نحن والعالم

على كف عفريت

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

قنبلة «تكتيكية» فجرها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الأسبوع الماضى عندما أعلن ان موسكو بصدد نشر أسلحة نووية فى دولة بيلاروسيا المجاورة، والواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبى وذلك بعد حصوله على موافقة حليفه الرئيس ألكسندر لوكاشنكو،على نشر هذه الأسلحة على أراضى بلاده. 

قرار بوتين الذى اثار استياء امريكياً وأوروبياً واسعاً جاء رداً على تصريحات لمسؤولة بريطانية أعلنت فيها نية لندن إرسال ذخائر باليورانيوم المخصب لأوكرانيا، فى حلقة جديدة من مسلسل المحاولات الغربية المستمرة لاستثارة الدب الروسى واستفزازه. 

المخيف انه فى الوقت الذى تتلاعب فيه هذه الدول الكبرى بأعصاب العالم بالتلويح بالسلاح النووى بين الحين والآخر، أصدر «مرصد حظر الأسلحة النووية» تقريراً كشف فيه عن زيادة قدرها 136 رأسا نوويا فى عدد الرؤوس النووية حول العالم مطلع هذا العام. ووفقاً للتقرير ارتفع عدد الرؤوس النووية مع بداية 2023 من 9440 إلى 9576.وهذه الرؤوس جاهزة للاستخدام ولديها قوة تدميرية توازى أكثر من 135 ألف قنبلة كالتى ألقيت على هيروشيما.

وأرجع التقرير الزيادة لقيام بعض الدول بتوسيع مخزوناتها من الرؤوس النووية فى 2022، وعلى رأسهم روسيا التى تمتلك أكبر ترسانة فى العالم «5889 رأسا حربية جاهزة للاستخدام»، بالإضافة إلى الصين والهند وكوريا الشمالية وباكستان، محذرا من زيادة مطردة متوقعة مع اشتداد التنافس بين القوى النووية. 

اللافت انه حتى الآن حق امتلاك قوة ردع نووى حكرُا على 9 دول فقط هى «روسيا، أمريكا، الصين، فرنسا، بريطانيا، الهند، كوريا الشمالية، باكستان، إسرائيل» والتى ترفض الانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة النووية. وبينما تستمر هى فى تطوير وإنتاج ترسانتها النووية يتم منع بقية دول العالم، بكل السبل الممكنة حتى وان كانت الحرب، من ممارسة نفس الحق، بحجة افتقاد القدر الكافى من الرشادة لإمتلاك سلاح يمكن ان يبيد العالم.من أجل هذا تم غزو العراق ولهذا يدورالصراع الحالى مع ايران.. وهنا اتساءل أين هذه الرشادة وهذه الدول الآن تتلاعب بمصير العالم وتضعه على كف عفريت.