فؤاد المهندس.. رائد برامج المقالب في مصر

فؤاد المهندس
فؤاد المهندس

الكاميرا الخفية هو العنوان الرئيسي لبرامج المقالب والتي تطورت مع مرور الزمن، وأصبحت برامج المقالب من الأشياء الأساسية على المائدة الرمضانية، بل أن الجمهور يحب متابعتها خصوصا بعد أذان المغرب وأثناء تناول وجبة الأفطار.

البعض يظن أن الكاميرا الخفية ظهرت في العشرين عاما الأخيرة، ولكن المتابع جيدا لها سيعلم أنها ظهرت في سبعينيات القرن الماضي، عن طريق التليفزيون الجزائري، حيث قدم في عام 1970 أول نسخة من برامج المقالب من خلال برنامج “الكاميرا المخفية”، والذي أعده وأخرجه المخرج والسيناريست حاج رحيم.

الانطلاقة الحقيقية

ربما ينسب لتليفزيون الجزائر الفضل في تقديم برامج الكاميرا الخفية، لكن كانت الإنطلاقة الحقيقية لها من مصر، وحلقتنا هذا الأسبوع عن الفنان الكبير فؤاد المهندس، صاحب أول تجربة ناجحة ومميزة في عالم الكاميرا الخفية، والذي وضع البصمة التي جعلت تلك النوعية من البرامج مستمرة إلى الآن، وتحظى بنسب مشاهدة ضخمة على مستوى الوطن العربي كله.

لولا جرأة ملك الكوميديا فؤاد المهندس وإقدامه على تقديم تجربة كانت جديدة في هذا الوقت، وتمثل مغامرة بالنسبة له خصوصا أنه كان فنان ناجح ونجم له أسمه وجماهيريته عندما قرر الإقدام على تلك الخطوة، لما كانت الكاميرا الخفية من البرامج الشهيرة والمحببة لدى الجمهور المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام، بل أنها كانت ستختفي وتنتهي تماما قبل أن تبدأ.

مهندس الكاميرا الخفية

في عام 1983 جاءت الفكرة لفؤاد المهندس في تقديم برنامج جديد ومختلف في ذلك الوقت، “الكاميرا الخفية” الذي لم يتردد للحظة في تنفيذها بل أنه كان متحمس لها كثيراً كونها تحقق له التنوع الذي كان يبحث عنه دائما مع كل مشروع فني جديد يدخله، أعتبرها مغامرة كبيرة ربما تحقق له مزيد من الشهرة والنجاح، وربما تقلل من رصيده لدى جمهوره العريض، لكنه لم يقلق وقرر مع المخرج طارق زغلول أن يقدمها.

كان الإعداد والإخراج لطارق زغلول والإنتاج لوكالة طارق نور، ومثل فيها بجوار فؤاد المهندس كل من إسماعيل يسري ومحمد جبر، وتم تقديم التجربة بنفس صيغة “كاندد كاميرا”، وحاول صناع الفكرة في توفير كافة الإمكانيات المتاحة لها في هذا الوقت من أجل إخراجها بالشكل المبهر للجمهور، بالإضافة إلى الحرص على عنصر المصداقية في تصوير كل شيء بدون أن يعلم الضحايا أن هناك كاميرات ترصد وتصور كل ما يحدث، حتى يخرج كل شيء بشكل طبيعي جداً دون تصنع أو تجميل.

اقرأ ايضا| في ذكرى إنشائها.. سبب تأسيس مدينة البندقية في الثانية عشرة ظهرا

نجاح ضخم

نفذت التجربة وتم تصويرها وعرضها لأول مرة في عدد من القنوات بعدة دول عربية، لتحصل على نجاح ضخم وكبير، لم يكن يتوقعه فؤاد المهندس نفسه، لتكون هذه هي البذرة الأولى التي وضعت لبرامج الكاميرا الخفية، وأصبح الجمهور ينتظرها كل عام في رمضان، ورغم النجاح الغير متوقع، إلا أن فؤاد المهندس لم يفكر في تقديمها مرة أخرى بعد ذلك، بل أنه كان يميل بشكل أكبر إلى تقديم الفوازير، والتي استمر في تقديمها منذ عام 1982 وحتى عام 2005، تحت عنوان “فوازير عمو فؤاد”.

وبعد أن فرضت الكاميرا الخفية نفسها على الشاشة الصغيرة منذ ذلك الوقت، كان لابد من إيجاد فنان كوميدي آخر يملأ هذا الفراغ الذي تركه فؤاد المهندس، ليأتي الفنان الكبير إبراهيم نصر، ليستحوذ على قلوب الملايين ويرسم البسمة على وجوههم، وسوف نتحدث عنه بالتفصيل في الحلقة المقبلة من هذا الباب.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي