جيشنا يراقبه عن كثب.. أول رد من موسكو حول استعداد كييف لهجوم مضاد

 دميتري بيسكوف
دميتري بيسكوف

أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة 7 أبريل، أن التصريحات الأمريكية بشأن الهجوم المضاد الوشيك من قبل الجيش الأوكراني، يراقبها الجيش الروسي عن كثب وتؤخذ في الاعتبار عند التخطيط للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

وقال بيسكوف للصحفيين، ردا على سؤال عما إذا كان الكرملين قد اطلع على بيان واشنطن بشأن هجوم مضاد محتمل للقوات المسلحة الأوكرانية في الأسابيع المقبلة وما إذا كان ذلك مثيرا للقلق: "هذا بيان على الأرجح، يخضع للمراقبة الدقيقة من قبل جيشنا، فهم يرصدون عن كثب جميع المعلومات ذات الصلة ويأخذونها في الاعتبار عند التخطيط لمواصلة العملية العسكرية الخاصة".

في وقت سابق من اليوم الجمعة، لم يستبعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بدء هجوم مضاد من القوات الأوكرانية في الأسابيع المقبلة.

اقرأ أيضًا: القوات الروسية تستهدف مقر قيادة الدفاع الأوكراني في خيرسون

وقال بلينكن: "أولاً، يجب القيام بكل شيء ممكن لمساعدة أوكرانيا على استعادة الأراضي، بما في ذلك الهجوم المضاد المتوقع في الأسابيع المقبلة. والهدف الثاني هو مساعدة أوكرانيا على بناء قدراتها على المدى المتوسط والبعيد".

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوهانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".