في ليلة رمضانية..

«أخبار اليوم» تحتفل بأبطال دفعة استثنائية من خريجي «المس حلمك»

المكرمون من خريجي حملة «ألمس حلمك» من قطاع المعاهد الأزهرية
المكرمون من خريجي حملة «ألمس حلمك» من قطاع المعاهد الأزهرية

أحمد جلال: دور «أخبار اليوم» الاجتماعى بدأ من أيام العملاقين مصطفى وعلى أمين وأقول لأبطالنا ذوى الهمم وأسرهم: نحن على العهد

د.أحمد جلال: أخذنا على عاتقنا دعم التعليم بكل صوره.. وما رأيته الليلة من تحدٍ حقيقى أبهجنى وأكد لى أننا على الطريق الصحيح

د.سلامة داود: التعاون بين «الأزهر الشريف» و«أخبار اليوم» تطبيقا لرؤية٢٠٣٠ وأشكر كل من شارك فى هذه اللحظة الملهمة

هكذا كان الأمر الإلهي الذي بدأت به الرسالة الخالدة خاتمة الأديان، وكأن حصاد القراءة ونور العلم الضمان الوحيد للتقدم والرقي وإثبات الذات.. وهذا ما أثبتته الأيام وأكده تاريخ الحضارات عبر الأزمان.

وها نحن نتقابل مرة أخرى مع أبطال قرروا أن يكون الحلم واقعا، والأمل حقيقة نتلمسها بعقولنا وقلوبنا قبل أناملنا، ربما اختلفت بعض الوجوه، لكن أبدا لم تختلف العقول ولا القلوب.. فالبوصلة واضحة والهدف نبيل.

هنا.. من أيام ليست بعيدة، وقفنا نحتفي بلحظة الحصاد الأولى حين التقينا لنحتفل بأول مجموعة لامست أناملها حلم العلم والثقافة والوعي. واليوم.. وتحت سماء هذا الوطن العظيم.. وفوق أرضه الغالية.. وفى نسمات روحانية طاهرة لا تفرق بين صيام رمضان الفضيل وصيام السنة الكبير، نقف سويا مرة أخرى لنحتفل بكتيبة جديدة من «المس حلمك» التي تمضى بكل قوتها.. وتطأ أرضا جديدة كل يوم وتثبت أنها مبادرة تستحق أن نتوقف أمامها كثيرا، وندفعها إلى الأمام أكثر أكثر.

وفى السطور التالية ندعوكم أن تلامسوا معنا الحلم بقلوبكم، وان تعيشوا معنا تفاصيل النجاح.. تفاصيل ليلة ملهمة حاولنا ان نعطى أنفسنا فيها فرصة.. ونهب لأرواحنا فرحة.. مؤكدا أننا جميعا فى حاجة إليها.

أعرب أحمد جلال رئيس مجلس إدارة «مؤسسة أخبار اليوم» عن فخره وفرحته بطلبة المس حلمك، كما ابدي سعادته الكبيرة بتخرج الدفعة الثانية والثالثة، من هذه الكوكبة المدهشة، واستهل كلمته مرحبا بالحضور الكريم موجها التهنئة للجميع بحلول شهر رمضان المبارك.

واستطرد قائلاً: "نلتقي مع حضراتكم اليوم من جديد، وفى نفس المكان الذي شهد احتفالنا الأول بتخرج الدفعة الأولى من طلبة مبادرة «المس حلمك» لمحو أمية طريقة برايل، واليوم نحتفل بتخريج الدفعتين الثانية والثالثة، والتي تضم طلبة جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية فى خطوة هي الأولى في تاريخ الأزهر الشريف.

وما تقوم به مؤسسة أخبار اليوم ليس جديداً عليها، فالعمل الاجتماعي كان محوراً أساسيا فى تفكير العظيمين مصطفى وعلى أمين عندما أطلقا مشروعهما الخيري «ليلة القدر» عام 1954.

لذلك لم يكن مستغرباً أن أول مجلة مطبوعة بطريقة برايل في الشرق الأوسط، تصدر عن دار أخبار اليوم، ويحررها كتيبة مبدعة من الصحفيين متحدى الإعاقة البصرية، فى سابقة لم تحدث فى عالم الصحافة من قبل، وتلتها تدشين أول مطبعة صحفية لطباعة الصحف والمجلات والكتب بطريقة برايل.

ولكي يكتمل المشهد كان الهدف هذه المرة الجمهور القارئ نفسه، فما فائدة الإصدار الصحفي والطابعة التي تنتجه دون وجود الأنامل التي تحترف قراءته، وهنا كان التحدي الأكبر، والذي نتج عنه ان أصبحت طريقة برايل الآن ثقافة ملموسة تفرض نفسها فى المجتمع، وكنا وبفضل الله أول من نادى وطالب بذلك، وها هي أوراق المؤسسات المالية والمستشفيات وأدلة المصالح الحكومية وغيرها تقرأ بطريقة برايل.

وفى نهاية كلمته وجه جلال حديثه لأصحاب فرحة الليلة، قائلاً:

أسمحوا لى أن أتوجه بالشكر باسمي واسمكم لكل طالب قرر أن يلمس حلمه بنفسه، وكل اسرة وقفت سنداً خلف أولادها الأبطال.. كما اشكر باسمي وباسمهم كل شركاء النجاح الذين كانوا بحق شركاء الحلم.
كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى زملائي في مؤسسة أخبار اليوم، لما بذلوه من جهد وفكر للإعداد لهذا الحدث وتمهيد الأرض لنجاحه.. مع امل اللقاء بكم دوما فى مناسبات ملهمة تخدم كل أبناء وطننا الحبيب.

فيما أكد أ.د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر أن الاحتفالية تهدف الى بذل الجهد من جميع الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة بقطاع الأزهر الشريف، جامعا وجامعة، بجميع مراحله التعليمية لتمكينهم من سرعة تعلم «طريقة برايل» لذلك تعددت النماذج المضيئة والناجحة في الحفل من طلاب وطالبات جامعة الأزهر الشريف من خلال مبادرة «المس حلمك» والتى، فى حفل تخريج الدفعة الثانية، والتي كانت بالتعاون بين جامعة الأزهر ومؤسسة أخبار اليوم، موجها الشكر للجهود المبذولة والناجحة من مؤسسة أخبار اليوم، وحرصها الشديد على تقديم الدور المجتمعي من خلال محو أمية المكفوفين من طلاب وطالبات، وتعليمهم «طريقة برايل»، باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي من خلالها يستطيع الكفيف أن يقرأ اللغة المكتوبة ويفهمها ويتقن معانيها، من اجل ذلك جاءت مشاركة جامعة الأزهر مع مؤسسة أخبار اليوم في إطار المسئولية المجتمعية والتنمية المستدامة التي تهدف إليها الجامعة لتحقيق رؤية مصر 2030 والتي أتاحت الفرصة لجميع الطلاب والطالبات إلى التعليم دون تمييز.

فى المقابل أوضح ا.د. محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والمشرف العام على قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن الأزهر الشريف هو المؤسسة العالمية الوحيدة التي نجحت في دمج ذوى الهمم دمجا حقيقيا، وخصوصا أصحاب الإعاقة البصرية، قائلا إنهم أصحاب بصيرة، وقد كان لنا منها نموذجا ملهما في القرن الماضي لعميد الأدب العربي طه حسين، وهو من أصحاب البصيرة.. كما أن تعلم طريقة برايل أصبح هدفاً مأمولاً للجميع.

وأضاف د. ياسر حلمي وكيل كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، ومدير مكتب التميز الدولى بتقديم درع جامعة الأزهر إلى الكاتب أحمد جلال رئيس مجلس إدارة «مؤسسة أخبار اليوم» شاكرا جهودهم المبذولة فى إنجاح الدورات من خلال مركز "أخبار اليوم للتدريب"، والذي نجح في تعليم العديد من طلاب «ذوى البصيرة» للأزهر الشريف.

واشار د. أحمد جلال رئيس مجلس إدارة البنك المصري لتنمية الصادرات، أن الاحتفالية التى نظمتها أخبار اليوم لتخريج الدفعة الثانية من الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، الذين نجحوا في اجتياز وتعلم طريقة «برايل» من طلاب المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر الشريف، كان لها دور رائد وفعال فى تحفيز الطلاب على العمل والجد والتعلم من أجل الدمج فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية مع زملائهم فى نفس المراحل التعليمية.. وأكد  د.جلال أن رعاية البنك لمثل هذه المبادرات التعليمية الناجحة هى إحدى ركائز المسئولية المجتمعية، وأحد الأركان الرئيسية في الاستراتيجية التي اتبعها البنك إيمانا منه بدورها الفعال فى تقديم الدعم والعون لبناء المجتمع.. كما ان أوجه النشاطات الخاصة بالمسئولية المجتمعية متعددة، فقد وقع اختيار البنك على قطاعي التعليم والصحة باعتبارهما من أكثر القطاعات احتياجا ليكونا المجالين الرئيسيين لتلقى الدعم، لذا يوجه البنك ميزانيته السنوية الخاصة بالمسئولية المجتمعية لدعم هذين القطاعين، ويحرص البنك على مدار السنوات الماضية فى دعم التعليم عن طريق مساندة الكثير من المؤسسات غير الهادفة للربح.. ويعمل البنك كل عام على زيادة الميزانية المقررة لهذا البند لضمان الاستدامة والاستمرارية في مساندة الجهات التي يدعمها البنك، ويضيف إليها مؤسسات ومجالات جديدة متعددة تدعم قطاعي التعليم والصحة، باعتبارهما أهم ركائز تقدم وتطور ونمو المجتمع، مع رفع مستوى المعيشة لفئات المجتمع الأولى بالرعاية والأقل حظًا.

وأضاف محمد ابوالسعود نائب رئيس مجلس الإدارة انه سعيد بالمشاركة فى هذا الحفل الرائع والذي شاهد فيه الفرحة على وجوه الطلاب وذويهم عقب التكريم، وكذلك لنجاحهم وتفوقهم فى اجتياز الدورة التعليمية الخاصة بتعليمهم طريقة «برايل»، والتى نظمتها «مؤسسة أخبار اليوم» العريقة.

وأضاف أبو السعود بأن البنك يولى اهتماما كبيرا بمجال التعليم، وخاصة عندما يكون موجها لذوى الاحتياجات الخاصة يكون لك اثر ايجابي مميز على الجميع، كما ان البنك مستمر للعام الخامس على التوالي لتقديم الدعم المادي لتشغيل خمس مدارس مجتمعية بقرى مركز إسنا بمحافظة الأقصر، مع تغطية كافة المصروفات التشغيلية والدراسية لتلاميذ تلك المدارس، حيث تشمل الأدوات والكتب المدرسية والمناهج التعليمية والأنشطة الثقافية والرياضية والفنية والترفيهية وبرامج التوعية خاصةً بعدما نجحنا فى إنشاء وتطوير وتجهيز تلك المدارس، إيمانا منا بقضية التعليم الذى هو أساس تقدم وتطور المجتمع.

 وأشارت غادة غيث رئيس الاتصال المؤسسي بالبنك، إلى أن الحفل كان رائعا وساهم بشكل كبير فى إظهار الدور المجتمعي للبنك، بالتعاون مع «مؤسسة أخبار اليوم»، والذي نجح فى تعليم العديد من الطلاب طريقة «برايل»، كما أن البنك ساهم أيضا مع «مؤسسة مرفت سلطان للأعمال الخيرية» على تحمل تكاليف المصروفات الدراسية التشغيلية التعليمية لمدرسة من المدارس المجتمعية بمحافظة الفيوم، وكذلك بالمساهمة المادية لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، فى صورة منح دراسية، وذلك بتحمل جميع المصروفات والتكاليف التعليمية والدراسية لعدد 6 طلاب جامعيين متفوقين، ومن الأولى بالرعاية، لمساعدتهم على اتمام دراساتهم بالتخصصات العلمية المختلفة بالجامعة، كالنانو تكنولوجيا، والنانو الكترونيات وهندسة الفضاء وفيزياء الأرض والكون والاتصالات والمعلومات بكليات الهندسة والعلوم.

وأشارت غادة أنيس مدير إدارة المسئولية المجتمعية بالبنك، إلى أنها كانت سعيدة بإنجاح المبادرة المشتركة بين البنك وأخبار اليوم، والذي ساهم على محو امية الطلاب المكفوفين، وتعليمهم «طريقة برايل» من طلاب الأزهر الشريف، آملين أن تمتد هذه المبادرة للعديد من فئات المجتمع.

وأضافت أنيس ان البنك قام بتقديم منح دراسية جزئية لعدد 35 طالبا من المتفوقين فى مختلف الكليات بجامعة الجلالة، كما ساهم البنك فى مسابقة عن تقديم منتج مصري قابل للتصدير، وذلك ما بين العديد من الجامعة المصرية الحكومية والخاصة والدولية والأهلية، وذلك بالمشاركة والتعاون مع برنامج تنموية لا تهدف للربح تتواجد في ٣٧ دولة وتضم ١٧٣٠ جامعة من حول العالم، وتمثل شراكة بين طلبة الجامعات وقادتها ورجال الأعمال بهدف تقليل الفجوة ما بين التعليم الجامعي وسوق العمل.

وأوضحت والدة إحدى المتدربات أنها تتقدم بالشكر للقائمين على هذه المبادرة والجهد المبذول فى تدريب العديد من الأشخاص من ذوى الإعاقة البصرية على تعلم وإتقان لغة برايل، ونجحت فى أن تكون إحدى الطالبات الناجحات فى اجتياز الدورة، وتعلم برايل، بالرغم من كوني بصيرة، ولكن حرصي الشديد على مساعدة ابنتي، وتعليمها برايل لنساعد بعضنا على انجازها، والتفوق فى الدورة، وكذلك مواصلة العلم.. وأكدت أنها معجبة بالدور الكبير الذي تقوم به دار أخبار اليوم تجاه الأشخاص ذوى الإعاقة والمجتمع.

وأضافت ابنتها أن الحملة تهدف إلى نشر الوعى المجتمعي بأهمية تلك الطريقة، وكيفية تطبيقها فى كافة أوجه حياة الشخص الكفيف، والتي يحتاج فيها أن يقرأ بنفسه الملاحظات والتعليمات، وبما أنني واحدة من الأشخاص ذوى الاعاقة، فأنا فخورة بكونى اجتزت الدورة وتعلمت الطريقة التي تجعلني بصيرة أتمكن من القراءة والكتابة.

وأضاف إبراهيم صديق رئيس رعاية الشباب بقطاع المعاهد الأزهرية ان الشيخ أيمن عبد المغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، يولى اهتماماً بالغاً بأبنائه من ذوى الاحتياجات الخاصة لتعليمهم طريقة برايل، ودمجهم فى المجتمع، وتشجيعهم على التحصيل والتعلم من خلال مبادرة أخبار اليوم «المس حلمك»، والهادفة الى محو أمية ذوى الإعاقات البصرية، وتعليمهم القراءة والكتابة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية على مستوى الجمهورية، وفى هذا الإطار فى قطاع المعاهد الأزهرية تم اجتياز عدد من الدورات التدريبية للطلاب، والانتهاء من تخريج العديد من الدفعات من أبناء الأزهر الشريف فى مرحلة التعليم ما قبل الجامعي من طلاب المعاهد الأزهرية، وفى حفلة كبيرة وبمشاركة العديد من القيادات التعليمية، تم الاحتفال بتخريج الدفعات التي نجحت فى اجتياز دورة أخبار اليوم وتكريمهم ومنحهم شهادات تقدير، موجها الدعوة لجميع الطلاب على تعلم طريقة برايل، حتى يتمكن قطاع المعاهد الأزهرية من طباعة العديد من المواد الدراسية بطريقة برايل، موجها فى نهاية حديثه الشكر للقائمين على هذه الحملة، وهذا المشروع الإنساني من مؤسسة أخبار اليوم، ولكل من ساهم في إنجاح هذا العمل العظيم .