بدون تردد

قصة غزو العراق

محمد بركات
محمد بركات

فى مثل هذه الأيام من شهر مارس منذ عشرين عاما أى فى عام «2003»، كان العالم كله والمنطقة العربية والشرق أوسطية بالذات والعراق على وجه الخصوص يشاهدون ويعيشون ويتابعون فصول قصة خداع وتضليل ضخمة وكذبة كبيرة، دبرتها وأطلقتها وقامت بتنفيذها الدولة الأكبر فى العالم وهى الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف غزو العراق واحتلاله وتدميره.
نسجت أمريكا خيوط قصة وهمية أدعت فيها امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل يجب القضاء عليها حتى لايستخدمها صدام حسين بما يهدد المنطقة والعالم كله، وهو ما يستوجب ويتطلب الغزو والاحتلال.


ولتبرير الجريمة وإضفاء المشروعية على الغزو أكدت أمريكا على لسان رئيسها «بوش الأبن» فى ذلك الوقت ووزيرة الخارجية «كونديليزا رايس» وكل رجال الإدارة الأمريكية ابتداء من «كولين باول» و«دونالد رامسفيلد» وغيرهم،..، أن الهدف هو نشر الحرية والديمقراطية فى العراق، وذلك بعد تحريره وإزاحة رئيسه صدام حسين.
وفى إطلالة على ما جرى وما كان فى ذلك الوقت، نجد أنه من سخريات القدر ومهازل الألفية الثالثة وتخريفات النظام الدولى الجديد فى ذلك الزمان،..، ذلك التناقض الفاضح بين ما كانت تقوله وتدعيه الدولة الأعظم كتبرير لحربها على العراق، وبين ما كانت تنفذه بالفعل على أرض الواقع.


ففى حين تدعى أنها تريد تحرير العراق وإقامة الديمقراطية والحرية به وترسيخ حقوق الإنسان هناك، كانت تلقى كما هائلا من القنابل والصواريخ وقذائف الدمار الشامل على العراق كله وتشعل الحرائق وتنشر الدمار وتدمر المساكن والعمران وتقتل الشعب العراقى.


كنا وكان العالم معنا شهودا على أبشع ميلودراما إنسانية يتم فيها فرض الديمقراطية المدعاة والحرية الكاذبة وحقوق الإنسان الوهمية، بالقوة المسلحة وبالدمار والقتل والتخريب المتعمد والمقصود مع سبق الإصرار والترصد.
وكانت النتيجة للأسف هى التدمير الشامل والكامل للعراق ونشر الخراب والدمار فى كل اجزائه ونشر الفوضى فى كل أرجائه، وثبوت كذب الادعاءات المضللة التى ادعتها أمريكا عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، التى استخدمتها لتبرير غزوها واحتلالها للعراق وإسقاط دولته وتدمير جيشه والاستيلاء على ثرواته.