حكايات| محمد و«عربيته الكارو».. «مدمس يا فول» من الفطار للسحور

محمد الفوال
محمد الفوال

كتب حمد الترهوني

يُمسك محمد الفوال الجرس في يديه، يطرقه ليُعلم أهالي القرية بقدومه، في إشارة متعارف عليها، حتى يخرج إليه الزبائن كبارًا وصغارًا لشراء أشهى طبق فول صعيدي.

على عربة خشبية يجرها حمار، يتجول صاحب الـ44 عامًا، في قرى المنيا، كل يوم، يطلب رزقه، وقوت يومه، من خلال بيع الفول المدمس، حتى ذاع صيته في قرى مركز ملوي.

من عربيته الكارو، يضع محمد «قدرة الفول»، ويتجول في قرى المنيا، التي يقسمها يومًا بعد يوم، في عمله الذي بدأ  المهنة قبل 20 عامًا، رافعًا شعار «الرزق يحب الخفيه».

كان رحلة الزواج منذ في محافظة الفيوم، ورزق بثلاثة أطفال، لكن منذ عشر سنوات استقر به الحال في بمحافظة المنيا، لبيع الفول لكي يستطيع توفير احتياجات أسرته.

يبدأ محمد يومه من الرابعة فجرا بصلاة الفجر، ثم يقوم بتجهيز «قدرة الفول» مستقلاعربته الصغيرة بحثًا عن الزبائن والرزق، الذي قُدر له الله من الحلال من خلال عمله في بيع الفول.

يقول محمد الفوال لـ«بوابة أخبار اليوم»: «الحمد لله على هذه النعمة، قائلا في ناس غيري مش لاقيه شغل لكن اللي عايز يشتغل هينحت في الصخر لازم الإنسان يتعب عشان يلاقي مفيش حاجه اسمها شغل من غير تعب بس الشباب مش غاوين التعب عايزين مكاتب يقعدو عليها».

وتابع: «تزوجت من الشغلانة دي ودخلت اولادي الثلاثة التعليم منها هي فعلا دخلها بسيط لكن أنا مستمر فيه لأني معرفش اشتغل شغلانة غيرها رغم انها دائما مخليني برة البيت بعيد عن اولادي لكن ادينا بنقاسي في الدنيا وماشية والحمد لله».

أما عن سر الصنعة وإتقانه للفول المدمس، فقد أكد لنا، أن سر الصنعة الذي جعل الجميع ينظرون قدومه بفارغ الصبر، هو تسوية الفل المدمس على نار هاديه دون إضافات كثيرة تضمن رائحه جميلة وطعما شهيا مختلف عن غيره.

وقال: «أعمل بالفول المصري البلدي الذي جعل لي زبائن كثيرة في جميع مراكز وقرى محافظة المنيا يشهدون لي ولحرفتي في تسوية الفول المدمس، مؤكدا أنه فخور بتعلمه سر الصنعة، وعمله فيها منذ أكثر من عشرين عامًا».

واستكمل حديثة كان عندي معاش تكافل وكرامة لكن للأسف وقف مرة واحدة معرفش ليه مع إني لا أملك من الدنيا شيء غير قدرة الفول والعربية الصغيرة، وأتمنى نظرة لي ولأسرتي الفقيرة من مسؤولي وزارة التضامن الاجتماعي لإنني في أمس الحاجة للمعاش.

وأنهى حديثه قائلاً: «في آخر النهار بتتسر معايا ويوم أوفر 80 جنيه واهي ماشية اتمنى فقط توفير سكن لي أنا وأبنائي بعيد عن الإيجار لأن الشغل مش موفر السكن ومصاريف البيت ومصاريف تعليم أولادي الثلاثه الصغار».