«قمة أمريكا للديمقراطية».. هل يثير باين غضب الجميع دون هدف؟

الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن

تستضيف واشنطن على مدار يومين متتاليين قمة «من أجل الديمقراطية» يشارك فيها ما يقارب الـ120 دولة من جميع أنحاء العالم فيما عدا عدة دول على رأسها روسيا والصين.

ويأتي الموقفين الروسي والصيني كما كان متوقع منهما في مواجهة منافستهما الشرسة، الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع دعوة كل من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي و رئيسة تايوان للقمة، مما يعتبر تحدي واضح للبلدين المتحالفين.

فمن جانبها، علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية على ما يسمى بـ"قمة الديمقراطية" الثانية برئاسة الولايات المتحدة قائلة إن الولايات المتحدة لا تملك أي حق أخلاقي لتوجيه أصابع الاتهام إلى الشؤون الديمقراطية للدول الأخرى.

 كما أدلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج بتصريح في مؤتمر صحفي دوري عقد يوم الثلاثاء، حذرت فيه من عواقب استضافة رئيسة تايوان في القمة الأمريكية.
غضب صيني

وكانت الصين قد أصدرت تقريرا بعنوان «هيمنة الولايات المتحدة ومخاطرها»، جاء فيه أن تصرفات الولايات المتحدة تهدد السلام العالمي ورفاهية جميع الشعوب.

ويحتوي التقرير على خمسة أقسام حول إساءة استخدام الولايات المتحدة للهيمنة، في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والمالية والتكنولوجية والثقافية. 

ويقول إن الصين تعارض جميع أشكال الهيمنة وسياسة القوة، وترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. ويشدد التقرير على أن الولايات المتحدة يجب أن تقوم ببعض البحث الجاد عن الذات وأن تدرس ما فعلته بشكل نقدي، وأن تتخلى عن غطرستها وتحيزها وأن تكف عن ممارساتها التي تتسم بالهيمنة والاستبداد والتنمر.
انتقاد أمريكي لديمقراطية بايدن

ولا يعتبر الانتقاد الروسي والصيني هو الانتقاد الوحيد الذي يتلقاه الرئيس الأمريكي بايدن وحكومته من اجل تنظيم قمة الديمقراطية الثانية التي عُقدت نسختها الأولى في 2021.

بل إن بعض الصحف والتقارير الأمريكية انتقدت قمة بايدن من أجل الديمقراطية، مؤكدين أنه لا يوجد هدف نهائي تسعى هذه القمة لتحقيقه.

ووفقًا لموقع وزارة الخارجية الأمريكية، تقوم القمة على 3 أهداف رئيسية هي: الدفاع ضد الاستبداد ومكافحة الفساد وتعزيز احترام حقوق الإنسان.

ومن المتوقع أن تناقش القمة في اجتماعاتها عدد من الأفكار والموضوعات المتعلقة بقيم الديمقراطية حول العالم وعلى رأسها الشراكات الجديدة التي تعزز الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد وسيادة القانون والعدالة وبناء الثقة في المجتمعات والشفافية المالية والنزاهة وتعزيز العمل الجماعي والتحديات التي تواجه الديمقراطيات ووضع المرأة، إلى جانب الأزمة الأوكرانية وسبل إنهاء الغزو الروسي.

وفي تقرير لمجلة «فورين بولسي» انتقدت القمة، موضحة أنها قد تؤدي إلى تحقيق نتائج عكسية على النقيض من المرجو منها، وذلك نتيجة أنه لا يوجد هدف واضح من المتوقع تحقيقه خلال الاجتماعات.
ومن حيث المبدأ، ترى المجلة الأمريكية أنه لا يوجد خطأ في عقد الديمقراطيات الموجودة في العالم قمة لتعزيز الأفكار الليبرالية، وربما قد يعتبرها المرء مهمة ملحة في وقت تعيش الديمقراطية تحت الحصار في أماكن عدة وتواجه تحديات كبيرة مثل شبكات التواصل الاجتماعي.

ومع ذلك، على المرء أن يتساءل على جدوى المضي قدما في هذه الفكرة حاليا، خاصة أن الهدف النهائي من الاجتماع يبدو غير واضح.

وتساءلت «فورين بوليسي»: هل من المفترض أن تسفر القمة عن نتائج ملموسة والتزامات جديدة أو برامج ذات تأثير قابل للقياس على قوة الديمقراطية حول العالم؟ أم هل هي عبارة عن حلقة نقاش يصدر عنها تصريحات براقة، ولكنها تؤدي إلى القليل من النتائج؟".

واعتبرت المجلة أن الولايات المتحدة ليست أفضل مكان لاحتضان هكذا قمة، فأمريكا مصنفة حاليا على أنها في فئة «الديمقراطية المعيبة» حتى قبل انتخاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ولم يحدث شيء لتصويب ذلك الوضع.

وقالت المجلة إنه إذا كانت المشكلة الرئيسية لواشنطن هي صعود الصين على نحو متزايد، فلا يمكن أن تكون الولايات المتحدة انتقائية بشأن مَن هم أصدقاؤها، فمن منظور استراتيجية، الترحيب بأنغولا في القمة وتجاهل سنغافورة يدل على قصر نظر.