معالم شهيرة في البحيرة .. حكاية مسجد أبو مندور الأثري| صور

مسجد أبو مندور الأثرى
مسجد أبو مندور الأثرى

تضم محافظة البحيرة، العديد من المساجد الأثرية، من بينها مسجد أبو مندور الأثرى، الذى يقع جنوب مدينة رشيد.

ويرجع تاريخه لعام (١٢١٣ه‍/١٨٩٤م)، ويتوسط محراب المسجد جدار القبلة، وهو معقود بعقد مدبب يرتكز على عمودين من الرخام بتيجان مقرنصة و يتكون منبر المسجد من الخشب ريشتاه من الخرط الخشبى المعقلى وأشكال الأطباق النجميه وباب المقدم يحوى أشكال نجمية و أشكال دقماق يعلوه أشكال لمقرنصات ذات دلايات.

ضريح المسجد في الجزء الجنوبى

كما يقع ضريح المسجد في الجزء الجنوبى الشرقى من جدار القبلة وبابه من مصراعين من الخشب المزخرف بأطباق نجمية و أشكال هندسية ومطعم بالعاج والصدف ، ويعلو حجرة الضريح قبة تقوم على حطات من المقرنصات وفتح برقبتها ثمانية مناور صغيرة، و أيضا تقع مئذنة المسجد في الجهة الجنوبية الغربية ولها قاعدة مربعة يعلوها طابق مثم هون مزخرف بمقرنصات بارزة تقوم عليها دورة المؤذن، يعلوا هذا الطابق طابق أخر ينتهى من أعلى بقمة المئذنه المدببه.

اقرا أيضا| محافظ شمال سيناء يهنىء الرئيس السيسي بذكرى انتصارات العاشر من رمضان

وتقع منطقة أبو مندور الأثرية فى جنوبى مدينة رشيد الحالية، وهى عبارة عن مجموعة من التلال الرملية ولقد أشار الرحالة والمؤرخين، أن هذه المنطقة كانت مسكونة وعامرة فى العصر الفرعونى والبطلمى والرومانى.

 

وكانت تسمى بولبتين وذكر أن الملك مينا موحد القطرين زحف إليها عند ثورته الأولي واخضعها وكان أهلها يسموا رخيتو اى عامة الشعب وكانت المنطقة سوقا رائجا لصناعة العجلات الحربيه ومن أهم المعالم الاثرية القائمة بالتل مسجد أبو مندور، يرجع تاريخ بناؤه إلىعام 1312هـ وإلى الشمال منه زاوية البواب التى كشف عنها فى حفائر المجلس الاعلى 1987م وبأعلى التل مجموعة جبانات المسلمين ويطلق على تل ابومندور كوم الأ فراح لانتصار اهالى رشيد على الحملة الانجليزية 1807م وأقام الاهالى الأفراح بهذا المكان بعد الانتصار على الإنجليز وأيضا لفرحة المؤمنين بلقاء ربهم ودفنهم بهذا المكان ويذكر أنه كان يوجد أعلى التل منار يرى منه مراكب الافرنج القادمة عمره بيبرس البندقدارى وبأسفله برج عمره صلاح الدين بن عرام على شاطىء النيل.  

و يذكر أن المنطقة  لم تخضع لحفائر منظمة باستثناء ما قام به العالم الاثرى لبيب حبشى على نطاق ضيق ثم قامت منطقة اثار رشيد بحفائر عام 1987م أسفرت عن اكتشاف زاوية البواب شمال شرق التل وبدأت حفائر منظمة بعد ذلك عام 1995م بدأت بأعلى التل للكشف عن أساسات قلعة أبو مندور ولم يتم العثور سوى بعض الأحجار وبقايا المونة واتضح أن القلعة تهدمت فى عصور سابقة وتم الكشف عن مبانى مستطيلة الشكل من الطوب الأحمر، كانت تستخدم كمساكن والعثور على بقايا فرن لحرق الفخار على إرتفاع خمسة أمتار وعثر بداخله على أربعين إناء كاملة الحرق وتم الكشف فى الموقع الشرقى من ساحل النيل على مجموعة من المبانى المتكاملة يفصل بينها ممرضيق وتشكل هذه المجموعة تجمع حضرى على ساحل النيل ملحق به مخازن وغرف إقامة ومدافن وعثر بداخل المبانى على مجموعة من الجرار والامفورات والمسارج وكميات كبيرة من العملات البيرونزيه من العصر الإسلامي حتى البيزنطى.

وتعرض «بوابة أخبار اليوم»، تفاصيل أثرية مسجد أبو مندور برشيد حيث « الفخار»، تم العثور على المسارج وهى متنوعة الاشكال ومعظمها يرجع للعصر البزنطى وبعضها للعصر البيزنطى للعصر وعددها 21 مسرجه، و  « الامفورات والجرار».

وهى مخصصة لحفظ النيذ والسوائل الاخرى ترجع للعصر البزنطى وعددها 4 ، و « الأطباق »  وهى متنوعة الاشكال مابين مفلطحة ومسطحة واستخدمت فى القرابين والبعض منها فى الاستخدامات المنزلية وعددها 63 طبق، و  « القوارير والقنينات » استخدمت لحفظ الزيوت والسوائل والبعض منها لحفظ العطور وادوات الزينة وعددها 50 والاباريق والاوانى المختلفة استخدمت للشرب وصب المياه وعددها 18 وتم العثور على قارورة القديس( ابومينا) وكانت فى العصر البيزنطى ارتبطت بالقديس ابومينا لوضع الزيت المقدس بها لاعتقاد المسيحين انه يشفى بعض الامراض، و «  المعادن » تم العثور على ثلاثة دنانيروثلث دينار ترجع للعصر الاموى وتحوى كتابات عربية بالخط الكوفى منها ايات قرأنيه وعبارات التوحيد والشهادة وتم العصور على عملات بيزنطية.

حيث يظهر على أحد الوجهين الامبراطور البيزنطى منفردا وعلى يمينه وشماله رسم للشمس والقمر وعلى الوجه الاخر قيمة العملة ومكان الضرب وهو الاسكندرية فى الغالب وعددها 3018 قطعة داخل امفورة وتم العثور على لقية اخرى ملفوفه فى بقايا لفافة من الكتان وعددها 1312قطعه وعدد قليل من العملات البيرونزيه من العصر ( اموى- عباسى- مملوكى- عثمانى) ومجموع العملات 4587 قطعة كماتم العثور على قطع معدنية عبارة عن حليات وتماثيل وصلبان من المعدن عددها 26 ، و « الشوبك » أدوات تستخدم فى عملية التدخين وهى ترجع للعصر العثمانى عددها 7 وشبابيك للقلل من الفخار الاصفر الدقيق الصنع التى تحوى زخارف هندسيه مفرغة وعددها 3 ترجع للعصر الفاطمى وتم العثور على تماثيل التراكوتا وهى من الفخار الاصفر او الاحمر وتمثل وجو ادمية تستخدم للزينة وتمائم وتعاويذ ترجع للعصر البيزنطى عددها 5، و «  الرخام والحجر الجيرى » تم العثور على تمثال من الرخام يمثل اسدا رابضا وعدد 2 تاج عمود يرجعان للعصر البيزنطى وجزء من شاهدقبر من العصر العباسى وعدد 2 حوض من الحجر الجيرى. 

وأوضح محمود الحشاش مفتش بمنطقة أثار رشيد ، بأنه تم تصحيح بعض المعلومات الخاطئة فى النسب الخاص بالسيد محمد أبو مندور برشيد و قدومه لهذا المكان حيث كتب على اللوحه التى أزيلت داخل الضريح من أن العارف بالله أنه من نسل السيد محمد بن الحنفية وهذا من الأخطاء المتداولة والنسب الصحيح كالأتي هو سيدي محمد أبو مندور، ولقبه: محمد أبو النظر؛ لقوة بصره، انتقل إلى رشيد فى عام 991ه‍ ، وعاش فى رشيد ١١عام لتعليم أهل رشيد الأمور الدينية والجهاد، وتوفى عام ١٠٠٢ه‍ وقام أتباعه بدفنه فى هذه المنطقة، وهى ملحقة بهذا المسجد الذي أقيم تكريما له وسمي هذا المسجد بمسجد ( أبو مندور)؛ وتم تجديد المسجد فى عهد الخديوي عباس حلمى الثانى فى عام 1٣١٢ه‍/ ١٨٩4م.

ونسب سيدي محمد أبو مندور هو الشريف الحسنى سيدى محمد أبو مندور، بن يحيى أبو مندور ( دفين أبومندور بدسوق)، بن سيدى إسماعيل بن سيدى أحمد عون ( دفين إبطو بدسوق) مريد سيدى أحمد البدوي، بن السيد مدين، بن السيد شرف الدين، بن السيد يعقوب، بن السيد عبد المحسن ،بن السيد عبد البر،بن سيدى محمد وجيه الدين (ضريحه بناحية قلين )، بن سيدى موسى، بن سيدى حماد دفين تونس، بن سيدى داود المكنى بأبى يعقوب المنصور ( ملك مراكش ودفين مراكش)، بن السيد تركى، بن السيد قرشلة، بن السيد أحمد الإدريسى، بن السيد موسى الإدريسى، بن السيد يونس، بن سيدى عبد الله المخلص الأصغر، بن سيدى إدريس الأصغر، بن سيدى إدريس الأكبر مؤسس المغرب، بن سيدى عبد الله المحض، بن سيدنا الحسن المثنى، بن سيدنا الإمام الحسن السبط، بن سيدنا على كرم الله وجهه، زوج سيدتنا البتول السيدة فاطمة الزهراء، بنت حضرة النبى ﷺ . 

والجدير بالذكر أيضا أن التل من العصر الفرعوني وشهد التل أحداث مقاومة أهالى رشيد فى حملة فريزر الثانية على رشيد بعد فشل الحملة الأولى وانتصر فيها شعب رشيد والمقاومة وجنود محمد على باشا على الانجليز.