ضحايا شركة التسويق الشبكي: وعدونا بربح 5 آلاف جنيه أسبوعيًا

التسويق الشبكي
التسويق الشبكي

آمال فؤاد

  بمرور العصور والازمان والنصاب يسلك مسلكًا يتفنن من خلاله في استقطاب ضحاياه عن طريق ألاعيب وحيل خبيثة، وكثير من الناس سقطوا – بسذاجة - فرائس لهؤلاء النصابين ونهبت أموالهم، أما الآن ومع التطور التكنولوجي غير المسبوق يتكرر هذا الأمر على منصات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا باختلاف أشكالها؛ اصبح النصاب يتمثل في فريق عمل timework يقوم بالنصب على المواطنين بطرق احترافية يلعب على الاحتياجات الحياتية لدى كل فئات الشعب الأثرياء منهم والبسطاء، خاصة لو كانت تلك الأموال التي تأتيهم من الهواء طائلة، تأتي دون تعب أو مجهود مع إغراءات النصابين يقابلها تطلعات واحلام البعض، ومع انتشار المواقع والتطبيقات الإلكترونية ومنصات السوشيال ميديا المتعددة والمختلفة ظهرت شركات ومنصات وهمية يسبقها اعلانات موجهة لاستقطاب أكبر عدد من الضحايا في قبضتهم؛ حيث تبث تلك الإعلانات الوهمية في نفوس البعض الامل والاحلام المزيفة لمستقبل أفضل وأسهل، تصطاد تلك الشركات ضحاياهم، من خلال الإعلانات على الفيس بوك وتليجرام وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي، توهم الضحية بمشروع وهمي لشركة وهمية تدعي أن فروعها عبر القارات.

 فنحن أمام واقعة مأساوية جديدة تعرض لها أحد المواطنين الذي وقع فريسة لهولاء النصابين، بعد  قيامه بعمل»لايك»على أحد الإعلانات عن مشروع برأس مال بسيط وربح خيالي أسبوعيا وشهريًا عبر شركة وهمية يطلق عليها «ف» أو «م» توهم الناس بالاكاذيب؛ أوهمته وغيره من الضحايا بأن  نشاطها هو التسويق الالكتروني والملابس والمجوهرات باهظة الثمن «برندات» وفي صناعة الجلود والأجهزة الإلكترونية، فروعها عبر القارات ويختفي هذا الكيان عندما يحصل على رأس المال الذي يضعه الضحية بين يديه لكي لا  يكشف ألاعيبه، وهنا تكون آثار تلك الألاعيب على الضحايا لا حصر لها، فمنهم من يتعرض  للحبس لعدم قدرته على  سداد الدين الذي اقترضه لشراء الوهم، وآخر جلب العديد من الأشخاص واقنعهم بفكرة الربح وتم النصب عليه وعلى من جلبهم الى الشركة، وقد يصل الامر أن يقع الضحية أسير المرض من الصدمة التي يتعرض لها بعد ضياع أمواله، وآخرون انفصلوا عن أزواجهم بعدما ضاعت تحويشة العمر من وراء الآخر والنتيجة وهم وخسارة، والسبب هذه الشركة التي تدعى «ف» وغيرها من الشركات الوهمية.

تجربة قاسية
تجربة قاسية ومأساوية تعرض لها حاتم عبده كبير المذيعين بإذاعة القاهرة الكبرى مع شركة «ف»  بمسمياتها المختلفة، ليس هو لوحده ولكن العديد من الضحايا سقطوا فريسة في براثن هذه الشركة، كيف عاش التجربة بكل احداثها، والأشخاص والأماكن التي تردد عليها، والمؤتمرات   المزيفة التي استنزفته ماديًا واللقاءات التي تمت بينه وبين وكلاء الشركة هؤلاء النصابين  والتجارب والمحاكاة الوهمية عن سبل النجاح والتفوق الذي وصلوا اليها عقب انضمامهم للمشروع وطرق الاقناع علي الاستمرار وتقديم كافة المغريات الحياتية للاستمرار، وعدد الضحايا الذين التقى بهم وقاموا بتفويضه لتقديم طلباتهم لمباحث الانترنت والإبلاغ عن هؤلاء النصابين للوصول  اليهم ورد مستحقاتهم المالية منهم، وأقواله في محضر الشرطة الذي قام بتحريره ضد الشركة والوكلاء عنها  
أتى «حاتم عبده» كبير مذعين بالاذاعة والتليفزيون إلى مقر «أخبار الحوادث» وهو في حالة يرثى لها وبصحبته بعض ضحايا شركة «ف» كما يطلق عليها، معبرًا عن رغبته في توصيل تجربته إلى الناس حتى لا يقع  أحد غيره ضحية  في أيدي أصحاب الضمائر الميتة، بدأ حديثه قائلا: أنه فجاة وبدون أي مقدمات تحولت حياته إلى كابوس مفزع لا يعلم أي السيناريوهات في انتظاره، بعد تجربة نصب مر بها كانت قاسية؛ بدأت معه منذ أغسطس الماضي، على يد مجموعة من النصابين والمحتالين أصحاب  منصة إلكترونية واعلانات  وهمية من قبل إحدى الشركات على السوشيال ميديا ومنصات التواصل الاجتماعي.
  وأكد وهو في حالة من «الخجل» والحزن الشديد أنه مثل أي شخص يفكر في تطوير وتحسين مستوى  حياته، من أجل اسرته والارتقاء بها الى مستقبل أفضل والمكونة من ثلاثة أبناء وزوجة لكنه الآن لا يستطيع مواجهة أولاده بعدما تعرض له على يد هؤلاء المحتالين.

إعلانات وأرباح خيالية
  قال: إن بداية المأساة كانت عندما وجدت إعلانات مكثفة على «الفيس بوك» يتلخص محتواها في كيف تربح 5000 جنيه أسبوعيًا من هاتفك المحمول؟ بدون خبرة أو حصولك على شهادات معينة، أو أي شيء آخر، ولكنه مع الأسف الشديد انساق وراء فضوله للتجربة وأمام كل المغريات التي كانت تعلن عنها هذه الشركة والابهار بالمكاسب الكثيرة والسريعة، ومثله مثل كثير من الضحايا قام بعمل اعجاب «لايك» لإعلان أحد المشاريع باهظة الربح تابعة لشركة يطلق عليها «ف»، وعقب ذلك بخمس دقائق، قام أحد الأشخاص التابعين لها بالاتصال به عبر «الفيس بوك» وأخبره بان لديه مشروع برأس مال  22 ألف جنيه مقابل أرباح اسبوعبة خمسة آلاف جنيه بالمشروع الذي قام بعمل إعجاب «لايك» للإعلان الخاص به والرد على أسئلته وتشجيعه على الاشتراك، وانه يدعى أ. م، أحد التابعين للمشروع وبدأ يقص عليه تجربته الشخصية مع المشروع وأنه كان يقيم في ليبيا يعمل»مبلط  محارة» وأن هذا المشروع غير حياته وترك ليبيا وعاد مرة ثانية إلى مصر وربح من ورائه 8000 آلاف جنيه في أقل من أسبوعين، وانه مشروع عملاق وكبير جدا ولم يستطع الشرح له بشكل تفصيلي لكنه سوف يرسل له 2 من الفيديوهات ونصحه بمشاهدتهما جيدا وعقب مشاهدتهما سوف يقوم بمراسلته  مرة ثانية وبالفعل اتصل به، وأوضح له بعض النقاط عن المشروع ثم أرسله الى شخص يدعى «أ.د» بالإسكندرية وفعلا توجه اليه بالإسكندرية، وذكر أنه تعرف عليه وعرفه على سيدة تدعى «د.خ» وهي التي قامت بالشرح التفصيلي له عن الشركة وأقنعته بالموضوع وأكدت له أن الأرباح الأسبوعية لا تقل عن خمس آلاف جنيه، ثم ذكر أن»أ. أ» ارسله مرة أخرى إلى شخص يدعى»ب.ص» الذي قابله في القاهرة وأخذ منه مبلغ اثنين وعشرين الف جنيه نظير المشروع، وقال له انه في حاجه إلى دورة تدريبية شهرين واكد عليه ضرورة المواظبة على حضور المؤتمرات حتى يتمكن من فهم المشروع، ثم طلب منه بعد ذلك ضرورة احضار اشخاص آخرين للاشتراك في نفس المشروع، وفور حديثه معه سأله عن ماهية المشروع؟، فرد عليه قائلا: شراء ملابس وساعات وأجهزة إلكترونية من مصانع الشركة، فطلب منه الأستاذ حاتم عبده ان يذهب معه الى مصانع الشركة لكي يتعرف على مقر الشركة والمصانع التابعة لها، لكنه رفض وقال له إن هذه المصانع سوف تأتي إليك، وأخذ منه نظير الملابس والتدريب مبلغ 16500 جنيه نظير شراء قميصين وجاكت، ليصبح إجمالي المبلغ 38500 جنيه وحاول كبير المذيعين أن يقنع هذا الشخص؛ بأن الأهم الربح وليس الملابس، وذكر انه عندما حضر التدريب لم يجد أي مشروع ولكن فقط اتى بضحايا آخرين للاشتراك في هذا المشروع الوهمي  الذي ليس له أي أساس من الصحة، وانه شعر بعدم الراحة للتناقضات؛ فطلب منه رد أمواله اليه لكنه رفض وقال له «مالكش عندي حاجة» وعقب ذلك قام بحظره على الفيس بوك وعلى الهاتف، واصبح لا يعلم أين هم الآن وفور ذلك توجه الى قسم شرطة التجمع الاول القاهرة الجديدة وحرر محضرا بواقعة النصب، واتهم وكلاء المشروع والقائمين عليه بإيهامه بمشروع وهمي والاستيلاء منه علي مبلغ مالي ثمانية وثلاثون الف وخمسمائة جنيه، وقدم في محضر الاستجواب الذي يحمل رقم 2370 السنة 2023إداري صور ضوئية من حسابات المشكو في حقهم الشخصية علي مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وكذلك عقد بيع وتسويق منتجات وقام بإثبات حالة واتخاذ اللازم قانونًا.
وأضاف حاتم عبده؛ أن هؤلاء الأشخاص  قاموا بتشويه سمعتي بين المقربين مني بعد أن جعلوني اروج لكيان مشبوه لا أساس له ورفضو رد أموالي ولن اتركهم حتي استرد حقي وحق كل من سقط في قبضتهم.

مصيدة الضحايا
سألته: عن فكرة هذا المشروع الذي ضاعت فيه امواله؟!
قال: إن فكرة المشروع مبنية على كيفية التواصل مع الناس وإقناعهم بكسب 5000 جنيه اسبوعيا وتدريب لمدة شهرين من خلال قائمة أسماء تشمل المقربين وأخرى عن طريق  الجروبات المتنوعة عبر وسائل الاتصال المختلفة والنصب على أكبر عدد من الناس داخل وخارج مصر، وإقناعهم بالانضمام الى الشركة وعلى كل شخص أن يقنع شخصًا آخر، وهكذا  
وإمعانا في التمثيلية اقنعوني أنه سوف يكون لي صفحة خاصة بي طول حياتي والورثة بعد وفاتي، وذكر أن لديه ما يثبت كل ما دار بينهما من مكاتبات  وحوارات مسجلة على الهاتف الخاص به، واستكمل قائلا إن هذا الشخص طلب منه أن يقوم طوال فترة التدريب بإقناع المقربين والجروبات عبر وسائل الاتصال بضرورة الانضمام وضمان الربح وذكر أنه تحدث بالفعل مع بعض الأشخاص المقربين عن الموضوع ولكن الحمد لله لم  ينضموا.

وقال حاتم عبده أنهم طلبوا منه ضرورة حضوره أول مؤتمر لانضمامه للشركة لمساعدته على الاشتراك في المشروع، وذكر انه بالفعل سافر الى محافظة الإسكندرية وتم لقاؤه مع هؤلاء الأشخاص الستة الذين يتهمهم بالنصب عليه بمنطقة «الشاطبي» وكان في استقباله أشخاص آخرين باعتبارهم وكلاء عن المؤسسين وعقب ذلك ذهبوا به الى قاعة مؤتمرات ضخمة بداخلها ما يقرب من 400 شخص جميعهم يبدو علي مظهرهم الخارجي الثراء من ملابسهم  والسيارات الفارهة التي يستقلوها، وأساليب بارعة في الإقناع وقيامهم بمحاكاة تجاربهم لجموع  الحضور وكيف تحولت حياتهم بعد هذا المشروع؟ وطوال فترة المؤتمر وهم يحكون عن تجاربهم وقصصص نجاحهم مع الشركة والمشروع، وأن اهم شيء قائمة الأهداف التي تبنى على نوعين عبارة عن قائمة أسماء تشمل الأصدقاء المقربين وقائمة علاقات عبر سبل التواصل المختلفة على منصات التواصل الاجتماعي.

إعلان ثم السقوط
ضحية أخرى يدعى محمد طه محمد 19 سنه يعمل في احد مطاعم القاهرة «شيف» من محافظة المنيا بينما كان يجلس على هاتفه الخاص وجد إعلانا على صفحة بالفيس بوك عن مشروع ربحه اسبوعيًا 5000 آلاف جنيه عبر اولان لاين، فقام بعمل لايك  وتكرر معه نفس سيناريو النصب والاحتيال عليه وأخذوا منه 22 ألف جنيه.
قال: انه كل ما كان يشغله هو تحسين ظروفه المادية وقدرته على تدبير امره للارتباط والزواج  ومراعاة والدته وشقيقاته البنات وعندما رأى الإعلان لم يتردد على الفور اقتراض المبلغ من أحد معارفه على أمل ان يسدده من الربح الهائل الذي سيحصل عليه، ولكن كل أحلامه تبخرت واصبح مديونًا ولا يعلم ماذا يفعل؟!
وذكر أنه تقدم ببلاغ الى مباحث الإنترنت متهمًا الوكلاء بالنصب عليه، وانه توجه الى محافظته لتحرير محضر رسمي ضد هؤلاء المحتالين وكل يستطيع قوله «حسبي الله ونعم الوكيل».

نفقتي راحت
وقالت أمينة محمد 24 من كفر الزيات محافظة الغربية: انها من اصعب التجارب التي مرت عليّ، فهي مطلقة من 7 سنوات ولديها طفل عمره 8 سنوات، وتقيم مع والدتها المريضة وشقيقها الأصغر ووالدها متوفى، وانها لا تملك من حطام الدنيا غير المبلغ الذي راح على يد هؤلاء النصابين.

وأضافت؛ انها كانت تدخر 15 الف جنيه باقي نفقتها من طليقها، وإحدى جيرانها جعلتها تتعرف على «ف» في شهر نوفمبر الماضي وأخبرتها انها سوف تشترك لها  في  المشروع  لكي يجلب لها 5000 آلاف جنيه اسبوعيا ليعينها على صعوبات الحياة، وذكرت انها في البداية تملكها الخوف ولكن في نفس الوقت قررت أن تخوض التجربة ووضعت نفقتها لاستثمارها مقابل ارباح 20% سواء اشتغلت من خلال التسويق على الانترنت أو لا، هذا الربح الضخم جعله  تقتنع بكلام جارتها وجعلتها تشاهد الصفحة، واقنعتها بالاشتراك وأكدت لها انها أن هذه الشركة تربح كل أسبوع 5000 آلاف جنيه، ارسلت لهم مبلغ 12 الف جنيه وعقب ذلك قاموا بحظرها فأبلغت عن جارتها وذهبت الى مقر الشركة لكنها لم تجد فردا واحدًا، فتقدمت ببلاغ لمباحث الانترنت لرد أموالها.
والآن هي في حالة يرثى لها تعمل «باليومية» غير أن والدتها وشقيقها يلقيان عليها باللوم ليل نهار وحدثت لها مشكلات عديدة بسبب هؤلاء النصابين.

وقال محمد طنطاوي بداية الموضوع عندي كانت من شهر أغسطس الماضي؛ عندما رأيت اعلانا على  الفيس بوك وقمت بمتابعته وتعرفت على أحد اشخاص هؤلاء الشركة وتم تحديد ميعاد معه في مول كبير بمدينة نصر، اقنعني بالفكرة رغم انني متزوج ولدي ثلاثة أبناء وكانت زوجتي داخله علي «ولاده» ولكن هو قالي أنا هخليك تربح ثمن العملية قبل الولاده، وكل ما كان يخطر في بالي هو تحسين وضعي المادي ولم أشك على الاطلاق انها عملية نصب ولما ضاق الحال معي طلبت منهم يرجعولي فلوسي علشان ولادة مراتي لكنهم رفضوا وقالوا ملكش عندنا فلوس انت تشتغل على «المتجر» وتجيب ناس والا ملكش عندنا فلوس!
كما قالت مروة من القاهرة طالبة تمريض 23 سنة: اوهموني بالكذب واخذوا مني 20 ألف جنيه ومش عارفه اعمل ايه واقنعت اختي بالاشتراك واشتركت معايا وبعد كده نصبوا علينا لما طلبت اخرج من الشركة، فطلبوا مني أن اترك المنزل وأعيش في أي مكان لوحدي، والنهاية أن ضاعت تحويشة عمر مروة.

تجارتي راحت
وقال محمد الكيلاني تاجر من محافظة الأقصر: «نصبوا عليّ في مبلغ 18 الف جنيه باسم مشروع انك تجيب ناس وتكلمهم على مشروع انت أصلا ما تعرفش عنه حاجة، يعني مطلوب مني ان انصب على الناس، وقام بتحرير محضر رسمي ضد صاحب الشركة يحمل رقم 7223 جنح التجمع ولا يزال في متابعة الإجراءات القانونية واكد انه لن يترك حقه، مؤكدا أن العديد من الناس على الجروب تم النصب عليهم .

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 16/3/2023

أقرأ أيضأ : خاص| بعد سقوط «هوج بول».. 5 نصائح لتجنب الوقوع في فخ المحتالين على الإنترنت