حكايات| شادي عازف «الكلاكسات».. ميكانيكي يصلح السيارات بالسمع  

 شادي الشريعي
شادي الشريعي

يقف شادي الشريعي أمام السيارات في ورشة الميكانيكا بمنطقة فيصل بالجيزة، لا ينظر إليها، لكنه يصغي لها إذنيه، يتعامل معها مثل الفرقة الموسيقية كل قطعة تصدر صوتًا، ومن خلال حاسة السمع فقط يستطيع بكل سهولة تحديد مكان العطل وإصلاحه.

يقهر شادي، الصعاب على صخرة المستحيل يستخدم حواسه من أجل التعامل مع مشاكل السيارات يمتلك أذان تجعلها يعرف العطل ويتعامل معها دون الحاجة إلى مساعدة من أحد. 

من عتمة الظلام إلى عالم السيارات، اشتهر شادي بـ«الميكانيكي الفنان»، بموهبته وقدرته على العزف، بالإضافة إلى إصلاح السيارات، والتي امتهنها بالصدفة، قادته لتغيير خط سيره.

 

يقول شادي الشريعي لـ«بوابة أخبار اليوم»: «أبي صاحب الفضل عليا في كل مناحي حياتي المختلفة كنت في مدرسة للمكفوفين وتعلمت العزف على «البيابنو» في الثمانية من عمري، اشتركت في العديد من مسابقات الموهوب وحصلت على الجائزة الأولى في مسابقة الموسيقار عمار الشريعي الفنية». 

وعن سر دخوله مهنة الميكانيكا: «في إحدى المرات، وأنا أقوم بصيانة سيارتي وأثناء ذلك كان  أحد الصنايعية يكشف على سيارة بها عطل  فبمجرد أن دار صوت المحرك نطقت بمكان العطل الموجود وسط دهشت الموجودين حتى صاحب الورشة نفسه». 

وتابع: « مع بداية أزمة كورونا وتوقف الحياة في مجال الموسيقي والحفلات، كنت أبحث عن كسب عمل حلال دون أن أبسط يدي انتظارا لمساعدة من أحد، خاصة وإني متزوج وأعول ومن أجل مواجهة مصاعب الحياة». 

وأضاف: «هناك ثقافة خاطئة في تعامل الناس مع الأفراد من أصحاب الهمم أي كانت نوع إعاقتهم، أواجه كل يوم العديد من السخافات من الأشخاص في الشارع». 


وعن أصعب المواقف التي تعرض لها يقول شادي: «ذات مرة وأنا أقوم بصيانة أحدى السيارات إذا بصاحب السيارة يبدي استيائه من عملي في السيارة بسبب إني كفيف فنصرفت على الفور حتى لا أتسبب في أي إحراج لصاحب الورشة، ولكن بعد ذلك سارت علاقة قوية وبيني وبين هذا العميل فيما بعد ويطلبني مخصوص حال عطل سيارته».