عاجل

«أزمة الفيضانات» و«شبح الجفاف» يُهددان العالم 

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتبت: إسراء ممدوح

 

بعد ما عاصرناه من أحداث هائلة ضربت تركيا وسوريا في 6 فبراير الماضي، نشهد اليوم أزمة جديدة تضرب دولا مختلفة لتترك آثارًا مدمرة من نوع آخر، تاركة وراءها المزيد من الضحايا والإصابات في العالم.

فقد اجتاحت العالم موجة من الفيضانات، أسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص فضلاَ عن الإصابات الشديدة، وآخرين مازالوا في عداد المفقودين.

ففي تركيا، البلد التي عانت كثيرًا نتيجة الزلزال، جاء الفيضان ليضرب جنوب شرق البلاد، وهي ذاتها المناطق التي عانت الأمرّين بسبب الزلزال من قبل.

وأفادت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" في بيان، بأن أكثر من 500 فرد إنقاذ، من بينهم غواصون، انضموا إلى جهود الإنقاذ في شانلي أورفة وأديمان، وأغلقت مدارس في "شانلي أورفة".

 كما أنه قد غرقت منازل سكنية أيضًا وحثت السلطات السكان المحليين على الانتقال إلى مناطق آمنة، فيما غمرت مياه الفيضان عدة خيام تؤوي الناجين من الزلزال الذي لم يمضي عليه الكثير، مما يوضح صورة معاناتهم فوق الذي كانوا عليه.

إلا إن تركيا ليست وحدها هذه المرة، فقد أصابت هذه الكارثة بلاد أخرى، من بينها، ماليزيا والبرازيل، وتوضح «بوابة أخبار اليوم» في السطور التالية، ما حدث في تلك البلاد وغيرها من كوارث هائلة.

فيضان ماليزيا

في بداية مارس الجاري من ذلك العام 2023، اجتاحت فيضانات ولاية جوهور جنوب ماليزيا، وفر 40 ألفًا من سُكان البلاد من منازلهم إثر تلك الفيضانات، وبحسب "رويترز"، أفادت بأنها فيضانات ناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة لأيام.

فيما قالت السلطات المحلية، إن ولاية جوهور، هي الأكثر تضررًا، إلا أن الفيضانات اجتاحت ولايات أخرى، مما أسفر عن نزوح المئات، وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من هطول المزيد من الأمطار ومعظمها في الولايات الجنوبية.

فيضانات بجنوب أفريقيا

وفي فبراير من العام الحالي، أعلنت السلطات في جنوب أفريقيا، عن حالة الكوارث الوطنية جراء فيضانات نجمت عن هطول أمطار غزيرة، فيما أسفرت عن سقوط 7 قتلى وعدد من المفقودين، وصرحت الحكومة، في بيان نقله راديو فرنسا الدولي، بأنها أعلنت حالة الكوارث الوطنية لإتاحة استجابة قوية ومنسقة لتداعيات الفيضانات، وتسببت الأمطار بأضرار مادية في مناطق كثيرة فضلًا عن سقوط العديد من الضحايا.

فيضانات البرازيل

وكشفت السلطات البرازيلية في فبراير 2023، عن أن الفيضانات وانهيارات التربة التي تسببت بها الأمطار نهاية الأسبوع، أدت لمصرع 40 شخصًا على الأقل في جنوب شرق ولاية ساو باولو، ولكن لا يزال من المُتوقع الإعلان عن المزيد من الضحايا. 

وزار الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا المنطقة، وقال إنه "ينبغي مستقبلًا عدم بناء منازل في المناطق المعرضة لخطر الانهيارات الأرضية، واصطحب لولا، وزراء من الحكومة أثناء مروره بالطائرة فوق بلدة ساو سيباستياو الساحلية، كما تعهد بالمساعدة في إعادة بناء المدينة.

فيضانات إيطاليا

وتضررت أيضًا إيطاليا بفيضانات قوية في فبراير 2023، وقال المواطنون في البلاد "إن البنية التحتية في سكاليتا ليست مستعدة لهذا النوع من الفيضانات، وأن الفيضان الرهيب الذي ضرب المنطقة في عام 2009 لم يعلمهم شيئًا".

 من ناحية أخرى، أغلقت مدينة مّسّيينا الإيطالية، المدارس والجامعات والمتاحف، في إجراء «احترازى» بعدما شهدت سلسة هزات أرضية خفيفة، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا.

واجتاحت أكبر مدن بنيوزيلندا فيضانات عارمة تعرضت لها، في يناير 2023، حيث حذر متنبئ الأرصاد الجوية في البلاد «MetService»، من طقس أكثر قسوة فى الجزيرة الشمالية، وأضاف أن هطول الأمطار الغزيرة قد يتسبب بحدوث فيضانات سطحية وسريعة.

وقال نائب رئيس الوزراء في أوكلاند، كارمل سيبولوني، إن "تلك المدينة التي يبلغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة الجزء الأكثر رعبًا في ذلك هو أننا فقدنا أرواحًا".

وأوضحت الشرطة النيوزيلاندية، أنه "كان هناك فيضان واسع النطاق في خليج بلنتي القريب، فضلًا عن انهيار أرضي دمر منزلًا وهدد الممتلكات المجاورة، وقالت السلطات إن آلاف العقارات ما زالت بدون كهرباء، في حين انقطعت المياه عن المئات".

الجفاف في الصومال

وعلي عكس الفياضانات.. فقد سجلت الصومال أطول فترة جفاف استمرت قُرابة 3 سنوات، الأمر الذي أودي بحياة الآلاف من الأشخاص للهلاك، وأفادت الأمم المتحدة، بأن أكثر من مليون شخص قد نزحوا في الصومال وحدها.

وبالطبع فإن الكثير من المتضررين بأنحاء المنطقة هم من الرُعاة أو المزارعين الذين شاهدوا المحاصيل تجف ومصادر المياه تنضب.

الجفاف يُهدد الحيوانات

ولم تُصب كارثة الجفاف الإنسان فقط، بل أيضًا لحقت بالعديد من الحيوانات.. ففي نوفمبر 2022، أدّت موجات الجفاف القاسية التي شهدها الجزء الشرقي من إفريقيا، إلى نفوق مئات الأفيال والحمير الوحشية المهًددة بالانقراض، في محميات الحياة البرية الكينية.

فيما أحصت هيئة الحياة البرية في كينيا وغيرها من الهيئات، نفوق 205 أفيال و512 من الحيوانات البرية و381 من الحمار الوحشي العادي و51 جاموسًا و49 من الحمار الوحشي الغريفي و12 زرافة في الأشهر التسعة الماضية، كما أن، أجزاء من كينيا قد شهدت 4 مواسم متتالية من هطول الأمطار غير الكافية في 2020 و 2021، ما أدى إلى آثار وخيمة على البشر والحيوانات.