نيللي وفطوطة.. «يلا نكمل لمتنا»

يلا نكمل لمتنا
يلا نكمل لمتنا

أصبحت الإعلانات جزء من المنافسة التي يشهدها شهر رمضان إلى جانب المسلسلات والبرامج الجديدة، فبعدما كان الفاصل الإعلانى مصدر إزعاج للمشاهد، ويفصله عن متابعة المسلسل الدرامى، تحول ليصبح منافس قوى، وكل عام يتفاجأ الجمهور بإعلان مميز تجتمع فيه عناصر الإبهار بداية من الفكرة وصولا إلى التنفيذ بصورة مبهرة، والقدرة على استقطاب نجوم الصف الأول، بل وفى بعض الأحيان استحضار نجوم من زمن فات، كما فعلت شركتى للمياه الغازية ورقائق البطاطس، حينما أطلقلتا مبادرة “يلا نكمل لمتنا”، لينجح الإعلان ويتصدر محركات البحث على مواقع التواصل الإجتماعى ويصبح الإعلان «تريند».

فى عام 2013 أطلقت شركة المياه الغازية المعروفة مبادرة تحت عنوان “يلا نكمل لمتنا” وجاء الإعلان ليشكل مفاجأة للجمهور شكلا وموضوعا عندما اجتمع منتجين مختلفين فى إعلان واحد، ليظهر فى الإعلان منتج لمياه غازية إلى جانب منتج آخر لرقائق البطاطس، وهو ما وصفه خبراء الإعلان والتسويق بالإعلان الذكى، حيث اعتمد على فكرة إبداعية بالشراكة مع منتج منافس واستخدام استراتيجية التسويق بالمشاهير، وأيضا التسويق عبر النوستالجيا واستدعاء ذكريات الماضى فى دقيقتين واللعب على الوتر الإنسانى العاطفى، فى إشارة شديدة الوضوح إلى أن الحنين للماضى بات مفتاح النجاح، فبمجرد عرض الإعلان تمكن من خلق حالة من الإبهار أعادت إلى الأذهان روح زمن الفن الجميل، حيث جسد رموز وعلامات فنية بارزة، بعودة بوجى وطمطم واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتجسيد “عمو فؤاد” فؤاد المهندس،”وفطوطة” سمير غانم، ليختتم الإعلان بظهور مميز لنيللى، فكان التركيز على فكرة “النوستالجيا” والحنين إلى الماضي وإثارة المشاعر المتعلقة بالذكريات معتمدا على المخاطبة الوجدانية للمشاهد والإعتماد الكبير أو الكامل تقريبا على فكرة الجرافيك والمؤثرات في تركيب المشاهد في أغلب لقطات الإعلان.

اقرأ أيضًا | «يسرا» تمتلك آلة زمن.. عودة «فؤاد المهندس» و«فطوطة» ..وحلاوة رمضان في الصعيد

فيبدأ الإعلان بلمة أسرة مصرية على وجبة الإفطار ثم نهوض واستئذان شاب للخروج برفقة أصدقائه وفى الطريق يسمع صوت من بعيد يناديه بإسمه وعندما يقترب يجد “بوجى وطمطم”، وقبل أن يستوعب المفاجأة يظهر له “عمو فؤاد” أو فؤاد المهندس حاملا فانوس الشهر الكريم لينير له الطريق، ليأتى الدور على فطوطة الذى يشير بدخول شاحنتين تحملان شعار المنتجين المعلن عنهما، ثم يطلب منه جيرانه أن يقوم بتشغيل مفتاح كهربائي ليفاجأ بنزول نيللي من السماء جالسة على هلال كبير، دون الاستعانة بدوبلير، فتعطية حلوى الكنافة يعود بها من جديد إلى أسرته ويفضل قضاء الوقت بصحبتهم أكثر من رفاقه، وهنا تأتى ترجمة الهدف الإعلاني والتأكيد على فكرة الإعلان بلم شمل الأسرة.

استغرقت مرحلة تنفيذ وتصوير الإعلان 9 أيام، بينما وصلت المدة الزمنية للعرض 3 دقائق وهى فترة زمنية طويلة بالنسبة لإعلان تليفزيونى، وحتى يكون الفاصل مشوقا ويتمتع بالجاذبية توصل فريق العمل إلى أن يكون الممثل الرئيسي وجه جديد، إضافة إلى ما تمتع به الإعلان من تحريك بالسرد مما جعله يتسم بالمهارة والذكاء.

ولأن المبادرة تهدف إلى لم الشمل والحنين إلى الماضى كان لابد أن ينعكس ذلك على الموسيقى ومن هنا اختار الموزع الموسيقى حسن الشافعى، المزج بين موسيقى الأوركسترا الكلاسيكية والموسيقى الشرقية لنقل روح الإعلان للمشاهدين.

يعتبر هذا الإعلان عودة مميزة لنيللي بعد فترة كبيرة من الغياب عن الساحة الفنية، ونشرت وقتها تعليقا عبرت من خلاله عن سعادتها بالحملة، حيث أشارت إلى أنه من الأعمال التى أعادت لها ذكرياتها الرمضانية، بالإضافة إلى أن هذه الحملة هدفها نبيل وسامى، هو إعادة بث روح رمضان بكل ذكرياته الجميلة التى عبر عنها من خلال زمن الفن الجميل إلى الشعب المصرى بعد أن تغيرت حياته وتأثرت بما وصفته بتكنولوجيا التباعد الإجتماعى.

نجح الإعلان بشكل كبير واستطاع أن يحصد ردور أفعال إيجابية مما دفع صناعه لاستكمال الحملة على نفس المنوال، فجاء إعلان “هنكمل لمتنا” عام 2014 امتدادا لفكرة الإعلان السابق مع ظهور شخصيات جديدة وإلقاء الضوء على أعمالهم التى أحبها الجمهور وتعلق بها، فبدأ الإعلان بظهور عائلة الفنان الراحل عزت أبو عوف فى حالة من استرجاع الذكريات بين ألبوم صور مع شقيقاته البنات أعضاء الفريق الغنائى “4m”، وتظهر نجوى إبراهيم مع صندوق ذكرياتها الذى يضم ملابس شخصية “بقلظ” والتى تعلق بها جيل الثمانينات، بينما يتذكر حميد الشاعرى كواليس الدويتو الشهير له مع هشام عباس، بالاضافة إلى ظهور سمير غانم وشيرين، مرتديان زي مسرحيتهم الأشهر “المتزوجون”، وجاءت مفاجأة الإعلان في ظهور الفنان الكبير جورج سيدهم بعد غياب طويل,، كما يظهر نجوم المنتخب في التسعينيات أحمد شوبير وأحمد الكأس.

الإعلان من غناء حميد الشاعري وهشام عباس وتمكن من جذب الانتباه وخلق حالة من النوستالجيا والحنين للماضى بفكرة التسويق التى تستدعى الذكريات من خلال شخصيات وأعمال ارتبطت فى أذهان جيل الثمانينات والتسعينيات ضمن السياق الإعلاني,، فكانت المحصلة النهائية إعلان بسيط معبر يصب فى صميم الفكرة المراد توصيلها للجمهور المستهدف بشكل جذاب ملفت للنظر، وسط كم رهيب من الإعلانات التجارية.

نقلًا عن مجلة أخبار النجوم بتاريخ 06/04/2023