«مائدة الرحمن» يقميها «عم عثمان» لخدمة أهل الله طوال العام| فيديو وصور

مائدة الرحمن
مائدة الرحمن

دائمًا ينتظر البسطاء كل عام، حلول شهر رمضان المبارك، الذي تتضاعف فيه أعمال الخير والثواب، من خلال الزكاة والصدقات وكراتين الخير وموائد الرحمن، التي تعد الملاذ الآمن لكثير ممن لا يستطيعون توفير وجبة إفطار في رمضان.

الترابط المجتمعي

موائد الرحمن، عادة أساسية يحرص المقتدرين على إقامتها كل عام في رمضان، للفوز بالثواب الكبير بإفطار الصائمين، في مشهد يخلق حالة من الترابط المجتمعي، والحرص على مساعدة المحتاجين، في ظل الظروف القاسية بعد ارتفاع الأسعار، والتي أثرت بشكل واضح على مختلف الطبقات، خصوصًا الطبقة الفقيرة، وهو ما دفع الحكومة لإطلاق عدة مبادرات اجتماعية، وإقامة منافذ وشوادر لبيع السلع بأسعار مخفضة، لتخفيف الأعباء عن المواطنين.

اقرأ أيضا.. صور| فطار مشترك وفوانيس وزينة.. كيف احتفل أقباط قنا بشهر رمضان؟
 

وأجبرت الظروف الاقتصادية الصعبة، بعض المعتادين على إقامة الموائد، التوقف عن ممارسة العادة السنوية، إلا أن البعض الآخر، يحرص على إقامتها سنويًا بشكل منتظم رغم التحديات الاقتصادية، عملًا بمبدأ «البركة من عند ربنا.. واللي بيعمل خير بيعود عليه بالخير».

مائدة عثمان

خلال جولة بوسط العاصمة، لاحظنا وجود مائدة يبلغ طولها عدة أمتار، ممتلئة بالمواطنين من مختلف الفئات، عليها ما لذ وطاب من الأطعمة، يقوم عليها فريق عمل يقوده الحاج محمد عثمان الذي يحرص على إقامة مائدة الرحمن كل عام، وعلمنا أنه يقيمها طوال العام وليس في رمضان فقط. 

نموذج فريد من نوعه، يرسخ مبدأ الترابط والتلاحم المجتمعي والشعور بمعاناة الآخرين، رسخه الحاج عثمان، أحد رجال الخير، الذي اعتاد على إقامة مائدة الرحمن منذ سنوات طويلة ليس في رمضان فقط، بل طوال العام، وهو ما لم يفعله الكثير، ولكنه يطبق مبادرة «كتف في كتف»، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تهدف لمساعدة المواطنين وتخفيف أعباء المعيشة عليهم.

مائدة طوال العام

من جانبه، أكد الحاج محمد عثمان، أنه يحرص على إقامة المائدة كل عام في شهر رمضان المبارك، مؤكدًا أنه يحرص على إقامة المائدة في الأيام العادية طوال العام. 

وتابع: «بقالي 33 سنة بعمل مائدة والخير كله من عند ربنا.. ودعوات الناس ليا هي أكبر جايزة باخدها.. ورغم إني تعثرت ماليًا سنة 1996 إلا أنني كنت حريص على إقامة المائدة.. ودي عاده ربنا ميقطعهاش أبدًا إن شاء الله». 

أضاف الحاج عثمان، أنه رغم رغم الارتفاع الكبير في أسعار السلع واللحوم والدواجن والأسماك، إلا أنه يحرص على إقامة المائدة كالمعتاد كل عام، دون التقليل من الكميات المقدمة للمواطنين، مؤكدًا حرصه على إعداد الطعام بنفسه، والإشراف على توزيع الوجبات والتأكد من توافر كل شيئ. 

ولاحظنا الاهتمام الشديد بالنظافة، عقب الانتهاء من المائدة، حيث يقوم فريق من العمال بغسل كافة الأواني والمستلزمات بالمياه والصابون، ووضعها في المكان المخصص لها، لاستخدامها في اليوم التالي.