رغم إرجاء نتنياهو «الإصلاحات القضائية»

طرح أهم مواد مشروع القانون أمام الكنيست.. واليمين يهاجم العرب فى المظاهرات

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

تل أبيب - وكالات الأنباء:
تجدد غضب نواب المعارضة فى إسرائيل اليوم، رغم إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إرجاء مساعى حكومته للإصلاح القضائي، وذلك بعدما تبين أن أحد مواد مشروع القانون الأكثر إثارة للجدل قد تم تقديمها بالفعل إلى الكنيست، لإخضاعه لتصويت نهائى سيمكن مشروع القانون فى النهاية من الحصول على إقرار وموافقة فى أى تاريخ لاحق.


ووفقا لتقرير نشرته صحيفة تايمز اوف إسرائيل أمس، فإن الإصلاحات المثيرة للجدل تضفى الطابع السياسى الشديد على لجنة اختيار القضاة وتمنحها سيطرة شبه كاملة على تعيين القضاة. ويعد تشكيل اللجنة ، التى تقسم السلacطة حاليًا بين السياسيين والقضاة فيما يتعلق بالتعيينات الجديدة فى المحكمة العليا، هى الجزء الأكثر إثارة للجدل من الإصلاح الشامل.
جاء هذا فيما تشتعل البلاد وتشهد موجة احتجاجية واسعة النطاق بسبب الإصلاحات التى يقول معارضوها أنها تقوض الديمقراطية فى البلاد.


فى غضون ذلك، اتصل الرئيس الإسرائيلى يتسحاق هرتسوج بكل من بنيامين نتنياهو وبينى جانتس وزير الدفاع الأسبق ويائير لابيد وزير الخارجية السابق ودعاهم لتشكيل فرق تفاوض لبدء محادثات حول حل وسط بعد تأجيل قانون «الإصلاح القضائي».


وبحسب «تايمز أوف إسرائيل» فقد استجاب جانتس بسرعة للدعوة، وأعلن أنه كلف عضو الكنيست جدعون ساعر، وعضو الكنيست تشيلى تروبر، وعضو الكنيست أوريت فركاش هكوهين، والمحامى رونين أفيانى بقيادة المحادثات نيابة عن حزب الوحدة الوطنية الذى يتزعمه.


وأظهرت استطلاعات للرأى فى إسرائيل نشرت أمس الأول، «انهيار الليكود إلى 25 مقعدا وخسارة الكتلة اليمينية 10 مقاعد على الأقل، فيما تصدر بينى جانتس بشكل ملحوظ».
وكان نتنياهو، أعلن أمس، بعد ضغوط جماهيرية هائلة واحتجاجات استمرت 12 أسبوعا وإضرابات عامة شلت كل القطاعات، أنه يسمح «بتأجيل» البت بقانون الإصلاح القضائي، وتقديم «فرصة حقيقية لحوار حقيقي»، لكنه شدد على أنه «فى كلتا الحالتين»، سيتم تمرير الإصلاح «لإعادة التوازن» فى إسرائيل.
وتعرض نتنياهو لضغوط من حلفائه فى الحكومة وفى مقدمتهم ايتمار بن غفير وزير الأمن القومى الاسرائيلى بأنهم سينسحبون من التحالف ويسقطون الحكومة فى حال أرجأ نتنياهو مسار الإصلاحات ودعوه لعدم الاستجابة لما وصفوه بـ«الفوضى».


فى سياق متصل، قال سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نيديس، إنه من المرجح أن تتم دعوة رئيس الوزراء نتنياهو لزيارة البيت الأبيض بعد عيد الفصح فى أوائل شهر أبريل المقبل. وأشادت واشنطن فى وقت سابق بإعلان نتنياهو بإرجاء الاصلاحات.
ورغم تشكيل الحكومة الإسرائيلية منذ نحو 3 أشهر إلا أن بايدن لم يوجه دعوة حتى اليوم إلى نتنياهو للقائه فى البيت الأبيض.
واحتج مئات الإسرائيليين واليهود الأمريكيين خارج القنصلية الإسرائيلية فى مدينة نيويورك وقد حملوا لافتات تقول «المعارضة ضرورية» و«الدكتاتورية أمامنا» و«الديمقراطية = إنهاء الاحتلال».
وكان التجمع هو الأحدث فى سلسلة من الاحتجاجات فى المنطقة بهدف التعبير عن التضامن مع المظاهرات الجماهيرية التى تشهدها إسرائيل.


ووسط وضع حذر، هاجمت مجموعة من اليمين المتطرف ، العرب فى احتجاج مؤيد للإصلاحات القضائية، وهتفوا «لتحترق قريتكم». وكانت آخر مسيرة احتجاجية قد انتهت باشتباكات مع الشرطة؛ وتم اعتقال 38 فى تل أبيب، حيث قطع المتظاهرون المناهضون للحكومة الطرق.


ووثقت لقطات مجموعات من اليمين المتطرف وهى تهاجم المارة العرب خلال مظاهرات فى القدس المحتلة، وضربت رجلا «بوحشية» فى إحدى الحالات، حسبما ذكرت الشرطة فى وقت مبكر من يوم الثلاثاء، مضيفة أنه تم اعتقال ثلاثة أشخاص بتهمة الاعتداء.


وقالت الشرطة إن متظاهرين حاصروا سائق سيارة أجرة عربيا وألقوا أشياء على سيارته. وقالت الشرطة فى بيان إن السائق حاول الفرار عبر محطة وقود قريبة، لكنه تعرض بعد ذلك «لهجوم وحشى من قبل مثيرى الشغب الذين طاردوه وألحقوا أضرارا جسيمة بسيارته».
واستخدمت الشرطة وسائل تفريق أعمال الشغب لتفريق المتظاهرين الذين رفضوا إخلاء الطرق فى القدس، حيث تجمع أيضا حوالى 100 ألف متظاهر مناهض للإصلاح فى وقت سابق من أمس خارج الكنيست.