أما الثاني تم عرضه عام 1995، وهو من تأليف محمد جلال عبد القوي، وإخراج مجدي أبو عميرة، ولم يكن نجاح العمل أقل قوة من نجاح تتري البداية والنهاية، فقد صُنف واحداً من أفضل وأشهر التترات في تاريخ الدراما، وكان من كلمات الشاعر سيد حجاب، ألحان وتوزيع ياسر عبد الرحمن، وغناء علي الحجار، واشتركت معه المطربة حنان ماضي في غناء تتر النهاية.

جاءت الكلمات التي كتبها الشاعر سيد حجاب مُعبرة بشكل قوي عن قصة العمل وأحداثه التي تدور بين الصديقين “سلامة فراويلة” و”عباس الضو” اللذان اختار كلاً منهما طريقاً مغايراً عن الآخر، حيث فَضَل “فراويلة” طريق المال الحرام بإعتباره المنقذ له من الفقر، بينما اختار الأخير الاستثمار في أبنائه وغرس القيم والأخلاق والمبادئ بنفوسهم، وحقق التتر حينها نجاح منقطع النظير مازال صداه يدوي حتى اليوم، بل وساهم بشكل كبير في تعلق الجمهور بقصة المسلسل وأبطالها.

ولكل تتر حكاية وكواليس خاصة، حيث روى علي الحجار ذكرياته مع تتر “المال والبنون”، لافتاً إلى أنه من بدايات الأعمال التي جمعته بالموسيقار ياسر عبد الرحمن، قبل أن يُحققا نجاحاً لاحقاً في مجموعة من أشهر الأعمال التي قدمها الحجار، منها “يا طالع الشجرة، لا لا القمر، لروحنا نعود، يا مصري، تجيش نعيش، قالوا زمان، حلمت بيكي، أنا والسوايسية”، بل ولمع اسم الحجار في ذلك التوقيت، وأصبح صوته مُرافقاً لأهم وأشهر الأعمال الدرامية، منها “بوابة الحلواني، الشهد والدموع، الرحايا، الليل وآخره، ذئاب الجبل، شيخ العرب همام، السيرة الهلالية، الأيام، وادي الملوك، حدائق الشيطان” وغيرها.

اقرأ أيضًا | علي الحجار: تربيت على تحمل مسئولية الفن وبسمع الراب من أحمد مكي 

وذكر الحجار في أحد لقاءاته الإعلامية؛ مُسترسلاً في الحديث عن ذكرياته مع التتر، أنه نشبت مشادة كلامية بينه وبين الموسيقار ياسر عبد الرحمن في الاستديو خلال تسجيل الأغنية، بسبب اختلاف وجهات نظرهما في تلحينها وتوزيعها، قائلاً: “شهدت الأغنية تغييراً في المقام الموسيقي في آخر كل جملة بطريقة لم تحدث في تاريخ الموسيقى، وهو أمر غير معتاد وصعباً للغاية على الموسيقيين المحترفيين، ولم يفعله أحد قبل ياسر عبد الرحمن، لذلك قُلت له (ده نشاز)، فرد: (الناس هتستوعبها)، وما كان عليَ إلا أن أستمع إلى رغبته، فهو صاحب اللحن، وبفضل الله استقبلها الجمهور، بل حفظها واستقرت في ذهنه لسنوات طويلة”.

لم تكن تلك الواقعة هي العقبة الوحيدة التي واجهت صُناع التتر قبل خروجه إلى النور، فقبل عرض العمل بـ3 أيام فقط، وبعد أن تم وضع ألحان تتر النهاية والانتهاء من تسجيلها، اعترض الراحل ممدوح الليثي - رئيس قطاع الإنتاج آنذاك - على كلمات مقدمة تتر النهاية، والتي كانت تقول قبل تغييرها: “دنيا غرورة دنية.. زي الحنش شرانية.. ياريتنا نأمن آذاها ونعيش سوى بصفو نية.. يا دنيا ولا تحني ضهري ليكي ولا أعيش بقهري.. ياما نفسي يصفالي دهري وترجعي حقانية.. لأ يا دُنيا أجري غُري غيري ولعبيه وضُريه.. أما أنا رغم كُري نفسي عفيفة وغنية”، وجاء الاعتراض من جانبه بسبب حرمانية “سب الدهر”، ولإن قديماً كان تسجيل الموسيقى يتم بالأوركسترا الكاملة، فكان من الصعب إعادة تقديم الموسيقى مرة أخرى، لذلك لجأ الصُناع إلى تغيير الكلمات لتصبح: “بحلم وأفتح عنيا على جنة الإنسانية.. والناس سوا بيعيشوها بطيبة وصفو نية.. أحلامي تصلبلي ضهري ويروق ويصفالي دهري ويلالي زهري وجواهري لكل ناسي وليا.. يا دنيا مهما تغري غيري مسيرك تمري.. وبعد مري تسري نفسي العيفة الغنية”، وافتتحت المطربة حنان ماضي المقدمة بصوتها، ورغم اشتراكها مع المطرب محمد الحلو في غناء تتر النهاية لمسلسل “الوسية” الذي عُرض قبل “المال والبنون” بعامين، وأيضاً مسلسل “اللقاء الثاني”، إلا أن شهرتها جاءت من خلال “المال والبنون”، لتتألق بعدها في تقديم عدد من التترات لمسلسلات “قصة الأمس، حكاوي طرح البحر، الوشاح الأبيض، البحار مندي، آسيا”.

نقلًا عن مجلة أخبار النجوم بتاريخ 06/04/2023