تشهد إقبالًا كبيرًا من جميع الفئات والأعمار.. مقارئ للسيدات المتقنات

مقارئ للسيدات
مقارئ للسيدات

هانئ مباشر

فى إطار العناية بالقرآن الكريم وأهله، وتفعيلًا لدور المرأة فى المجتمع، وحرصا على ترسيخ الفهم الصحيح لمعانى ومقاصد القرآن الكريم، تم إطلاق وتفعيل مقارئ خاصة للسيدات من الواعظات والمحفظات وعضوات هيئة التدريس المتقنات لحفظ القرآن، لتواصل هذه المقارئ دورها فى العناية بالقرآن الكريم خدمة لكتاب الله عز وجل، فى عدد من المحافظات، حيث تعقد المقرأة عقب صلاة عصر يوم السبت من كل أسبوع بمصلى السيدات برئاسة شيخات المقارئ.

الواعظة الدكتورة عايدة مخلص، شيخة مقرأة السيد البدوى بطنطا، تقول: لا شك أن خير الكلام هو كلام الله تعالى (القرآن الكريم) الذى أنزله على خير البشر محمد (صلى الله عليه وسلم)، والذى ارتضاه الله أن يكون دستور هذه الأمة، ولذلك فقد تكفل المولى عز وجل بحفظه، وسخّر فى سبيل ذلك وسائل شتى.


وقد بذلت وزارة الأوقاف أقصى جهودها خدمة للقرآن الكريم وأهله، حيث أطلقت العديد من المسابقات القرآنية لمختلف الطوائف تشجيعًا لهم على الإقبال على حفظ كتاب الله تعالى وتفسيره. ومن أهم هذه الجهود إقامة المقارئ المصرية وزادت عليها مقارئ للسيدات وذلك اعترافا منها بدور المرأة الفعال فى المجتمع، ودورها المؤثر فى مجال الدعوة ونشر الوسطية، وهدم الأفكار الهدامة التى تتعارض مع الدين الإسلامى وسماحته.

ومقرأة السيدات تعد خطوة جديدة ولفتة طيبة فى مجال الأنشطة القرآنية التى قام بها وزير الأوقاف إيمانا منه بدور المرأة الفعال فى المجتمع لتصبح جنبا إلى جنب مع الرجل فى ساحات القراءة والعطاء والمسئولية، وأنها قادرة على التأثير.


وتتابع: تشهد مقارئ السيدات إقبالا كبيرا من جميع الفئات والأعمار بل الأكثر من الفتيات اللائى رأينا عندهن رغبة كبيرة فى الإنصات وتعلم القراءة الصحيحة، ومحاولة الفهم الصحيح للآيات القرآنية مما يؤكد مدى النزعة الدينية الوسطية التى يتميز بها المصريون وحرصهم على فهم المعنى الصحيح وحبهم للقرآن الكريم وإقبالهم الشديد على تعلمه وتعليمه.


فيما تقول أمل السيد سليمان، الواعظة وشيخة مقرأة السيدات بمسجد الفتح بمدينة الزقازيق: القرآن كتاب الله المسطور ودستور الأمة، ومصر دولة التلاوة حفظها الله تسعى جاهدة لنشر كتاب الله والاهتمام بحفظته، ويتمثل ذلك جليا فى الحرص على إنشاء المقارئ والكتاتيب وفق قواعد حديثة ومثالية من قبل وزارة الأوقاف.

وللمقارئ دور كبير فى جمع أهل القرآن على كتاب الله تلاوة وأحكاما وتدبرا إعمالا بقول الله سبحانه وتعالى: «أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا»، وقوله تعالى: «كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب»، وقوله تعالى: «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها».


وكان قرار وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، بإعادة فتح المقارئ، فاتحة خير على أهل القرآن وتطبيقا عمليا لأمر الله: «ورتل القرآن ترتيلا»، ومصداقا لقول نبيه (صلى الله عليه وسلم): «ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده».

لقد حققت «المقارئ» على اختلاف أنواعها دورا هاما فى تحفيظ كتاب الله ومدارسة العلوم التى تقوم عليه كالتفسير والأحكام والقراءات واللغة العربية بجانب الفقه والإعجاز القرآني، لتصبح «المقارئ» بحق جامعة تعم فائدتها على جميع فئات المجتمع مقرئين وحفظة ومحفظين، وجمهور رجالا ونساء، صغارا وكبارا، وبالطبع كان للنساء نصيب كبير وذلك بعد تخصيص مقارئ للسيدات والفتيات، أفادت منها المرأة أيما إفادة، فهى جزء أصيل لها دور رائد فى المجتمع وتسهم بشكل كبير فى صناعة أجيال المستقبل.


من جانبها، تقول الدكتورة زينب البرماوى، شيخة مقرأة فى المنوفية: كان قرار إعادة هذه المقارئ إلى المساجد صائبا، فهى مهمة لأن أول وظيفة للمسجد هى تعليم القرآن وتعليم القرآن يترتب عليه تعليم الآداب العامة والقيم والأخلاق واحترام الكبار وحسن تربية الصغار وتأسيس أسر سليمة خلقيا ودينيا.

وتضيف: لدينا إقبال كبير سواء من الكبار أم من الفتيات، والمقارئ يستفيد منها الناس لأن القرآن منهج ودستور حياة، فيشمل كافة مناحى الحياة سواء كانت مادية أم روحية، ففى المقرأة الآداب والأخلاق والمعاملات التى يجب أن يتحلى بها الفرد المسلم فالقرآن ليس مجرد كلمات تُقرأ وإنما قواعد.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 29/3/2023

أقرأ أيضأ :