حكايات| روماني «دبرياج».. كفيف يصلح السيارات بالأقصر

 روماني نجيب تادرس
روماني نجيب تادرس

كتب أحمد زنط

قبل  33 عامًا فقد روماني نجيب تادرس بصره، ولم يمنعه ذلك ليكون أشهر ميكانيكي في الأقصر، يأتي أصحاب السيارات لإصلاحها في عيوب خفت عليهم لكنه يعرفها، يفحصون سياراتهم بأعينهم، وهو يفحصها باللمس.

بحاسة اللمس، يتعامل روماني من أعطال السيارات لا بعين الخبير، ولكن بأنامله فقط، بعد أن أصيب بفقدان البصر كاملا في عمر التسعة عشر.

 يقول روماني لبوابة أخبار اليوم، إنه أصبح أمهر ميكانيكي سيارات متخصص في «الفرامل» و«الدبرياج»، لكنه واجه تحديات وصعوبات كبيرة في بداية إعاقته البصرية بعد أن تعلم المهنة من والده وكان عمره 8 سنوات وبرع فيها في عمر 19 عامًا».

 

وقال: «اكتسبت ثقة الزبائن ثم أتت سيارة بها عطل لم يستطع أحد اكتشافه بالأقصر، فقمت باكتشاف العطل وإصلاح السيارة، فذاع صيتي ولكن أصابتني نظرات الحسد، وأصيبت عيناي دون سبب بالعمى وترددت على الأطباء عام كامل لكن دون جدوى وفقدت بصري كاملا منذ الثمانينات».

 لم يستسلم للمرض والإعاقة  وقرر أن ينزل سوق العمل ويشق طريقه بنجاح، في المهنة التي ورثها عن والده وقرر مواجهة الواقع والتعايش معه، وخرج للعمل مع أخيه في الورشة المتخصصة في أسطوانات وتيل الفرامل والدبرياج.

يبدأ روماني يومه في التاسعة صباحًا، يصطحبه ابنه إلى الورشة التي تقع في منطقة شرق  الأقصر، ليتنقل داخل الورشة التي يحفظها عن ظهر قلب.


يقول: «اعتمد  على حاسة اللمس في شغلي والحمد لله بقيت بشوف ببصيرتي وفى حدوتة  روماني متحدي الإعاقة البصرية، ليس الوحيد الذي يعمل في هذا المجال في الأقصر، إلا أنه معروف بين أصحاب السيارات بمهارته الفريدة وقدرته الفائقة على إصلاح فرامل ودبرياج السيارات حيث لا تخلو ورشته من الزبائن طوال اليوم الذين ينتظرونه ويثقون فيه لإصلاح أعطال سياراتهم».

وعن التحديات التي واجهته يقول روماني: «لما رجعت الشغل بعد إصابتي في عيني واجهت مشاكل كثيرة الناس كانت قلقة من شغلي بيقولوا أزاي واحد كفيف هيصلح عربياتنا، لكن تبدل الحال بعد ذلك».