أنارت الغرب وحرقها المصريون للتدفئة.. لماذا اهتم نابليون بالبرديات الفرعونية؟

البرديات الفرعونية
البرديات الفرعونية

"البرديات" تعد واحدة من أهم كنوز الحضارة المصرية القديمة ويوجد بها أسرار فرعونية لا تقدر بثمن.. ولذا نطرح التساؤل أين هي البرديات الفرعونية؟ ولماذا لم يتم استغلالها لمعرفة المزيد عن أسرار الحضارة المصرية؟

في السطور التالية يحكي لنا د. مجدي شاكر كبير الآثاريين بوزارة السياحة والاثار تاريخ البرديات الفرعونية وكيف تم حرقها في مصر واهتمام الحملة الفرنسية بها لمعرفة أسرار الحضارة المصرية.


أكد د. مجدي شاكر أن البردي هو نبات مصري غالي الثمن لذلك كان الملوك الفراعنة هم الذين يستخدمه البردي في الكتابة ولكن الطلاب في المدارس كانوا يستخدموا الخشب أو الحجارة وكان المصري القديم يستخدم اللغة الهيراطيقية على البردي بعود رفيع من الغاب مدبب السن يغمس في حبر أسود أو أحمر  لذلك في القرن الرابع والخامس تم استخدام البردي في التدفئة وكانوا يقوموا بحرقه لأنهم لم يعلموا قيمة ما يكتب فيه بسبب اللغة الهيراطيقية بحسب قول د.مجدي شاكر .

اقرأ أيضا| خبير أثري: تدريس الحضارة المصرية القديمة عالميا أثرى المجتمع العلمي

وتابع: لكن عندما جاءت الحملة الفرنسية لمصر بقيادة نابليون بونابرت كان يعلم جيدا أهمية الحضارة المصرية القديمة والبرديات لذلك جاء ومعه ١٦٨ عالم وأسس أول مجمع علمي .

وأكد د مجدي شاكر أن بالفعل الحملة الفرنسية فشلت عسكريا ولكنها لم تفشل علميا فبعد فك حجر رشيد من قبل شامبليون وتم ترجمة جميع الكتابة المصرية القديمة من هنا جاء أهمية البرديات التي كانت تحمل الكثير من علوم الدين والرياضيات والهندسة والطب .

و قال د. مجدي شاكر أن نابليون جاء بعلماء ضمن الحملة الفرنسية لانه كان يؤمن بان حضارة الغرب تأتي من الحضارة المصرية القديمة، مضيفا أن نابليون اهتم بعلم المصريات حتى أرسل الكثير من البعثات الآثرية وكتب كتاب "وصف مصر".

أوضح شاكر أن الكثير من البرديات تم سرقتها بعد معرفة الكتابة لأنها تحمل الكثير من الأسرار الفرعونية وأن معظم البرديات المصرية توجد خارج مصر .

وأشار مجدي شاكر ان منذ سنوات تم الكشف عن ٥ الاف بردية في احد المتاحف الامريكية موضحا ان جميع برديات الملك توت عنخ امون تم سرقتها من قبل كارتر مكتشف مقبرة الملك الذهبي كما ذكر في كتاب سرقة ملك مصري للكاتب محسن محمد.

واكد شاكر بان البرديات المصرية مليئة بالعلم والطب والهندسة وكان المصري القديم ينشأ مكتبة بجانب كل معبد للحفاظ على البرديات قائلا: "مع كل أسف معظم البرديات المصرية خارج مصر يستفيد من علمها الغرب أو تم حرقها للتدفئة زمان ".


واختتم كبير الآثاريين بوزارة السياحة والأثار بأنه يتمنى أن يتم الكشف عن المكاتب الفرعونية التي تحمل برديات حتى نستفيد من العلم الموجود بها.

وأشاد بالكشف الاثري الذي تم الإعلان عنه العام الماضي وكان ضمن الكشف بردية لعلوم الدين وتعد أول بردية مصرية يتم ترجمتها والكشف عنها وترميمها من قبل مصريين ولذلك تم تسميتها على اسم رئيس البعثة الاثرية المصرية د.مصطفى وزيري .