إنها مصر

رؤية هلال رمضان

كرم جبر
كرم جبر

علمت يا فضيلة المفتى - وأتمنى ألا يكون صحيحًا- أنه لن يُقام الاحتفال التقليدى لرؤية هلال رمضان، الذى تعودنا أن نشهده كل عام بدار الإفتاء، وحضور محافظ القاهرة مندوبًا عن رئيس الجمهورية وكبار رجال الدولة.
وأن الأمر سيقتصر هذا العام على إلقاء بيان من مكتب المفتى بديلًا عن الاحتفال التقليدي.
أتمنى إذا كان الإلغاء صحيحًا أن يتم العدول عنه حتى لو كان الوقت ضيقًا، فقد تعودنا أن نتابع البيان أمام التليفزيون ونستمع للقرآن الكريم ثم بيان المفتي، وتبادل التهنئة فى احتفال حى على الهواء مباشرة.
وبعدها تنطلق الشاشات بأغانى رمضان الجميلة "أهلًا رمضان" وبقية مظاهر البهجة والفرحة، والتواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء.
الاحتفال الذى تُقيمه دار الإفتاء لاستطلاع رؤية الهلال صار تقليدًا مُحببًا، وزمان كان موكب رؤية الهلال يجوب شوارع القاهرة والمدن والقرى فى احتفالات شعبية مبهجة، استعدادًا لبدء طقوس الشهر الكريم، وبسبب كورونا قرر المجلس الأعلى للفرق الصوفية إلغاء موكب رؤية هلال رمضان، الذى كان ينطلق من أمام مسجد سيدى صالح حتى مقر المشيخة العامة للفرق الصوفية.
رمضان هذا العام يحتاج إلى التفاؤل وإشاعة البهجة فى نفوس الناس، تزامنًا مع الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة لتوفير كل السلع والخدمات بأسعار معقولة، والتصدى للغش والخداع والجشع والمُغالاة، والاحتفال الذى كان يُقام بدار الإفتاء رغم بساطته إلا أنه أحد الطقوس المهمة، وكل عام وأنتم بخير.
●●●
لم تفقد مصر الأمل يومًا فى عودة اللُحمة للصف العربي، وأهمية العمل العربى المشترك، واتخذت محاور السياسة المصرية منطلقًا أساسيًا هو "الاحترام"، احترام الشعوب وعدم التدخل فى شئونها والدعوة المستمرة إلى استرداد الدولة الوطنية والجيوش المُوحدة ونبذ الفرقة والاحتكام إلى الحوار، والرفض التام لمحاولات التقسيم التى تُروج لها قوى داخلية وخارجية.
ووضع الرئيس السيسى منذ توليه الحكم سياسة ثابتة لا تتغير فى التعامل مع الأشقاء العرب، مضمونها رأب الصدع والارتفاع فوق الخلافات وتغليب المصالح القومية العليا، ولم ينطق لسانه مرة واحدة فى حق زعيم عربى إلا بالخير والاحترام والتقدير.
احترام مصر لأشقائها هدف ثابت لرئيس الدولة، وكلمة سر الاحترام إعلاء شأن بلاده وقيمتها وقامتها، بالعمل الشاق المستمر ليل نهار، ومواجهة الأزمات والتحديات بحلول جذرية، فكان طبيعيًا أن تنعكس فى صورتها الجديدة، وأن تظهر فى الأفق بوادر المفهوم الجديد للتضامن العربى.
●●●
دعاء:
اللهم إنى أسألك العفو والعافية فى دينى ودنياى وأهلى ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظنى من بين يدي، ومن خلفي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.