قصه آية

د.حشمت المفتى أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين والدعوة بأسيوط
د.حشمت المفتى أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين والدعوة بأسيوط

فى هذا الباب والذى يحمل عنوان «قصة آية» نقدم لك عزيزى القارئ فى كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك شرحا بسيطا لآية أو أكثر من آيات كتاب الله كان لها قصة وسبب.

قصة اليوم عن الآية 74 من سورة التوبة والتى نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتؤكد صدق الغلام زيد بن أرقم وكذب عبد الله بن أبى الذى كانت له مكانة فى قومه، يقول د. حشمت المفتى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف: حدث خلاف صغير بين المهاجرين والأنصار فى غزوة بنى المصطلق، وانهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفور بحكمته وحسن بصيرته، لكن عبد الله بن أبى بن سلول، أراد أن يشعل نار الفتنة، فراح يشحن أعوانه المنافقين من أهل المدينة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين، فكان مما قال: لقد نافرونا وكاثرونا فى بلدنا، وأنكروا منّتنا، والله ما صرنا وجلابيب قريش هذه إلّا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزَّ مِنْهَا الأَذَلَّ، وسمعه زيد بن أرقم وهو يومئذ غلام صغير فراح وأخبر النبى صلى الله عليه وسلم، فأرسل رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لابن سلول، فَحَلَفَ وَجَحَدَ وأقسم بالله أنه لم يقل شيئا مما قاله زيد، وكان عبد الله بن سلول فى قومه شريفاً عظيماً، فقال من حضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه من يا رسول الله، عسى أن يكون الغلام أوهم فى حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل! حدباً على عبد الله بن أبى بن سلول ودفعاً عنه، قَالَ زيد بن أرقم: فَصَدَّقَهُ رَسُولُ اللّه صلى الله عليه وسلم وَكَذَّبَنِى فَوَقَعَ عَلَيَّ مِنَ الهَمِّ مَا لَمْ يَقَعْ عَلَى أَحَدٍ، فأنزل الله على رسوله ما يؤكد صدق زيد، وكذب ابن سلول وهو قوله تعالي» يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِى الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ» 74 التوبة.