أسوشيتد برس: مستقبل الصراع الروسي الأوكراني قد يتحول حال فشل الهجوم المضاد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية في مقال نشرته، اليوم الاثنين 3 أبريل، عن أن الغرب قد يرفض إمداد كييف بالمزيد من المساعدات، في حال فشلت القوات الأوكرانية بتحقيق النجاح بالأسلحة الغربية المتوفرة لديها.

وأوضح المقال: "قد تكون هناك نقطة تحول في مستقبل الصراع الأوكراني، ففي حال فشلت قوات كييف في إحراز تقدم ملحوظ بالأسلحة الغربية المتوفرة لديها، فقد يحجم الحلفاء عن تزويدها بالمعدات الأغلى ثمنا".

اقرأ أيضًا: مستشار رئيس أوكرانيا الأسبق: كييف على موعد مع أسوأ سيناريو من الضغط الخارجي

وأضاف المقال، أن المحللين الغربيين يعتقدون، بأن أوكرانيا بحاجة لشن سلسلة من الهجمات المضادة في الأشهر المقبلة، لمحاولة تحقيق هدف مزدوج، يتمثل في "إقناع روسيا بتقديم تنازلات في عمليات التفاوض، أو إنشاء حقائق عسكرية مواتية بما يكفي لأوكرانيا، حتى تتمكن كييف وحلفاؤها الغربيون من تجميد الصراع بمفردهم في المستقبل، بغض النظر عن قرارات موسكو".

وشكك المحللون، باحتمالية توقف الغرب عن دعم نظام كييف بشكل مفاجئ، بالرغم من الإخفاقات العسكرية الكبيرة للرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، حسبما أفادت "روسيا اليوم".

وأشار المحللون، إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تستفيد من استمرار الصراع الأوكراني، قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.

وأوضح عضو أكاديمية العلوم العسكرية الروسية، أندريه كوشكين، لروسيا ليوم، أن "الحزب الديمقراطي الأمريكي، وعلى رأسه الرئيس جو بايدن، بحاجة إلى الصراع الأوكراني، ففي حال أعلن بايدن عن نيته الترشح لولاية ثانية رسيما، فلا يمكن أن يكون هناك أي شك في أن الدعم الأمريكي سينتهي، وذات الشيء ينطبق على حلفاء واشنطن في حلف الناتو".

ويعتقد كوشكين، بأن تصريحات وسائل الإعلام الغرية حول احتمال خفض الدعم المقدم لأوكرانيا، تهدف لدفع كييف لاتخاذ خطوات أكثر نشاطا في المجالات التي يعتبرها الغرب أولوية.

ونوه الخبير العسكري، إيفان كونوفالوف، بأن الغرب لن يوقف دعمه لأوكرانيا في حال فشل الهجوم المضاد، فقد استثمر منذ بداية الصراع قرابة 150 مليار دولار، إلا أنه سيعمد للضغط على كييف للامتثال إلى طاولة المفاوضات، فالساسة الغربيون لا يريدون خسارة أوكرانيا، لكن مستعدون للتفاوض إذا ما ظهرت الحاجة لوقف القتال.

ولم يستبعد كونوفالوف، أن تعمد أوكرانيا للتفاخر بنجاحاتها العسكرية في حال سيطرت على قرية صغيرة، بهدف تغيير الصورة الغربية عن العمليات العسكرية الأوكرانية، وبث إيحاء بتغير موازين القوى.

وأشار إلى أن السياسيين والقادة العسكريين الغربيين العقلانيين، يدركون تمام بأن أوكرانيا غير قادرة على توجيه ضربة حاسمة خلال هجومها المضاد، فهي لا تمتلك المعدات اللازمة أو القوة الكافية لذلك.

وفي سياق متصل، أعرب كونوفالوف عن ثقته في امتلاك روسيا للموارد اللازمة لتحييد أي تهديد أوكراني أو غربي. 

وصرح الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في وقت سابق،  لصحيفة "Yomiuri" اليابانية، بأن كييف لا تستطيع شن هجوم مضاد على القوات الروسية، بسبب نقص الأسلحة والذخائر، مشيرا إلى أن أوكرانيا بانتظار إمداد حلفائها لها بالأسلحة.

وأضاف زيلينسكي، "لا يمكننا إرسال جنودنا إلى الخطوط الأمامية دون دبابات، ومدفعيات، وأنظمة HIMARS متعددة الإطلاق".

ومن جانبه أعرب وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، عن مخاوفه من أن يُنظر إلى الفشل المحتمل للهجوم الأوكراني المضاد على أنه لحظة حاسمة في الصراع، وأنه سيدفع الغرب لتقليل وإبطاء حجم وكمية المساعدة المقدمة إلى كييف، وإجبار أوكرانيا على تقديم التنازلات لروسيا ما سيسفر عن إبرام اتفاقية مينسك -3.

ومن جانبه، أفاد القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك، دينيس بوشيلين، بأن وسائل الإعلام الأوكرانية والغربية، تناقش باستمرار وبنشاط كبير الخطط المحتملة لهجوم الربيع المضاد، للقوات المسلحة الأوكرانية، مشيرا إلى أن الغرب "يدفع" بأوكرانيا لشن هجوم مضاد، بهدف تبرير الإمداد المالي واللوجستي لكييف.

كما نوه نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، بأن روسيا على علم بالاستعدادات الأوكرانية لشن هجوم مضاد، مؤكدا استعداد هيئة الأركان العامة الروسية للرد السريع.