هل تفتح إحالة بوتين للجنائية الدولية بوابة الحرب العالمية الثالثة؟.. نبوءة رئيس صربيا

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين

حذر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، من أن العالم يقترب من حرب عالمية ثالثة، مضيفًا أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي يظهر عدم خشية الدول الغربية من تصعيد محتمل للأزمة الأوكرانية.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أمس الجمعة، مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية "غزو أوكرانيا"، وذلك وفقًا لوسائل إعلام غربية.

ورحبت أوكرانيا بالخطوة، وقالت إنها "بداية تصحيح المسار"، حسب رأيها، فيما قللت روسيا من أهمية تلك الخطوة، وفق رؤيتها.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في منشور عبر حسابها على "تلجرام"، أمس الجمعة 17 مارس، "لا معنى لقرارات المحكمة الجنائية الدولية بالنسبة لبلدنا، بما في ذلك من وجهة نظر قانونية".

وأضافت "روسيا ليست طرفا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ولا تتحمل أي التزامات بموجبه. لا تتعاون روسيا مع هذه الهيئة وستكون "الوصفات" المحتملة للاعتقال الصادرة عن محكمة العدل الدولية باطلة من الناحية القانونية بالنسبة لنا".

(للمزيد طالع: روسيا: قرارات المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقال بوتين لا معنى لها )

تحذير رئيس صربيا من حرب عالمية

وفي غضون ذلك، قال الرئيس الصربي: "أخشى أن نكون غير بعيدين عن بداية الحرب العالمية الثالثة"، وذلك نقلًا عن موقع "روسيا اليوم".

وأشار فوتشيتش إلى أنه غير متأكد من أن صربيا ستكون قادرة على مواجهة عواقب مثل هذه التطورات، مشددًا على أن هدف سلطات الجمهورية هو "الحفاظ على وطنهم"، ومهمته إنقاذ أرواح شعبه "عندما يموت المئات".

وقال الرئيس الصربي: "أنا آسف لأنني أتحدث اليوم بنبرة مختلفة تماما ولغة مختلفة. ربما لأنني خائف قليلا بسبب كل ما يحدث. لا نهاية لهذا الجنون. كان الأمر على هذا النحو من قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية".

وأردف قائلًا: "لا أريد أن أكون الشخص الذي يتنبأ ويخمن ما سيحدث، لكنني أخشى أن يكون هذا هو الوضع الآن".

واعتبر الرئيس الصربي، أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن "اعتقال" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يظهر أن الدول الغربية لا تخشى تصعيدا محتملا للنزاع في أوكرانيا.

وتتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية منذ أكثر من عام، منذ اندلاعها بدءًا من 24 فبراير من العام الماضي، حيث دخلت الحرب سنتها الثانية.

وتشن القوات الروسية غارات متلاحقة على الأراضي الأوكرانية، وتحكم سيطرتها بشكل كامل على منطقتي لوجانسك ودونيتسك، بالإضافة إلى أحياء في العاصمة كييف ومدينة ميليتوبول، جنوب شرق أوكرانيا، كما أنها كانت تسيطر على مدينة خيرسون بشكل كامل قبل أن تنسحب منها مؤخرًا.

وتقول روسيا إنها لا تريد "احتلال أوكرانيا"، وإنما تدخلت من "أجل حماية الأقليات، الذين كان يتعرضون للاضطهاد من قبل كييف"، حسب رأيها، وهي رواية ترفضها أوكرانيا.

وفي 30 سبتمبر، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انضمام 4 مناطق أوكرانية إلى جمهورية روسيا الاتحادية، وذلك بعد تنظيم استفتاءات في المناطق الأربع، في خطوة رفض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا الاعتداد بشرعيتها.

والمناطق الأربع هي زابوروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوجانسك، وجميعها تقع شرق أوكرانيا. وقد صادق الدوما الروسي مطلع شهر أكتوبر المنصرم على انضمام الأقاليم للاتحاد الروسي.

وبالتزامن مع الذكرى الأولى لاندلاع الحرب، فرض الاتحاد الأوروبي حزمة عقوباته العاشرة ضد روسيا، بفرض إجراءات مقيدة موجهة ضد أفراد وكيانات داعمة للحرب، وتنشر الدعاية أو تسلم طائرات مسيّرة تستخدمها روسيا في الحرب.

ومنذ اندلاع الحرب، دأب الاتحاد الأوروبي على فرض العقوبات ضد موسكو، والتي وصلت في منتصف ديسمبر الماضي إلى حزمة العقوبات الأوروبية التاسعة ضد روسيا.

ولم تعرف الحرب منذ اندلاعها توقفًا للقتال إلا في يوم 7 يناير الفائت، بمناسبة عيد الميلاد بالنسبة للشرقيين، حيث أوعز الرئيس الروسي لوزير دفاعه سيرجي شويجو بإصدار أوامر لوقف القتال ليوم ونصف اليوم، قبل أن تستأنف المعارك الحربية على الأرض مع انقضاء يوم عيد الميلاد.