بقلم واعظة

صباح محمد هاشم تكتب: إني صائم

صباح محمد هاشم
صباح محمد هاشم

الصيام مدرسة عظيمة؛ فيها يكتسب الصائمون أخلاقًا جليلة، ويعتادون على تجنب المعاصي ويقلعون عن المحرمات، وقد قال جابر رضى الله عنه: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.

ولم ينظر الإسلام إلى الصوم على أنه حرمان من الأطعمة والأشربة، بل اعتبره خطوة إلى حرمان النفس دائمًا من شهواتها المحظورة ونزواتها المنكرة، فقد فقال النبى صلى الله عليه وسلم (إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

من خلال هذه الكلمة يستشعر الصائم ما يجب عليه فعله؛ وكأنه يجرى الكلمة على قلبه ليرى ما الذى يمنعه الصوم من الأفعال والأقوال التى تتنافى مع صومه؛ فإن سابه أحد أو شاتمه فإن الصوم يمنعه من أن يرد عليه بمثل ما قال؛ وكأن الصوم يربى العبد على حسن الخلق.