«جوزيه بستاني».. أراد منع غزو العراق فأطاحت به واشنطن من منصبه

جوزيه بستاني
جوزيه بستاني

"كان بإمكاني إيقاف غزو العراق".. ردد الدبلوماسي البرازيلي جوزيه بستاني، رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأسبق، تلك الكلمة بعد سنوات مرت على الغزو الأمريكي للعراق، والذي حلت اليوم ذكراه العشرين، ليمر عقدين من الزمن على الغزو المأساوي الذي شنته الولايات المتحدة بمساعدة حلفائها الغربيين في الأراضي العراقية.

فقبل أن تشرع الولايات المتحدة في حربها ببلاد الرافدين، رغب "بستاني"، رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية آنذاك، في إدخال العراق للمنظمة، حيث كان قد امتنع عن الانضمام لها سابقًا، والذهاب إلى بلاد الرافدين من أجل التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة، فيما رغبت واشنطن عن ذلك خشية أن تفتضح أكاذيب امتلاك العراق لهذه الأسلحة ولا تجد الولايات المتحدة مبررًا للغزو تحقق من خلالها أهدافها.

جوزية بستاني، الدبلوماسي البرازيلي ذو الأصول اللبنانية، أكد بعد سنوات من الحرب أن "الكل كان يعلم أن العراق لا يمتلك أسلحة كيماوية".

اقرأ أيضا: أحدهم «الرئيس الحالي».. ما نهاية مهندسي الغزو الأمريكي للعراق؟

بستاني يفضح واشنطن

ويروي "بستاني"، في تصريحات سابقة، مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تفاصيل ما دار، حيث قال: "وافق كل من العراق وليبيا على الانضمام للمعاهدة، وكان يمكن أن يحدث التفتيش، بحلول نوفمبر من عام 2002".

واستطرد قائلًا: "لكن الأمريكيين كانوا غاضبين. إذا سمح لمفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالدخول إلى العراق، لما وجدوا أسلحة كيميائية، ما كان سيضعف من حجة الغزو إلى حد كبير. الأمريكان أرادوا غزو العراق، لكن التفتيش كان يتعارض مع مصالحهم".

وكان جوزيف بستاني هو أول مدير عام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وهي منظمة حكومية دولية أنشأت عام 1997، لكي تشرف على القضاء على هذه الأسلحة والتحقق منه.

وأُعيد انتخاب بستاني لولاية ثانية في أبريل عام 2001، لكن لم يلبث أن يكمل ولايته الثانية فتم إقالته من منصبه قبل أقل من عام على بداية ولايته الثانية على رأس المنظمة.

وتم إقالة "بستاني" من منصبه في مارس عام 2002، بعد اقتراح تقدمت به الولايات المتحدة ووافق عليه 48 دولة عضوًا بالمنظمة، بينما رفض الاقتراح 7 دول، كانت روسيا على رأسهم، وتحفظت عليه 43 دولة أخرى.

دور جون بولتون في الإطاحة ببستاني

ومن أبرز مهندسي الغزو الأمريكي كان جون بولتون، الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية الأمريكية وسفير واشنطن بالأمم المتحدة، حيث لعب دورًا رئيسيًا في الأكاذيب التي ظلت إدارة بوش ترددها بشأن أسلحة الدمار الشامل، وذلك من خلال طرد جوزيه بستاني رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ولعب بولتون دور المحرض الرئيسي والذي ضغط على عدة دول من أجل التصويت لصالح الإطاحة بستاني من منصبه في ذلك الوقت، بل وصل الأمر إلى تهديد بولتون لبستاني بأبنائه.

ويقول "بستاني": "كان بولتون عنصرًا فعالًا في جهود إقالتي من منصبي، وذات مرة جاء إلى مكتبي، ليطلب مني الاستقالة وإلا سأواجه العواقب".

ويضيف الدبلوماسي البرازيلي: "بولتون أشار حينها إلى أن أبنائي يدرسون في الولايات المتحدة. لقد رفضت الاستقالة فتقدموا هم باقتراح إقالتي".

فكان ما قام به السياسي الأمريكي المتطرف بولتون، والذي تبوأ لاحقًا منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، هو الوجه القبيح للولايات المتحدة، التي اكتشف فيما بعد أكاذيبها من تحقيقات أمريكية نفسها وأن غزو العراق كان بدوافع كاذبة لا أساس لها.