بدون تردد

مصر.. وتركيا

محمد بركات
محمد بركات

لا نتجاوز الواقع الجارى أمامنا على الساحتين الإقليمية والدولية، كما أننا لا نُذيع سرًا إذا ما أكدنا على وجود خطوات جادة وحثيثة لإعادة السفراء بين القاهرة وأنقرة خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة.


 ذلك الأمر لم يعد مجرد توقع من جانبنا أو من جانب غيرنا، ممن يتابعون باهتمام مجريات الأمور على الساحة السياسية والدبلوماسىة بين مصر وتركيا فى الآونة الأخيرة، فى ظل ما طرأ عليها من تطورات ظاهرة ومتسارعة مؤخرًا.


وأحسب أن ما أكده وزيرا الخارجية المصرى «سامح شكرى» و«التركى» «مولود تشاويش أوغلو» فى المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقداه بعد جلسة المباحثات التى عُقدت بينهما بالأمس، قد وضع النقاط فوق الحروف عندما أعلن كل منهما بحث إعادة السفراء واستئناف كلا السفيرين لمهام عملهما ووجودهما فى العاصمتين قريبًا.
والمتابع لتطور العلاقة بين القاهرة وأنقرة يُدرك أنها مرت بفترة من الجمود والتوتر خلال السنوات الماضية، نتج عنها سحب السفراء وتوقف اللقاءات والزيارات والمحادثات على مستوى كبار المسئولين طوال السنوات العشر الماضية، منذ ٢٠١٣ وحتى لقاء الرئيسين «السيسى» و«إردوغان» فى العاصمة القطرية الدوحة، خلال حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم فى ديسمبر الماضى.


كما يُدرك المتابع أيضًا ما جرى من إذابة للجليد بين الدولتين، فى أعقاب الاتصال الذى تم من جانب الرئيس «السيسى» بنظيره التركى «إردوغان» عقب كارثة الزلزال، والذى أكد فيه تعازى مصر فى الضحايا وتضامنها مع الشعب التركى الشقيق وتقديمها للمساعدات والإغاثة الإنسانية لمواجهة الكارثة.
وفى هذا الإطار نستطيع تفهم دلالة ومعنى ما أكده الجانبان المصرى والتركى، فى أعقاب المباحثات بينهما بالأمس، من أنه قد جرى حوار وبحث متعمق، لمختلف جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية بهدف الوصول لتفاهم مشترك يحقق مصالح الدولتين والشعبين، ويُحقق الاستقرار والسلام فى المنطقة.