طارق لطفي: «مذكرات زوج» دراما تحاكي الواقع وأنا ضد الرسائل المباشرة| حوار

طارق لطفى وعائشة بن أحمد فى مشهد من مسلسل «مذكرات زوج»
طارق لطفى وعائشة بن أحمد فى مشهد من مسلسل «مذكرات زوج»

دائم التجدد يهوى تغيير جلده، يظهر للجمهور فى كل عام بشكل جديد وشخصية صعبة فبعدما قدم شخصيتى الإرهابى «رمزى» العام قبل الماضى فى «القاهرة كابول»، والغجرى «خلدون الغريب» بمسلسل «جزيرة غمام» العام الماضى، يقدم هذا العام شخصية الزوج الذى يمر بأزمة منتصف العمر «رءوف حمدى»، وعلى الرغم من تواجد أعمال ضخمة ومسلسلات قوية فى الموسم الرمضانى إلا أنه استطاع بالمسلسل أن يحجز لنفسه مكانة مرتفعة بين نجوم الصف الأول، إنه الفنان طارق لطفى الذى يتحدث من خلال الحوار التالى عن سبب اختياره لـ «مذكرات زوج»، وكواليس تصوير المسلسل، وغيرها من التفاصيل، وإلى نص الحوار.

فى البداية كيف استقبلت ردود الأفعال حول هذا العمل؟

الحمد لله عظيمة، وفى الحقيقة لقد بدأت استقبال ردود الأفعال حتى قبل عرض الحلقات الأولى، فمنذ طرح البرومو الخاص بالمسلسل على شاشات التليفزيون، وأنا أتلقى رسائل حماسية كبيرة مع عرض الحلقة الأولى من المسلسل، وجدت كماً هائلاً من الرسائل التى تشيد بالمسلسل وبأدائى به.

قدمت شخصيتين بهما درجة كبيرة من الصعوبة آخر عامين فى القاهرة كابول وجزيرة غمام ألا ترى أن ذلك سوف يظلم شخصية رئوف ؟

على الرغم من أن مسلسل مذكرات زوج» يعتبر «عمل لايت» إلا أنه عمل صعب للغاية، وأى مشاهد سيتابع العمل سوف يعرف أنه على الرغم من بساطة دور «رءوف» إلا أن بساطته تجعله أكثر صعوبة، ولا يقل عن أى شخصية قدمتها من قبل، بالعكس فإن أصعب شخصية ممكن أن يجسدها فنان هى شخصية المواطن العادى البسيط الذى يشبه أغلب المصريين، وأعتقد أننى نجحت حتى الآن فى تقديمها، فكل من يشاهد المسلسل يجد نفسه وحياته بكافة تفاصيلها البسيطة والجميلة والصعبة فى نفس الوقت فى كل الحلقات.

هل نستطيع تصنيف المسلسل على أنه عمل كوميدى؟

إطلاقا فالمسلسل يصنف ضمن فئة الأعمال الاجتماعية الخفيفة «لايت» والكوميديا فى المسلسل عبارة عن كوميديا الموقف التى تتماشى مع الأحداث، فى العموم حياة المصريين تتسم بالكوميديا ونحن ننقل من خلال الدراما التليفزيونية حياة المواطنين بكل واقعية، لذا تجد فى الحلقات مشاهد كوميدية وإنسانية واجتماعية، ولكن العمل نفسه اجتماعى إنسانى لا يمكن تصنيفه كمسلسل كوميدى.

شخصية المراقب الجوى جديدة ولم تقدم كثيرا.. كيف كانت تحضيراتك لها؟

جمعت معلومات كثيرة عن الموضوع قبل بدء التصوير وذهبت إلى برج مراقبة جوية جمعنى لقاء مع مراقب جوى عدة مرات، وشرح لى كافة تفاصيل المهنة والمواقف الكوميدية أيضا التى يتعرض لها أثناء عمله.

ولكن فى النهاية التحضير للشخصية لم يكن صعباً، حيث إن الشخصية نفسها بسيطة وهادئة وطبيعية، تشبه أغلب المواطنين فى ظروفهم المحيطة فى المجتمع المصرى، وكل المشكلات التى تحدث معه خلال الحلقات طبيعية وتحدث مع كل الأزواج.

هذا يعنى أن الشخصية سهل تقمصها؟

لاتوجد شخصية درامية سهلة فكل شخصية يكون لها أبعادها المختلفة ويكون مرسوماً لها طموحات سابقة لم تتحقق وماضياً وتاريخاً لها يعكس مستقبلها، وشخصية «رءوف حمدى» لرجل كان يحلم أن يكون طيارا وعندما فشل فى تحقيق هذا الحلم قرر أن يعمل «مراقب جوى».

وهذا جزء شخصى خاص بالشخصية نفسها، لأنه ليس كل مراقب جوى كان يتمنى أن يكون طياراً، وهنا ستجده يوميا يضع حلمه الذى لم يتحقق أمام عينيه فى عمله، حتى صار هاجسا لا ينساه ومؤثرا دائما على حياته، وهذا أحد أسباب إحباطه، ورغم ذلك فهو شخصية بسيطة تشبه الكثيرين، ولكن لها صعوبتها بالطبع.

ما أوجه التشابه بين رئوف حمدى وطارقلطفى؟

هناك أوجه تشابه كثيرة جدا ابتداء من الشكل الخارجى والملامح والهدوء والتفكير قبل اتخاذ المواقف وقلة الحديث، بالإضافة إلى طريقة اللبس، وفى النهاية الشخصية تشبه كل الأزواج فى مصر.

هل ترى أن الجمهورأصبح  لديه ثقة كبيرة فى طارق لطفى وينتظر أعماله؟

لقد أشعرتنى بخوف فبمجرد طرح سؤالك هذا عليَّ شعرت بخوف وخفقان فى قلبى، فعلى قدر ثقة الجمهور يجب أن تكون على قدر هذه الثقة، إن أخطأت فلن يرحمنى، فكما وثقوا بى ورفعونى الى أعلى مكانة، وإن خذلتهم لن يكون لى مكان على الساحة.

العملمأخوذمنروايةللكاتبالراحلأحمدبهجت،هلقرأتها؟

أكيد، فليس من المعقول أن أدخل عملا مأخوذا عن كتاب، ولا أقرأ النص الأصلى قبل بدء عملية التصوير، فقد قرأت رواية مذكرات زوج للكاتب الراحل أحمد بهجت فور التعاقد على العمل، وحمستنى كثيرا للتصوير.

وما أكثر ما حمسك فى الكتاب؟

لأنه يشبه الحياة الطبيعية، ينقل الواقع بشكل أدبى بسيط جدا وراق، ويناقش قضايا اجتماعية مهمة ويكسر حواجز كبيرة فى العلاقات الزوجية والإنسانية والاجتماعية.

هذا يعنى أن الرسائل التى يقدمها المسلسل مباشرة؟

بالعكس تماما فأنا دائما أتجنب الرسالة المباشرة للمشاهد، وأعتقد أن الرسائل الضمنية غير المباشرة أكبر تأثيرا خاصة إذا دفعت المشاهد للتفكير، والمسلسل يعمل فى الأساس على إعمال العقل، فالرسائل المباشرة دائما أقل تأثيرا وأبطأ وصولا للجمهور.

هل هناك فارق كبير بين الرواية وسيناريو الكاتب محمد سليمان عبد المالك؟

محمد سليمان عبد المالك عدل النص بما يواكب العصر الحالى فالرواية صدرت فى بداية الثمانينيات من القرن الماضى، وهو ما أستلزم مجهودا كبيرا جدا منه، ومن المخرج تامر نادى أيضا، لجعل النص الجديد يتماشى مع الحياة فى عام 2023 ومراعاة فرق الزمن والحداثة وهى مهمة صعبة جدا.

تحاول دائما تكرار تجربة البطولة الجماعية فى مسلسلاتك؟

العمل الفنى فى الأصل هو عمل جماعى وانحرف فى بعض الفترات وتحول إلى عمل إنانى ولكنه عاد من جديد لقواعده السليمة، فإذا ألقيت نظرة على تاريخ الدراما المصرية وأعمالها الخالدة فستجدها جميعا ببطولات جماعية، مثل مسلسلات «ليالى الحلمية - المال والبنون - هوانم جاردن سيتى»، فالممثل لن يخرج مواهبه إلا إذا وقف أمام فنان كبير ليستطيع أن يضاهيه.

وعلى النقيض الفنان الكبير لن يبدع إذا وقف أمام ممثل ضعيف أو ناقص للخبرة فالبطولة الجماعية دائما هى الحل، فنانون كبار يقفون أمام بعض فى تحد يستفيد منه الفنان قبل المشاهد، ويتحول الأمر من مجرد تمثيل إلى متعة، والمشاهد هو الفائز فى النهاية.

ألم تخشَ من المنافسة فى وجود هذا الكم الهائل من المسلسلات الضخمة؟

نحن لدينا مقومات النجاح سواء فى الكتابة أو الإخراج أو الكاسيت، وهذا ما يجعلنا نضمن على الأقل الحد الأدنى من النجاح، وننتظر فقط أن نرى ترتيبنا بين أفضل مسلسلات الموسم.

حدثنا عن تلك المقاومات بشكل أوضح؟

المسلسل به جرعة مكثفة من التشويق، كتب بحرفية بأحداث سريعة ومتتالية، ويناقش قضايا مهمة فى حياة أى زوجين، بتفاصيل تشبه تفاصيل أى أسرة مصرية، ويناقش المواضيع ويطرح الأسئلة بشكل بسيط، ويترك الإجابات للمشاهدين، ولكن المناقشة والعرض بشكل بسيط ومريح وكوميدى أيضا، بالإضافة إلى أن المسلسل مكون من 15 حلقة فقط، فهذا ساعدنا على عدم المط والتطويل فى الأحداث.

بما أن العمل يناقش قضايا زوجية، ما رأيك فى تصريحات بعض المذيعات حول علاقة الرجل والمرأة؟

ليس لى علاقة بما يطرح، سواء على السوشيال ميديا أو من مذيعين، ولا أشغل بالى، وأوصى الزوج والزوجة أن يلعب كل منهما دوره بحب شديد، وأن يسيرا على التوصيات التى أوصانا بها ديننا وجميع الأديان وهى السكن والرحمة.

هل أرهقتك شخصية رئوف عن باقى الشخصيات التى قدمتها؟

كل الشخصيات صعبة ومرهقة، ولكن شخصية «رئوف» لم تكن الأصعب، فقد قدمت من قبل شخصيات أصعب منها، شخصية «خلدون» فى «جزيرة غمام»، والتى أجدها الأكثر صعوبة، لأننى وجدت الشخصية بصعوبة.

وكذلك دورى فى مسلسل «شهادة ميلاد» لأننى خسرت 18 كيلو قبل التصوير خلال شهر ونصف، ثم كسبت وزن 10 أو 12 كيلو حتى استكمل التصوير، وحينها كنت أتابع نظاما غذائيا مع طبيبة إنجليزية، أجرت لى فحوصات وتحاليل وأرشدتنى لنظام غذائى.

لماذا تبعد أسرتك عن الظهور ؟

لا يوجد سبب لأعرض أبنائى على السوشيال ميديا، علاقتى بالجمهور هو أننى ممثل ما يهمه منى هو عملى فقط، أما أسرتى فشيء خاص، وهناك صورة سربت لأسرتى من الأكونت الخاص لابنتى، لذا طلبت منها أن تجعل الأكونت للأصدقاء فقط، لأننى أريد أن يعيش أبنائى بشكل طبيعى مثل زملائهم بلا أى مميزات، ويتصرفون على هذا الأساس.

هل من الممكن أن يعمل أبناؤك فى مجال التمثيل؟

سأخبرهم أن الموضوع صعب، وأنصحهم بالابتعاد عن التمثيل، لأن الممثل يعيش طوال عمره فى توتر، ولكن أترك لهم حرية الاختيار.

أين أنت من السينما؟

هناك أكثر من مشروع أقوم بدراسته، ولم أستقر على أى عمل سينمائى حتى الآن.

اقرأ ايضاً

لوسي: مكتوب على جبيني أبقى رقاصة.. إحنا بنشتغل مهنة في النور