«طابا قضية العمر».. قراءة في كتاب يونان لبيب رزق

طابا قضية العمر
طابا قضية العمر

تمر اليوم الذكرى الـ34 لتحرير طابا، والتى تحتفل بها مصر 19 مارس من كل عام، اليوم الذى استردت فيه الدولة المصرية آخر شبر من أراضيها فى سيناء من إسرائيل، بعد الانتصار العسكرى الذى حققته فى حرب 6 أكتوبر عام 1973، ومعركة دبلوماسية وقانونية ضخمة خاضتها القاهرة لتؤكد أحقيتها فى تلك الأراضى، لتكتمل هذه الجهود فى النهاية بحكم هيئة التحكيم الدولى بعودة تلك الأراضى لمصر، وتفشل المناورات الإسرائيلية للاستيلاء على هذه الأراضى.
 
العديد من الكتب والدراسات والسير الذاتية من أعضاء الوفد المصرى، تحدثت عن طابا وعودة الأرض إلى مصر.
 
 وكان من بين هذه الكتب .. كتاب «طابا قضية العمر»
 
كتاب تأليف يونان لبيب رزق، وتظهر أهمية هذا الكتاب بالإضافة لأهمية موضوعه و كاتبه فى كونه لا يعد مجرد كتاب فى التاريخ – كما يشير مؤلفه – وإنما شهادة لأحد الذين شاركوا فى الأحداث و ساهمو فى صناعة ذلك الانتصار، يعرض الدكتور يونان الأهمية والمكانة التى احتلتها القضية لدى أطراف النزاع ويستعرض الجهود الحثيثة التى بذلها كل من الجانبين فى الحصول على الوثائق التى تؤكد حقه فى ذلك الشريط الساحلى المهم والصراع القانونى والدبلوماسى وحرب الخرائط.

يعد كتاب «طابا.. قضية العصر» للمؤرخ الراحل د.يونان لبيب رزق من أهم الكتب المعاصرة التي تؤرخ لطابا المصرية كتاب، والكتاب يعد توثيقا وتأريخا للقضية منذ بدايتها وحتى استرداد طابا.

ويشير «يونان» للرغبة الاستراتيجية لإسرائيل في التواجد بالبحر الأحمر، ومما يدلل على ذلك مشاركتها بالعدوان الثلاثى على مصر 1956،سعيا لتحقيق حضور على خليج العقبة، كما يبرر ذلك دافعها لحرب 1967 لأهمية مدينة إيلات، وكانوا يؤكدون استحالة عودتها إلى مصر، وعجز المصريون عن إثبات حقهم في طابا، وكان رهان المصريين الحقائق التاريخية والجغرافية والسياسية، وعمد الإسرائيليون للتضليل وتزييف الحقائق، وقاموا بتغيير معالمها الجغرافية لإزالة علامات الحدود المصرية قبل حرب يونيو.

 وتشكلت (اللجنة القومية العليا لطابا) والتى ضمت نخبة من أبرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية، وهى اللجنة التي تحولت بعد ذلك إلى هيئة الدفاع المصرية في قضية طابا، وقد أخذت هذه اللجنة على عاتقها إدارة الصراع في هذه القضية من الألف إلى الياء، مستخدمة كل الحجج لإثبات الحق، ومن أهمها الوثائق التاريخية التي مثلت نسبة ٦١% من إجمالى الأدلة المادية، التي جاءت من ثمانية مصادر.

 وفى قاعة مجلس مقاطعة جنيف، حيث كانت تعقد جلسات المحكمة دخلت هيئة المحكمة يتقدمها رئيسها القاضى السويدى جونار لاجرجرين لتنطق بالحق وعودة الأرض لأصحابها، في حكمٍ تاريخى بأغلبية ٤ أصوات، والاعتراض الوحيد كان من القاضية الإسرائيلية بالطبع.. كان ذلك «زى النهارده» في ٢٩ سبتمبر ١٩٨٨، وقد حكمت المحكمة الدولية بأحقية مصر في طابا، وأنها مصرية، ويقع الحكم في ٢٣٠ صفحة.

اقرأ أيضا:أستاذ تاريخ: إسرائيل حاولت التلاعب في علامة الحدود في ملف طابا