ريتشارد قلب الأسد.. مات بسهم من فتى صغير انتقاما لمقتل أبيه

 صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يعد ريتشارد كور دي ليون المعروف بـ"ريتشارد الأول" والذي لقب بـ ريتشارد قلب الأسد أحد أشهر ملوك إنجلترا في القرن الـ12، ارتبط اسمه في التاريخ العربي الإسلامي بالقائد صلاح الدين الأيوبي، وذلك حين كان قائدا عسكريا للحملة الصليبية الثالثة من أجل الاستيلاء على القدس.

 

ولد ريتشارد الأول في الثامن من سبتمبر عام 1157م، في قصر "بومونت" الذي شيده جده الأكبر هنري الأول في مدينة أكسفورد، وكان يعرف آنذاك بـ"منازل الملك" وكان الابن الثالث لملك إنجلترا هنري الثاني، من زوجته إليانور أميرة أقطانية الفرنسية، والتي كانت زوجة سابقة للملك لويس السابع، ملك فرنسا.

 

عاش ريتشارد طفولة صعبة وسط عائلة ملكية مفككة، فأمه كانت سيئة السمعة ووالده عرف بعلاقاته الجنسية المتعددة مع النساء، لدرجة قيام رعاياه بإخفاء بناتهم وزوجاتهم كلما اقترب من ديارهم وكان ريتشارد ضحية الصراع بين والديه، وعندما تطلقا عام 1167م، اختارته أمه ليظل معها، بينما فضل والده شقيقه الأصغر جون.

 

عندما بلغ الـ16 من عمره، أراد ريتشارد أن يكون أكثر من حامل لقب، فانضم إلى إخوته هنري وجيفري عام 1173 في ثورة علنية على والدهم ملك إنجلترا، وذلك بتشجيع من والدتهم وزوجها السابق ملك فرنسا، وبدعم من النبلاء الساخطين على حكمه.

 

في عام 1189، توفي الملك هنري الثاني وأصبح ريتشارد رسميا ملك إنجلترا ودوق نورماندي وأنجو، فأخرج أمه من السجن وعينها نائبة عنه في الحكم وبدأ التخطيط لشن حملة صليبية لاحتلال القدس، بعد تحرير صلاح الدين الأيوبي لها عام 1187م.

 

بعد 10 أشهر من توليه العرش، انضم إلى الحملة الصليبية الثالثة "أكبر تجمع عسكري" عرفته العصور الوسطى، وعرف بحملة الملوك، وشارك بها الملك فريدريك بارباروسا الألماني، والملك الفرنسي فيليب الثاني الذي عقد معه اتفاقا يقضي بتقاسم جميع الغنائم التي سوف يتم الاستيلاء عليها.

 

كان الملك الإنجليزي في أيامه الأخيرة مشغولا بالدفاع عن ممتلكاته الفرنسية ضد الملك فيليب الثاني، وفي 26 مارس 1199م هاجم بلدية شالو الفرنسية، فأصابه سهم طائش في ذراعه، وتورم جرحه فأصيب "بالغرغرينا" التي تفشت في جسده، وتوفي في السادس من أبريل عام 1199م، عن عمر ناهز 42 عاما وكان رامي السهم فتى صغيرا، قتل ريتشارد بدافع الانتقام منه لقتله والده وشقيقيه، فقالت العرب عن ريتشارد "الأسد الذي قتلته نملة".

 

المصدر.. مركز معلومات أخبار اليوم