شيخ الأزهر: طلب العلم للمرأة يوشك أن يكون فريضة

الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن المرأة في الإسلام من حقها أيضا طلب العلم، والذي يوشك أن يكون فريضة دينية فرضها عليها الإسلام، وحضور حلقاته ودروسه، وأن تناقش وتعبر عن رأيها في حرية تامة مكفولة لا يملك أحد أن يصادرها عليها.

وأوضح  الطيب،خلال الحلقة الخامسة من برنامج "الإمام الطيب"، المذاع على القناة "الأولى"، والفضائية المصرية، بعنوان: "المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام"، أنه كان من حق المرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم أجمعين- أن تشارك في الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف الرجال، وتسافر في المغازي، لتقوم بأعمال سقاية الجنود، وحمل الجرحى وعلاجهم، والاشتراك في المهمات القتالية، وكان من حقها ما للرجل من حق اختيار الشريك مشافهة أو كتابة، وحق مفارقته إن بغى عليها أو أهان آدميتها.

وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن الإسلام كفل للمرأة حق المشاركة في اختيار قادة المجتمع والقائمين على أمره، سواء كانت المشاركة بانتخابهم، أو بالمشاورة في اختيار واحد منهم من بين المرشحين، كما حدث من الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف في مشاوراته في اختيار عثمان -رضي الله عنه- خليفة للمسلمين، وكيف أنه بعدما شاور فيه رؤوس القوم جميعا: مثنى وفرادى ومجتمعين، وبعدما استقر الرأي على عثمان -رضي الله عنه-، خلص عبد الرحمن إلى النساء المخدرات وراء حجابهن لاستطلاع رأيهن فيما انتهى إليه مجلس شورى المسلمين.

وشدد  شيخ الأزهر،على أنه من أخطر الحقوق التي كفلها الإسلام وقرعت – كالصاعقة ـــ أذن الرجل العربي ومجتمعه الجاهلي، حق التملك، والانفراد بالذمة المالية، والتصرف فيها: امتلاكا وبيعا وشراء، وقرضا وإقراضا في استقلال تام عن الرجل، زوجًا كان الرجل أو غير زوجٍ، ومكن للمرأة بهذا الحق أن تخرج من البيت لمزاولة العمل، وتعهد السوق وما فيه من صفقات وبيع وشراء ومبادلة، قال العلماء: حتى لو كانت المرأة مترفة لا حاجة لها بالخروج إلى السوق وما فيه.

واختتم فضيلته الحلقة الخامسة بأن إنصاف الإسلام للمرأة عند بيان حقوقها التي ذكرنا بعضا منها، إنما ذهب إلى أبعد من ذلك، حين أحاط هذه الحقوق بما يحميها من التغول عليها أو التنقص منها من جانب الرجل، أو الأسرة، أو المجتمع، أو مروجي ثقافات العادات والتقاليد، أحاط القرآن كل ذلك بأوامرٍ ونواهٍ في آياتٍ محكماتٍ تقول، فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف}، و{يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ۖ ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ۚ وعاشروهن بالمعروف ۚ فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا}، وقوله تعالى {ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ۚ ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه}، وقوله تعالى أيضا {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ۗ ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا}.

اقرأ أيضا:«القرآن وتبرئة المرأة من وصمة الخطيئة الأولى».. عنوان حلقة «الإمام الطيب»