حدث منذ زمن قريب.. أول حيوان يقتل إنسانًا في التاريخ

صورة موضوعية
صورة موضوعية

بينما كان هابيل نائمًا وسط غابة مشجرة، يأتى شقيقه قابيل منتهزًا الفرصة، يقال إنه امسك بفك حمار ثم غرسه فى رقبة شقيقه، ليموت فى الحال، ويصبح هابيل أول قتيل فى تاريخ البشرية، وقابيل أول قاتل على كوكب الأرض.

مشهد الدماء المتفجر من جسد قابيل، أثار الفزع فى نفس هابيل، فأمسك الأول بجسد شقيقه وظل يبكى، ثم حمله بين ذراعه وظل يمشى به وسط الغابة، حتى رأى غرابًا يقوم بحفر حفره ليلقى فيها بغراب آخر قتيل، فكانت أول عملية دفن فى التاريخ، ظل قابيل يغرس أصابعه فى الأرض وهو يقطر دموعه، ويحفر حتى وضع جسد شقيقه فى الحفرة ومن ثم غمرها مرة أخرى بالتراب.

يقال ايضًا إنه من هول المشهد، تأثر الجبل المطل على الجريمة، وظهر ذلك على تضاريسه حتى أن قطرات مازالت تسقط منه حتى كتابة هذه السطور، بسبب الجريمة البشعة التى ارتكبها الأخ ضد شقيقه بسبب صراع الأول على الزواج من شقيقته عنوة.

باختصار.. كانت هذه أول جريمة فى التاريخ، وبشكل كبير يعلمها ابناء البشرية جمعاء، لكن هل يعلم احدًا منا اول جريمة يرتكبها حيوان ضد إنسان، أو أول جريمة قتل باستخدام الريموت كنترول، او اول حادث سير فى البشرية، وأخيرًا اول حادث صدام بين طائرتين. هذا ما سنعرفه من خلال هذه الحلقات..

عشرات من الوجوه المذعورة كانت تحيط بالمكان، بينما العربات الإعلامية تتدفق نحو المنزل الذى يسكن فيه العجوز كالعربات الهجومية، التى تريد الاستيلاء على رؤوس الجسور المعادية، فى حين كان مراسلو الوكالات والصحف ينشرون أجهزتهم البدائية كالجنود الذين يستعدون للقتال..

سيارات الإسعاف تصل إلى المكان والطواقم الطبية تتأهب، بينما الرجل العجوز ملقى على الأرض بجسده الذى ينزف بالدماء، يئن من الالم، ينتظر من يستطيع نجدته وإنقاذ روحه التى تستعد للصعود، رجال الشرطة يحاولون الاقتراب بأسلحتهم يطلقون النيران بحذر خشية إصابة احد من الموجودين، الوضع بدا خارج عن السيطرة تماما، فالقاتل هذه المرة لا يشعر بالذنب ولا يخاف من الموت، وفى لمح البصر يختفى، وينتقل من مكان إلى مكان، غير عابئ من صرخات الناس، أو نيران الشرطة.

اقرأ أيضًا | الإعدام والمؤبد لـ 5 متهمين قتلوا شابا لسرقة سيارته بمنشأة القناطر

لحظات ودقائق تمر وكأنها سنين طوال، بينما الارتباك يظهر على الجميع، وبين الكر والفر يهرول الناس ومعهم رجال الشرطة وأطقم الإسعاف وتتغير مواضع الصحفيين والمراسلين، عشرات الصور تسجل هذا الارتباك، فالجميع يوقن أن القاتل فريد من نوعه، ويبدو أن لديه ألف استعداد لقتل العشرات.

أخيرًا.. طلقة شرطة تستقر فى رأسه ويسقط على الأرض كمنزل منهار من اثر زلزال عنيف، رجال الشرطة يقتربون ومعهم الطواقم الطبية، العجوز مازال يصارع الموت، وأحبار الصحفيين تستعد لتسجيل مانشيتات صحفية جميعها تشير إلى اول جريمة من نوعها.. «أول حيوان يقتل انسانا على وجه الأرض».. والآن إلى التفاصيل..

رغم انها سجلت فى الأوراق الرسمية انها اول جريمة فى التاريخ، إلا انها وقعت فى زمن ليس ببعيد، لم يمض عليها بعد مائة عام.

وحسب ما سجلته ايضًا الأوراق الرسمية، فإن الجريمة نفسها وقعت قبل أن تتلقى النجدة اتصالاً من احد الجيران، يشير فيه إلى مشهد فى منتهى البشاعة، حيوان ليس غريب على المنطقة، يصارع رجلا عجوزا فى ساحة منزله، والرجل العجوز الذى يبلغ من العمر السابعة والسبعين، سقط على الأرض جراء الجروح الخطيرة التى أصابته، إلا أن الحيوان مازل يحوم حوله، هل سيتسبب فى المزيد من الإصابات التى ربما تقتله، أم يستعد بالفعل لقتله ومن ثم التهامه، الغريب ايضًا فى الاتصال الذى تلقته الشرطة أن الحيوان من النوع الأليف، ومن غير المستبعد أن يكون العجوز هو الذى اشتراه منذ عدة اشهر، إلى هنا وانتهى الاتصال، وبدأت تحركات الشرطة ومعها الأطقم الطبية التى سارعت إلى مسرح الجريمة.

مشهد مخيف
عندما وصلت سيارات الشرطة والإسعاف، كان آلاف من سكان المنطقة يحتشدون حول منزل العجوز، ومعهم الصحفيين الذين حضروا بكاميرات التصوير لتسجيل ذلك الحدث الفريد من نوعه، بعض رجل المنطقة يحاولون الاقتراب من الرجل لانتشاله بعيدا عن الحيوان، لكن سرعان ما يهرولون بسرعة شديدة إلى الخارج فى محاولة للهرب من الحيوان الذى بدا أنه يستعد للفتك بمن يقترب من العجوز، هكذا ايضًا كانت تفشل محاولات الطاقم الطبى الذى حضر بعد دقائق من الجريمة، بينما رجال الشرطة ينقسمون إلى فرق احداهم تحاول السيطرة على الوضع بإبعاد الجيران، وفرقة أخرى تشارك الأطقم الطبية من أجل انتشال العجوز، خاصة وأن الحيوان الذى بدا أنه مفترس يختفى فجأة ويظهر بنفس السرعة فى مكان مغاير، كأنه يتحدى الجميع، وكأن لديه هدف اصر على تحقيقه.

فرقة أخرى من الشرطة، تعتلى اسطح البنايات وتحاول تصويب طلقات الرصاص إلى الحيوان المفترس، دقائق امتدت إلى ساعتين تقريبًا ومحاولات الجميع تفشل فى انتشال العجوز، او السيطرة على الحيوان المفترس أو حتى القضاء عليه، حتى اصابت رصاصة قناصة رأس الحيوان، ليسقط اخيرًا على الأرض، تنفجر الدماء من رأسه لتختلط مع دماء العجوز فى مشهد مرعب اصاب الحاضرين بالذعر.

نبأ حزين
على الفور يتحرك الطاقم الطبى إلى العجوز المصاب، بصحبة رجال الشرطة الذين يحاولون التأكد من مقتل الحيوان المفترس، لحظات وتعلن الشرطة القضاء عليه بالفعل، ويبدأ الصحفيون فى الاقتراب ليتم اعلان هوية الحيوان، وهو حيوان «كونغو»، محظور على سكان هذه المنطقة شراؤه أو اقتناؤه، رغم أنه مصنف ضمن الحيوانات الأليفة، بعض من شهود العيان اضافوا جزءًا جديدًا من الحقيقة، حيث رجحوا أن يكون العجوز قد اشتراه من فترة ليقيم معه فى المنزل، بعد ان ماتت زوجته منذ سنوات، وتزوج أبناؤه وغادروا المنزل ليعيشوا مع أزواجهم فى أماكن بعيدة، إلا انهم كانوا يأتون كل فترة لزيارة والدهم، حتى كان الإعلان عن جزء جديد من السيناريو، عندما اعلن الطاقم الطبى وفاة الرجل اثناء انتشاله من الأرض، استعدادًا لنقله الى احدى المستشفيات القريبة لعلاجه.

تحريات غير مكتملة
سجلت الأوراق الرسمية هذا الحادث الغريب من نوعه بأنه اول جريمة قتل يرتكبها حيوان ضد انسان، مشيرة إلى أن الحادث وقع فى احدى مدن دولة استراليا، فى عام 1936، كما سجل الطبيب الشرعى سببب الوفاة بأن العجوز اصيب بسكتة قلبية نتيجة النزيف الشديد الذى ضرب جسده اثر هجوم حيوان «الكونغر» عليه، لكن اهم ما فى القضية لم يتم تسجيله حتى الآن، وهو السبب وراء هجوم «الكونغر» على صاحبه.

لم يستطع رجال الشرطة الجزم بشكل مؤكد على السبب الحقيقى لمصرع الرجل، كما إن شهود العيان لم يلتقطوا سوى مشاهد الهجوم بعد أن سقط العجوز على الأرض مدرجًا فى دمائه، أما القليل من الجيران وهم من شهود العيان على اقامة حيوان «الكونغر» مع العجوز، أشاروا إلى أن العجوز قد اشتراه منذ بضعة أشهر، ولا يعلمون من هى الجهة المتورطة فى بيع الكونغر خاصة وانه ممنوع الإتجار فيه، لكن فى نفس الوقت اشاروا إلى أن علاقة العجوز بحيوانه المفضل «الكونغر» كانت ممتازة للغاية، ولم يسبق لمرة واحدة أن اشتكى العجوز من حيوانه الذى يعتبره أليفًا ومخلصًا اكثر من الكلاب التى يفضل اهل المنطقة تربيتها، كما لم يسبق للكونغو الهجوم على صاحبه فى أى مرة، وهو ما اثار اندهاشهم عندما شاهدوا أو سمعوا للحادث، فى حين رجح متخصصون أن الكونغر من الحيوانات الأليفة، لكن من الرائع التعامل معهم ومشاهدتهم من مسافات بعيدة دون محاولة الاقتراب منهم.

بعد سنوات من الحادث، اشار مراقبون آخرون إلى أن هذا الحيوان الأليف من النادر أن يتعدى على أى شخص حتى ولو غريب، وأن ما دون فى السجلات هي بعض الإصابات الطفيفة التى لحقت ببعض الأشخاص الذين تعاملوا لفترات طويلة مع حيوان «الكونغر»، ليصبح هذا الحادث ليس الأول من نوعه فحسب، بل نادرًا ما يتكرر عبر التاريخ.