دراسة: الغزو الأمريكي للعراق ساهم في تطور ظاهرة الإرهاب

دراسة: الغزو الأمريكي للعراق ساهم في تطور ظاهرة الإرهاب
دراسة: الغزو الأمريكي للعراق ساهم في تطور ظاهرة الإرهاب

نشر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية دراسة للباحث المتخصص في قضايا الأمن الإقليمي محمد فوزي، تناول فيها حدود تأثير الاحتلال الأمريكي للعراق، على تطور ظاهرة الإرهاب، وذلك مع حلول الذكرى العشرين للحملة التي شنتها الولايات المتحدة ضد العراق.

وأشار الباحث إلى أن الغزو الأمريكي للعراق ساهم في تطور ظاهرة الإرهاب، على المستوى الفكري، وكذا على المستوى الحركي، فوفقاً للباحث فإن الاحتلال الأمريكي للعراق ساهم في تحول أيديولوجيا السلفية الجهادية العالمية نحو ضرورة دمج الأبعاد المحلية والعالمية في تحركاتهم العملياتية، لتُصبح تنظيمات وتشكيلات السلفية الجهادية تناهض الغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، والأنظمة العربية والإسلامية، بل والمجموعات الموالية لهذه الأنظمة، عبر مجموعات إرهابية متمركزة في عدد من البلدان والمناطق، وهو أمر يرتبط بتحولات طرأت على البنية الفكرية للسلفية الجهادية ممثلةً في تنظيم القاعدة في ذلك الوقت، تقوم بشكل رئيسي على الإعلاء من مفاهيم ضرورة مواجهة "العدو القريب" و"العدو البعيد".

كما ذهبت الدراسة إلى أن تنظيم داعش الإرهابي، كان أحد التداعيات والإفرازات بعيدة المدى للاحتلال الأمريكي للعراق، إذ أن التنظيم وفقاً للباحث وُلد بشكل أساسي من رحم النهج الأمريكي في مرحلة ما بعد السيطرة على بغداد وهو النهج الذي كرس لأزمة طائفية ممتدة يعاني منها العراق حتى اللحظة الراهنة، حيث أدى هذا النهج إلى تهميش وتنكيل مؤرس بحق السنة، ما أدى إلى وقوعهم فريسة في يد المجموعات السنية المتطرفة التي بدأت بتنظيم “التوحيد والجهاد”، مروراً بتنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، وكذا "مجلس شورى المجاهدين"، وصولاً إلى تنظيم داعش.

ووفقاً للدراسة فقد حرص تنظيم داعش على استغلال الواقع المذهبي والطائفي المضطرب في العراق، فعلى سبيل المثال كان أبو بكر البغدادي يصور نفسه في خطاباته على أنه “المدافع الوحيد عن أهل السنة، وصوت السنة العرب المستضعفين والمقهورين”، وهو الأمر الذي جعل العديد من القطاعات والمجموعات السنية التي تعاني بالفعل من وطأة التهميش والتنكيل، تنضم إلى تنظيم داعش على الرغم من أن الكثيرين منهم لا يعتنقون تحديداً نفس الأيديولوجيا المتطرفة، حتى أن بعض الدراسات والتقارير تحدثت عن أن بعض العشائر السنية كانوا عاملاً مهماً ورئيسياً في احتلال داعش للمثلث السني في العراق.

وأخيراً أشارت الدراسة إلى أن الاحتلال الأمريكي للعراق أدى إلى تفكيك الدولة الوطنية العراقية، وقد دعمت هذه السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية مشروع تنظيمات التطرف والإرهاب في العراق، خصوصاً مع توفر حواضن اجتماعية ملائمة لاستقطاب وتجنيد عناصر جديدة، من الفئات المهمشة سياسياً واقتصادياً، أو تلك التي تعاني من وطأة الحسابات الطائفية الجديدة في العراق في مرحلة ما بعد الغزو، الأمر الذي دفع تنظيم داعش على سبيل المثال إلى تقديم نفسه على أنه دولة بديلة للدولة العراقية التي عانت من فشل كبير على كافة المستويات، ومن هنا يمكن فهم حرص التنظيم في مرحلة سيطرته على مساحات واسعة من العراق وسوريا، على تأسيس بناء هيكلي وجهاز بيروقراطي متماسك، كجزء من مساعيه تغيير الصورة الذهنية عنه من "تنظيم راديكالي مسلح" إلى "دولة".