قصة آية

عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف
عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف

فى هذا الباب والذى يحمل عنوان «قصة آية» نقدم لك عزيزى القارىء فى كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك شرحا بسيطا لآية أو أكثر من آيات كتاب الله كان لها قصة وسبب.

قصة آية اليوم والتى يوضحها لنا الدكتور عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف هى عن آداب الزيارة التى راعاها الإسلام وحث عليها وإجابة الدعوة وعدم المكوث طويلا عند المضيف إلا بقدر الحاجة.
حيث يقول د. الروبى عن آداب الزيارة: إن الله تعالى قد بين لنا هذا فى قوله تعالي: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ» 53 الأحزاب»، نزلَت هذه الآية فى شأن نفرٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمَّا أكلوا طعامَ الوليمة التى أقامها لهم صلى الله عليه وسلم لما زوَّجه اللهُ بزينب بنت جحش، وكان الحجاب ما فرض بعدُ على النساء، ومَكثوا بعد انصراف الناس يتحدثون، فقام صلى الله عليه وسلم وخرج أمامهم، لعلهم يخرجون، فلم يخرجوا، واستحى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يقولَ لهم: هيَّا فاخرجوا، فأنزل الله هذه الآية، فى قوله: «غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ»؛ يعني: ذلك النفر ومن يريد أن يفعل فعلهم، فإذا وجه إليه أخوه استدعاءً لحضور وليمة بعد الظهر مثلاً أتى إلى المنزل مِن قبل الظهر يضايقُ أهلَ المنزل، فهذا معنى: «غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ»؛ أي: وقته، لأن الإنى هو الوقت، وقوله: «وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا»؛هذا يعنى عدم الدخول بدون دعوة أو إذن، «فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا»، أي: فرَغتم من الأكل فانصرفوا، وقوله: «وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ»، أي: لا تمكثوا بعد الطعام يحدِّث بعضكم بعضًا مستأنسين بالحديث.. ويستفاد من هذه الآية أن ننتبه أننا مخاطبون بحسن الزيارة ومراعاة وقتها وألا نثقل على من يضيفنا، بل تكون الزيارة مؤانسة وملاطفة وخفيفة بقدر الحاجة، أدبنا الله بأدب القرآن وهدانا لما فيه خيرى الدنيا والآخرة.