عضو هيئة كبار العلماء: بذل الصدقات للمحتاجين من أفضل الأعمال فى «شهر المواساة»

د. أحمد معبد عبد الكريم
د. أحمد معبد عبد الكريم

أكد الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن بذل الصدقة لمن يحتاجها من أهم ما فى الشهر الفضيل بعد صيام الفريضة، وكما جاء فى الحديث الذى أخرجه ابن خزيمة فى صحيحه أن هذا الشهر «شهر المواساة».

وأوضح أن أهم ما فى المواساة ليس الكلام؛ ولكن الأفعال، وأهم مظاهر الأفعال أن يقدم المحسنون والمستطيعون ما تتسع لهم مقدرتهم من النفقة على المحتاجين والفقراء وتكلم القرآن الكريم ووصف الأبرار الذين يجعلهم الله فى أعلى درجات الجنة بأنهم: ﴿ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِينًا ويَتِيمًا وأسِيرًا﴾، ويقولون: «إنَّما نُطْعِمُكم لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكم جَزاءً ولا شُكُورًا».

وأضاف أن هذه الآية التى نزلت فى وصف هؤلاء بينت أن الصدقة الطيبة ترفع صاحبها إلى أن يكون من الأبرار وهى أعلى درجات الجنان، وعندما نزلت هذه الآية كان لها أثر فى حياة المسلمين والمتصدقين، ففهم الكثيرون منها أنها صدقة بشيء كبير لا يقدر عليه البسطاء من الأمة؛ وهو أنهم إذا تصدقوا بشيء قليل فلن يحظوا بهذه المرتبة وهى مرتبة الأبرار الذين تطوف عليهم ملائكة التكريم فى جنة الخلد، وعندما ذكروا ذلك فيما بينهم نزل قول الله: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ».

وبيَّن عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أنَّ الآيات وصفت أيضًا مخارج الصدقة: «مسكينا ويتيما وأسيرا»، ومن هذه الآية شرع أن تكون الصدقة أيضا لغير المسلمين، وأن تدفع الصدقة الممكنة للمسلم وغير المسلم الذى يجاورك أو تعيش معه فتشعره بأن ديننا يحترمه، فهى بذلك يخرجها المسلم لكل من يخالطه من أهل الأديان، وروى عن النبى  قوله: «تصدقوا على أهل الأديان».

فمن يقدر عليها قلت أو كثرت لا يخص بها أخاه المسلم فقط؛ وإنما تعطى أيضا لغير المسلم مثل جاره وأخيه فى العمل، فعليه أن يشعره بأن هذه الصدقة أنت أحق بها مثلما يستحقها كل محتاج.

ومن ناحية أخرى أكد الدكتور معبد عبد الكريم أن الفتوى هى السلاح الذى لا يغمد إلى يوم القيامة لأن قضايا الناس تتجدد وبدون فتوى علمية ممكن أن يحللوا حراما وهم لا يعلمون، ويحرموا حلالاً وهم لا يعلمون.

وأضاف أنه من هنا تكمن أهمية الفتوى فى مجتمعنا، وذلك فمن ليس أهلاً لها لا ينبغى عليه التدخل فى أمر الفتوى ولا يتصدر لها، لأن هذا تدمير للمستفتى قبل أن يكون تدميراً للإسلام.

وأشار إلى أن الفتوى تخبر الناس بالجديد فى أمور دينهم وتعلمهم بمدى حل أو حرمة ما يفعلونه، منوهاً بأن المتصدر للفتوى من غير أهل العلم ، يفتى بما لا يعلم، لمجرد توجيه السؤال له ويعظم عليه عدم الإجابة فيفتى بما لا يعلم، ويقول النبى «أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار».

 

وشدد عضو هيئة كبار العلماء، على أن جرم المستفتى-حال استفتاء من هو ليس أهلاً للفتوى- يأتى قبل جرم المفتى بغير علم، لأن المستفتى هو الذى ذهب له وطلب منه الفتوى من غير تأكد من أن هذا الشخص هو أهل للفتوى.

وأشار إلى أنه فى زماننا توجد المؤسسات العلمية الدينية المتخصصة فى أمر الفتوى ، فلا يصح للعامة أن يذهبوا لأى شيخ ويطلبوا منه الفتوى ويتركوا المؤسسات الرسمية فى الدولة المتخصصة فى أمر الفتوى.

وأوضح أن بعض الناس حينما يستفتون فى أمور دينهم ويجدوا إجابة لا تناسب هواهم من أحد الشيوخ، فإنهم يذهبون إلى مفتى أو شيخ آخر ليجدوا الإجابة التى تناسب هواهم.

وأكد أن المستفتى الآن يبحث عن شيخ يحلل له الحرام أو يحرم عليه الحلال، فيبدأ فى اختيار الشيوخ التى تناسب أغراضه.

وأكد أن مواجهة التيار المتشدد تتطلب أن يكون المسلم أولاً حريصاً على سلامة دينه ، لأن الدعوة السلفية المعاصرة غير السلفية الأصلية.

وأضاف أن السلفية الأصلية هى إتباع الصحابة والتابعين ومن تبعهم، أما السلفية المعاصرة فقد نشأت قبل عام 1961م، فقبلها «كنت تقدر تعد الدقون اللى فى القرية»-على حد قوله-فلم يكن أحد يتكلم باسم السلفية إلا الشيخ حامد الفقى فى منطقة عابدين، وكان المحاربون له أكثر من الملتفين حوله، فكان يتوسط لبناء المساجد فى مصر بشرط نشر الفكر السلفي.

وأكد أن نشأة الفكر السلفى فى مصر ، كانت حول أغراض الدنيا وليست أغراض الآخرة ولا الدين، منوها أنهم يقولون قال الله وقال الرسول، وفى النهاية ليس لهم علاقة بصحيح الدين.

وأشار إلى أن القضية ليست فى قال الله وقال رسول الله، ولكن المشكلة تكمن فى أن هذا القول فى محله أو لا ،وأشار إلى أن شيوخ السلفية لن يستمروا فى أطروحاتهم إلا إذا وجدوا من يسمع لهم ويقبل كلامهم، ولذلك على كل مسلم أن يكون حريصاً على سلامة دينه قبل أى شيء، ويأخذ دينه من الشيوخ الموثوق فى علمهم. 

اقرأ ايضاً| أمين الفتوى: الزوجة غير مسئولة عن عدم صيام وصلاة زوجها