«سره الباتع» كان هنا.. «بوابة أخبار اليوم» في مقام السلطان حامد «الحقيقي» | فيديو

 مقام السلطان حامد الحقيقي
مقام السلطان حامد الحقيقي

فتحي البيومي 

دوما ما تأخذ السير الشعبية القدر الأكبر من الاهتمام لدى الناس، ولعل أنجح الأعمال السينمائية أو الدرامية التي تلقى اهتماما كبيرا لدى المشاهدين هي الأعمال التي يكون محورها بطلا شعبيا كـ: "أدهم الشرقاوي أو الهلالي سلامة أو الزير سالم أو السلطان حامد" وغيرهم من أبطال الروايات والملاحم الشعبية الكبرى.


وقد تختلف أو تتفق الأعمال الدرامية للسير الشعبية مع الحقائق التاريخية، وقد يكون اختلافها لعدم التطرق لتفصيلات صغيرة قد تغير مجرى أحداث العمل الدرامي، فمسلسل " سره الباتع" للمخرج خالد يوسف والذي يعد من أكبر الأعمال الدرامية لرمضان ٢٠٢٣  تطرق لحياة السلطان حامد وقد ذكر العمل الدرامي أن للسلطان عدة أضرحة في قرى مختلفة وذكر مرحلة طفولة حامد وشبابه قرية شطانوف التابعة لمحافظة المنوفية.


وجدير بالذكر أن قصة السلطان حامد ما هي إلا قصة قصيرة في أحد مؤلفات الأديب الراحل يوسف إدريس وقد تطرق فيها الكاتب لمواجهة الاستعمار الفرنسي ودور أهالي القرية المصرية للصمود في وجه المحتل ومقاومته ومن بين أهالى القرية حامد "السلطان حامد" والذي كان محور العمل الدرامي الكبير .


ولعل تواجد ضريح السلطان حامد في قرية البيروم مركز فاقوس محافظة الشرقية وكلمة بيروم هي اختصار لبئر الروم  وهي نفس القرية مسقط رأس الأديب الراحل يوسف إدريس هو سبب تأثر الكاتب بالشخصية وحرصه على كتابتها إذ كان الصغير يشاهد أفراد عائلته وأهل قريته يتبركون بالسلطان حامد ويعمدون إليه بالشموع والعطايا راغبين في نيل بركاته، كما أن ضريح السلطان حامد يبعد عن محيط منزل الكاتب بخطوات بسيطة قريبا من مكتبة يوسف إدريس العامة حاليا .


السلطان حامد 


هو ذاك الطفل القروي الذي حباه الله من القوة ما يميزه عن أقرانه الصغار وقد كبر وترعرع يتيما ولكنه حظى بحب كل رجال قريته وكل منهم يتبارى في أن يظهر للآخرين أن حامد بمثابه ولده .


وكان لحامد دورا كبيرا في مواجهة المحتل الفرنسي حيث كان يقوم بالتخطيط وتوجيه أقرانه من أبناء القرية في كيفية مواجهة الجنود الفرنسيين وكان دوما يسعى لطردهم من البلاد .

 

اقرأ أيضا| حلقة 16 «سره الباتع»| حامد يخطف عسكري فرنسي .. الجندي: «عايز ابقى معاكوا»

قصة حامد مع جنود الاحتلال


بعد مقتل أحد أبناء قرية حامد والذي كان من أقرب أصدقائه قرر حامد الثأر لصديقه مما دفعه للتربص للجنود الفرنسيين أثناء إحدى الدوريات ونجح في قتل أحدهم مما أشعل نار انتقام قائد الجيش الفرنسي، وقرر إعدام حامد أمام كل أهالي قريته حتى يتمكن من اخافتهم والسيطرة عليهم فضلا عن ضمان عدم تكرار الفعل مرة أخرى ولكنها دوما لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن وانقلب السحر على الساحر وتحولت محاكمة حامد إلى انتفاضة شعبية من أهالي قرية صغيرة كل تسليحهم عصي ومناجل، ضد جيش المحتل بعتاده وأسلحته وذخيرته وفي نهاية الأمر تفوق العزل على أصحاب  الأسلحة وتم إنقاذ حامد وطرد الفرنسيين من القرية، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في حياة "السلطان حامد" الذي أصبح بطلا شعبيا التف حوله كل أبناء القرية وتشكلت نواة المقاومة ضد المحتل .


المكان الحقيقي لضريح "السلطان حامد"


هنا وفي قرية بيروم مركز فاقوس محافظة الشرقية وحسب رواية أهل القرية يقول "محمد عبدالفتاح": لقد تناقلنا عبر الآباء والأجداد قصة "السلطان حامد"  والذى تم قتله من أحد جنود الاحتلال الفرنسي، حيث كان حامد كثير التنقل بين قرى الدلتا بعد نجاته من المحاكمة الفرنسية وتشكيله لنواة المقاومة ضد المحتل إلى أن رآه أحد الجنود الفرنسيين هنا في قرية بيروم وكان قد تعرف عليه حين رؤيته في المحاكمة وقام بإطلاق النار عليه حتى توفي مما دفع أهالي القرية لدفنه وبناء ضريحا كبيرا له واطلقوا عليه لقب ضريح السلطان وذلك لرؤيتهم في حامد بطلا شعبيا ساروا على نهجه واتخذه الشباب مثالا يحاكونه في الشكل والهدف .


ويذكر أن شباب القرى أخذوا من حامد قدوة حيث قاموا  بدق وشم العصفور بجانب أعينهم وقطع أحد اصابع اليد، وكانوا يرون في ذلك نهجا  لإثبات رجولتهم مثلما كان " السلطان حامد" وذلك لتشتيت جنود الاحتلال في بحثهم عن حامد حيث كانت هذه الصفات الجسدية محور البحث عن حامد  وحرصا منهم في السير على نهجه واستكمال ما بدأه في مواجهة المحتل مما أوجد صعوبات بالغة أمام استقرار المستعمر الفرنسي في منطقة الدلتا .


وبحسب قصة يوسف إدريس أنه حين عين كليبر قائدا للحملة الفرنسية فقد عمد على إخراج جثمان السلطان حامد وتقطيعه ودفنه في أماكن متفرقة وذلك حتى لا يكون الضريح مقصدا لكل من أراد التشبه بالسلطان حامد وكذلك اخفاء الرمز الشعبي الذي يتجمع حوله الأهالي وبذلك يتمكن المحتل من قتله.