قصة أية

د. عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف
د. عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف

كتب : حافظ محمدى

فى هذا الباب والذى يحمل عنوان «قصة آية» نقدم لك عزيزى القارئ فى كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك شرحا بسيطا لآية أو أكثر من آيات كتاب الله كان لها قصة وسبب، آية اليوم التى نستعرض قصتها معك عزيزى القارئ هى الآية 4 من سورة الحجرات والتى نزلت لتوضح لنا كيفية التعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتأدب معه فى مخاطبته وفى الحديث معه وإتباع هديه، ويوضح ذلك د. عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف حيث يقول: جاء فى سبب نزول قول الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ»(الحجرات:4).

أن زيداً بن أرقم، قال: جاء أناس من العرب إلى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقال بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل، فإن يكن نبياً فنحن أسعد الناس به، وإن يكن ملِكاً نعش فى جناحه، قال زيد: فأتيت النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فأخبرته بذلك، قال: فجاءوا إلى حجر النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فجعلوا ينادونه: يا محمد، فأنزل الله على نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم الآية، قال: فأخذ نبيّ الله بأذنى فمدّها، فجعل يقول: «قَدْ صَدَّقَ اللّهُ قَوْلَكَ يا زَيْدُ، قَدْ صَدَّقَ اللّهُ قَوْلَكَ يا زَيْدُ».

ويستفاد من هذه الآية أن الخطاب والتحدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كغيره من الخطابات فما قد يصح بينك وبين الناس قد لا يصح بينك وبين عظيم قوم، والرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه أفضل الناس خلقا وخُلقا فالتأدب معه فرض وإلا تعرض عملك لأن يحبط، والتأدب مع الرسول فى حياته ألا ترفع الصوت بحضرته.

وبعد مماته بألا تعترض على قوله وترد أحاديثه وتقدم غيرها من الأقوال عليها .. فهذا ليس أدبا مع رسول الله وينبغى على المسلمين التنزه عنه، جعلنا الله وإياكم من المتأدبين مع رسول الله الذين يستجيب الله لهم ويرفع أعمالهم ودرجاتهم.

اقرأ ايضاً| أنامل ذهبية