لماذا تعارض أمريكا إبرام هدنة في أوكرانيا؟

علما البلدين
علما البلدين

فاجأت الولايات المتحدة الجميع بأن أعلنت رفضها القاطع الوصول لاتفاق حول هدنة يتم تطبيقها في الأراضي الأوكرانية، وذلك بغية إيقاف مؤقت لفترة وجيزة للحرب الدائرة هناك بين روسيا وأوكرانيا.

وكان لواشنطن دوافعها في ذلك، في ظل الرغبة الجامحة في عدم منح موسكو فرصة تحقيق "انتصار" ولو معنويًا خلال الحرب الروسية الأوكرانية، الدائرة في الأراضي الأوكرانية منذ أكثر من عام.

وأعلن جون كيربي، منسق الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض، يوم الخميس الماضي، أن أمريكا تعارض إبرام هدنة في أوكرانيا في الوقت الراهن.

ولم تكن معارضة واشنطن هي الوحيدة، فسارت على نهجها كييف، وأعلن مستشار مكتب الرئيس الأوكراني ميخائيل بودولاك، معارضة أي خيار للتهدئة مع روسيا، حتى ولو كانت مؤقتة.

سبب رفض واشنطن للهدنة

ومن جهته، أوضح كيربي سبب رفض واشنطن التوصل لاتفاق هدنة في أوكرانيا، قائلًا: "وفقًا لتقييمنا، فإن الهدنة الآن ستمثل انتهاكا آخر من قبل روسيا لميثاق الأمم المتحدة. في الواقع، سيسمح لروسيا باستخدام الهدنة لتعزيز مواقعها في أوكرانيا، وإعادة تجميع صفوفها وتقوية قواتها لاستئناف الهجمات".

وأضاف أن وقف إطلاق النار يعني الاعتراف "بالاستيلاء على الأراضي الأوكرانية الذي تقوم به روسيا".

وكانت الهدنة ضمن خطة بكين المقترحة سابقًا لتسوية سلمية للصراع في أوكرانيا.

ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير من العام الماضي، لم تعرف ساحة القتال أي هدنة باستثناء مرة وحيدة كانت لنحو يوم ونصف اليوم، وذلك في يناير الماضي، خلال عيد الميلاد، وفق الكنائس الشرقية.

وأوعز الرئيس الروسي حينها لوزير دفاعه سيرجي شويجو بإصدار أوامر لوقف القتال ليوم ونصف اليوم، قبل أن تستأنف المعارك الحربية على الأرض مع انقضاء يوم عيد الميلاد.

وتتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية منذ أكثر من عام، منذ اندلاعها بدءًا من 24 فبراير من العام الماضي، حيث دخلت الحرب سنتها الثانية.

وتشن القوات الروسية غارات متلاحقة على الأراضي الأوكرانية، وتحكم سيطرتها بشكل كامل على منطقتي لوجانسك ودونيتسك، بالإضافة إلى أحياء في العاصمة كييف ومدينة ميليتوبول، جنوب شرق أوكرانيا، كما أنها كانت تسيطر على مدينة خيرسون بشكل كامل قبل أن تنسحب منها مؤخرًا.

وتقول روسيا إنها لا تريد "احتلال أوكرانيا"، وإنما تدخلت من "أجل حماية الأقليات، الذين كان يتعرضون للاضطهاد من قبل كييف"، حسب رأيها، وهي رواية ترفضها أوكرانيا.

وفي 30 سبتمبر، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انضمام 4 مناطق أوكرانية إلى جمهورية روسيا الاتحادية، وذلك بعد تنظيم استفتاءات في المناطق الأربع، في خطوة رفض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا الاعتداد بشرعيتها.

والمناطق الأربع هي زابوروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوجانسك، وجميعها تقع شرق أوكرانيا. وقد صادق الدوما الروسي مطلع شهر أكتوبر المنصرم على انضمام الأقاليم للاتحاد الروسي.

وبالتزامن مع الذكرى الأولى لاندلاع الحرب، فرض الاتحاد الأوروبي حزمة عقوباته العاشرة ضد روسيا، بفرض إجراءات مقيدة موجهة ضد أفراد وكيانات داعمة للحرب، وتنشر الدعاية أو تسلم طائرات مسيّرة تستخدمها روسيا في الحرب.

ومنذ اندلاع الحرب، دأب الاتحاد الأوروبي على فرض العقوبات ضد موسكو، والتي وصلت في منتصف ديسمبر الماضي إلى حزمة العقوبات الأوروبية التاسعة ضد روسيا.