الاحتفال بـ«عيد الأم».. المرأة المصرية سيدة كل العصور

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

المرأة المصرية تعتبر شريك الرجل في حياته الدينية والدنيوية طبقاً لنظرية الخلق ونشأة الكون الموجودة في المبادئ الدينية الفرعونية، كانت الأسرة المصرية القديمة شأنها شأن الأسر حاليا؛ تتكون من الأب والأم والأطفال، ولكل منهم دوره الذي يؤديه في الحياة. كانت الأسرة تمثل نواة المجتمع المصري القديم، فقد كانت منذ أقدم العصور تتكون من الزوج والزوجة وكانت أساس الحياة الاجتماعية في مصر القديمة. 

 

تعدد الزوجات في مصر القديمة :

على الرغم من عدم وجود قوانين تنهى عن تعدد الزوجات، فالرجال كانوا يفضلون الزواج من امرأة واحدة وذلك للإنفاق ولتوفير الموارد الأساسية للأسرة من ناحية ولتقسيم الميراث على عدد معقول من الأبناء من ناحية أخرى، والدليل الوحيد الذي يمكننا الاعتماد عليه، نجده في المقابر حيث كان الزوج والزوجة يدفنان في نفس القبر وإلى جانبهم تمثالين لهما بنفس الطول ليبين أهمية المرأة ومدي حب الرجل لها ومساوتها بالرجل، كما اكده الدكتور محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة، جامعة الوادي الجديد.

 

وأضاف الحصري، أن في أغلب الأحيان نجد رسومات للزوجين في مواقف رومانسية، مثلا صور للمرأة تحتضن زوجها مما يدل على أنها كانت تعتبر عنصراً وقائياً كما نجد أن :- الرجل رب الأسرة:  كان الزوج رب الأسرة، يرعى أفرادها ويوفر لهم حاجاتهم، ويحب زوجته ويحترمها، وكانت الأم تحتل مركزًا مهمًا في الأسرة.
- المرأة والأبناء : كانت المرأة في المجتمع المصري القديم تحظى بمكانة رفيعة وتقدير كبير، وحققت نجاحات كثيرة في مختلف الميادين حتى وصلت إلى أعلى وأرقى المناصب بالبلاد.
- المساواة أمام القانون : بالنسبة لقدماء المصريين، كان الأطفال هم الأكثر أهمية في العائلة، وكانت المرأة سيدة المنزل، ويبدو أن الرجل والمرأة متساوون أمام القانون، علي عكس القانون اليوناني والروماني.

اقرأ أيضا:«رتيبة زغلول».. مصدر إلهام مصطفى وعلى أمين لعيد الأم العربي

المرأة المصرية سيدة كل العصور:

وأشار  الحصري، إلى أن المرأة المصرية احتلت مواقع مهمة في الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية بما سمح لها من احتلال مكانة مرموقة في تاريخ مصر، كالريادة والسبق في بعض المهن أو النضال لفتح باب كان مغلقاً أمام أجيال من النساء أو ربما لكونها أصبحت رمزاً يلهم النساء والرجال على حد سواء.

المرأة المصرية تعتبر شريك الرجل في حياته الدينية والدنيوية طبقاً لنظرية الخلق ونشأة الكون الموجودة في المبادئ الدينية الفرعونية، حيث المساواة القانونية الكاملة وارتباط الرجل بالمرأة لأول مرة بالرباط المقدس من خلال عقود الزواج الأبدية.
 
انخراط المرأة المصرية القديمة في ميادين العمل المختلفة :

لقد استطاعت المرأة المصرية في التاريخ الفرعوني الدخول في العديد من ميادين العمل المختلفة ووصل التقدير العملي لها لدرجة رفعها إلى عرش البلاد فقد تولين المُلك في عهود قديمة، كما عملت المرأة بالقضاء مثل نبت من عهد الملك بيبى الأول من الأسرة السادسة، وأيضاً العمل بمجال الطب ووصلت الكاتبات منهن لمناصب (مديرة – رئيسة قسم المخازن-مراقب المخازن الملكية – سيدة الأعمال – كاهنة).

وأكد الحصري أن المرأة كانت تستطيع ممارسة الأعمال الصناعية والتجارية بحرية كاملة، وامتهنت المهن الإنتاجية كصناعة الزيوت المعطرة والدهانات العطرية، وصناعة الزجاج والمجوهرات والتحف والأثاث والأسلحة وأدوات الصيد والنسج والغزل وحياكة الملابس والحصير وطحن الحبوب وصناعة العجين والخبز وبيع المنتجات في الأسواق.

المرأة تلعب دوراً هاماً في حياة المجتمعات الإنسانية:
 
منذ بداية وجود الإنسان على الأرض، والمرأة تلعب دوراً هاماً في حياة المجتمعات الإنسانية، وتعتبر من أهم الأسباب الرئيسية في قيام الحضارات وتقدم البلدان، وبالرغم من هذا الدور الكبير فإن كثيراً من المجتمعات القديمة لم تُكرّم المرأةَ وتقدّر دورَها الهام في المجتمع، ولكن الأمر في مصر القديمة اختلف، فقد كان التقدير والتكريم للمرأة كبيراً وواضحاً.

 
تاريخ الاحتفال بعيد الأم يرجع بجذوره لمصر القديمة :

إذا رجعنا إلي مصر القديمة سنجد أن المصريين القدماء يحتفلون بالأمهات ويكرمون المرأة، فنجد علي سبيل المثال :

الملك "أحمس الأول" وزوجته "أحمس-نفرتاري" : 
حيث كانت الملكة أحمس- نفرتارى ملكة عظيمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، كزوجة وأم وإلهة ووصية على العرش، وكانت أول ملكة تحصل على مركز الزوجة الإلهة لآمون. ويعنى اسمها "ولد القمر-أجملهم" أو "ولد القمر-حلاوتهم"، وبسبب حب زوجها لها حملت العديد من الألقاب الملكية الهامة مثل "ابنة الملك" و"أخت الملك" و"الزوجة الملكية العظمى" و"أم الملك" و"زوجة الملك".

وقد عبرت المناظر التي تجمع بين أفراد الأسرة الواحدة ملكية، أم غير ملكية، عن الود والترابط الأسري، ولعل من أبرز المناظر الملكية الدالة على ذلك مناظر الملك "أمنحتـﭗ الرابع" (أخناتون) بصحبة زوجته "نفرتيتي" وبناتهما (في أواخر عصر الأسرة الثامنة عشرة) : والتي أظهرت الود والألفة بين أفراد هذه العائلة، فنرى في أحد المناظر الملك والملكة جالسين متقابلين تحت أشعة "آتون" وهما يُدلِّلان بناتهما، ويعد هذا المنظر من أجمل المناظر العائلية التي وصلتنا من عهد "أخناتون".

الاحتفال بعيد الأم في العصر الحديث :
 
عيد الأم أو يوم الأم هو عبارة عن احتفال ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين، حيث يحتفل فيه بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة وتعزيز رابطة الأم بأبنائها، ويختلف تاريخ عيد الأم من دولة إلى أخرى، فنجد على سبيل المثال أن العالم العربي يحتفل بعيد الأم في الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس، أما في النرويج مثلاً فيحتفل به في 2 فبراير؛ أما في الأرجنتين فيحتفل به يوم 3 أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو. وفي الولايات المتحدة وألمانيا يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام، وفي إندونيسيا يحتفلون به في يوم 22 ديسمبر. و كان أول احتفال بعيد الأم عام 1908م، عندما أقامت "آنا جارفيس" ذكرى لوالدتها في أمريكا. وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترف به في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من نجاحها عام 1914م إلا أنها كانت محبطة عام 1920م، لأنهم صرحوا بأنها فعلت ذلك من أجل التجارة. وقد اعتمدت المدن عيد جارفيس وأصبح الآن يحتفل به في جميع العالم. وفي هذا التقليد يقوم كل فرد بتقديم هديه أو بطاقة أو ذكرى للأمهات والجدات.

الاحتفال بعيد الأم في مصرنا الحبيبة  : 

حيث أنه أول من فكّر في عيد للأم في العالم العربي كان الصحفي المصري الراحل علي أمين مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفى أمين، حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي "فكرة" طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق. ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرّست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 مارس ليكون عيداً للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.