«نداهة الطمع» لا تزال مستمرة

مفاجأة.. بعض ضحايا هوج بول يبحثون عن منصات آخرى لتحقيق الربح السريع

منصة هوج بول
منصة هوج بول

محمد عطية

برغم ما حدث الأسبوع قبل الماضي والذي كان بمثابة ترند مصر الأول وهي منصة "هوج بول" التي أوهمت الكثير من ضحاياها باستثمار أموالهم على هيئة تأجير معدات لتعدين العملات الرقمية "بتكوين" والتي يحظر تداولها من الأساس داخل مصر وبعد ان جمعت تلك المنصة 6 مليارات جنيه، تبخرت الشركة محطمة خلفها آمال الكثيرين، لكن ليست هذه المشكلة الأن فالبلاغات تحقق فيها النيابة العامة.. لكن الكارثة الحقيقة هي وجود العديد من المنصات التي تشبه "هوج بول"، تفعل ما كانت تفعله هذه الشركة وهي النصب على الضحايا، والكارثة الأكبر ان الكثير من الأشخاص لا يزالوا يهرولون وراء تلك المنصات بين اتهام البعض لهم بالطمع والجشع وتبرير البعض للكسب من أجل تحسين الحالة الاقتصادية، تفاصيل أكثر عن تلك المنصات وتفاصيل مغامرة "أخبار الحوادث" داخل تلك المنصات سوف نسردها لكم داخل السطور التالية.

الاسبوع الماضي شاهدنا ما حدث من منصة "هوج بول" التي جمعت حوالي 6 مليارات جنيه، ثم أغلقت أبوابها أمام ضحايها، وبعد غضب شديد من قبل الضحايا وبعد تعدد الكثير من البلاغات كان هناك تحرك سريع من قبل الأجهزة الأمنية وبعد إجراء التحريات اللازمة وجمع المعلومات، تم تحديد ورصد عناصر تلك الشبكة الأجرامية والقائمين على إدارة تلك المنصة وضبط 29 شخصًا 13 منهم يحملون جنسية إحدى الدول الأجنبية؛ وذلك لقيامهم بالنصب والاحتيال على عدد من الاشخاص والاستيلاء على أموالهم لإيهامهم باستثمار أموالهم لتحقيق أرباح يومية.

رغم كل ما حدث إلا أننا وجدنا الكثيرين لا يزالوا يترددون على هذه المنصات وداخل تلك الجروبات ولم يتعلموا من الضحايا الذين سبقوهم ملتمسين استعادة أموالهم المسلوبة ربما الى هنا الأمر يبدو طبيعيًا خاصة بعد القبض على المتهمين.. لكن ما آثار اندهاشنا أننا وجدناً ايضًا من بين هؤلاء الضحايا من يعلن عن منصة جديدة يرشحها لهواة الطمع زاعمًا أن هذه المنصة الجديدة أكثر ثقة من "هوج بول"؛ وجدنا منهم من يبحث ويتساءل بالفعل عن منصات جديدة، الأدهى أن منهم من يسأل عن منصات بعينها عرفها عن طريق اصدقاء او ربما ظهر اعلان لها أمامه وكل ذلك لهدف واحد وهو وضع أمواله مرة أخرى بها بهدف الاستثمار أو بأدق ليكون هدفًا لنصاب جديد.. ورغم أن هناك من يحذر من هذه التجربة المريرة التي مروا بها بعد ضياع أموالهم، وجدنا من يدافع عن بعض المنصات وأنها تتسم بالأمانة والصدق!

"دعاية ببلاش"!
هل رأيتم من قبل شخص يقوم بالترويج لنصاب رغم أنه اصبح من ضحاياه؟!، قمة المفارقة لكن هذا حدث بالفعل!
وجدنا البعض متبرعًا من تلقاء نفسه ناصبا نفسه مسوقا لمنصة رغم أنه تم النصب عليه بالفعل من غيرها من المنصات الالكترونية، إلا انه وجد منصة جديدة فينصح بها غيره، فوجدنا داخل الجروبات المختلفة لضحايا "هوج بول" الترويج عن طريق الاعلان للعديد من المصنات الجديدة، بل وجدنا العديد من لينكات وفيديوهات تشرح طريقة التقديم بالاضافة لوجود رابط للحساب على تيلجرام لمجموعات مرتبطة بالمنصة التي تم الإعلان عنها، فبمجرد دخولك ستجد توضيح لطريقة التسجيل وفيديو مثبت أعلى الجروب يشرح كيفية التقديم وشرح الدخول على المنصة الجديدة وكيفية الربح من خلالها.

واحقاقا للحق وجدنا ايضا داخل تلك الجروبات للمنصات الجديدة العديد من الأشخاص الذين يحذرون بأكثر من رسالة للأعضاء من تكرار تجربة "هوج بول" خاصة وأن منهم ضحايا لهذه المنصة، لكن المفارقة أننا وجدنا آخر يقول: انا أحد ضحايا "هوج بول" وخسران حوالي 9000 جنيه، لكن وجدت منصة جديدة وقلت من جملة الخسارة اجرب وبالفعل شحنت 200 جنيه، يعنى حوالي 10 دولار، وبعد ما شحنت لقيت رصيدي أصبح 12 دولار، فعملت خطة استثمار بالمبلغ اللي كسبته والمفروض اني أكسب عليهم 16.5 دولار خلال اسبوعين، فقررت أقول لصديق وشحن هو الأخر وقتها نزل عندى رصيد 1.2 دولار، وفي نفس اللحظة سحبت 3 دولار، وباقي الفلوس في المنصة زي ما هي، الموضوع سهل بس عايز تشغيل دماغ مش أكتر وحقيقي خلال الأيام القادمة متأكد أن هلاقى ناس كتيرة بتدعو لهذه المنصة لأن بها ارباح حقيقية مش زي "هوج بول" فـ ليه متجربش تعوض اللى خسرته في "هوج بول"، جربوا حتى بمبلغ بسيط مثلاً 10 دولار.

النصب واحد
سألت نفسي: ايه المانع لو دخلت لواحدة من هذه المنصات من التي تم الترويج لها، فلم يكلفني الأمر سوى ضغطه واحدة فقط للانتقال سواء لموقع المنصة أو التطبيق، وبمجرد دخولك تمنح المنصة المستخدم الجديد دولار واحد مجاني، لكن مع تأكيد التسجيل فيلزم إيداع أموال من أجل الدخول في نداهة الربح اليومي!

فلم تختلف آلية عمل المنصات أو التطبيق الجديدة كثيرًا عن ما سبقتها سواء "هوج بول" أو "الوايت ساندز" وغيرهم، بل قد يكون الربح عن طريق هذه المنصات أصبح أسهل من غيرها، فللاسف كل المنصات والتطبيقات التي تعمل في عالم التعدين والعملات المشفرة تطلب من المستخدمين إيداع الأموال والحصول على ربح منها بصفة يومية بل يكون الربح أقل مما المنصات والتطبيقات السابقة، فبمجرد التسجيل على المنصة أو التطبيق يربح المستخدم مبلغ مالي يبدأ من حوالي 20 جنيها مع ربح يومي يقدر بـ 5 جنيهات فأكثر وفي بعض الأحيان يكون بالدولار دون إيداع أي أموال، لكن في حالة الإيداع والاشتراك في الباقات أو شراء الآلات التي تتيحها التطبيقات أو المنصات يربح المستخدم المزيد من الأموال، فقد تبدأ الباقات بحوالي إيداع مبلغ  100 جنيه حتى 500 جنيه ومضاعفاتها وأكثر سواء بالجنيه أو بالدولار؛ حيث تمنح بعض المنصات باقة الـ 200 جنيه أرباح 50 جنيه في اليوم لمدة 60 يوما بإجمالي أرباح قد يصل إلى 3000 جنيه، فيما تمنح باقة 300 جنيه ربح 66.5 في اليوم لمدة 60 يوما بإجمالي أرباح 3990 جنيه، وتمنح باقة 500 جنيه، ربح 110 جنيه في اليوم لمدة 60 يوما بإجمالي أرباح 6600 جنيه، وبالطبع يختلف الأمر فلكل منصة أو تطبيق نظامها المختلف، لكن يبقى الهدف والربح والنصب واحد لكل المنصات.

القانون رادع ولكن!
تواصلت "أخبار الحوادث" مع الدكتور سامي عبدالبر خبير تكنولوجيا المعلومات بدأ حديثة قائلاً: عمليات النصب ستظل مستمرة طالما هناك جشع وطمع عند طرفي المعادلة وهما النصاب والضحية كونهما شركاء في فعل الجريمة، لانهما يتمتعان بقدر كبير من الطمع والسعي إلى سرعة جني الأرباح غير المستحقة، بالاضافة أن القوانين في مصر تجرم جميع تداول العملات المشفرة؛ وكان قد إصدر البنك المركزي في وقت سابق بيان حذر فيه المواطنين من ظاهرة تداول العملات المشفرة، من خلال بعض المنصات الإقليمية والدولية التي يروج لها بشكل ملحوظ، كما ذكر البنك المركزي في بيانه إنه يكرر تحذيره من التعامل في كافة أنواع العملات الافتراضية المشفرة، لما تكتنفه من مخاطر عالية، منها تذبذب قيمتها واستخدامها في الجرائم المالية والقرصنة الإلكترونية.
ليستكمل قائلاً: هنا في القانون المصري الاتجار في العملة من الأساس مجرم فما بالكم بالعملات المشفرة أو الرقمية، بالاضافة أنه لا يوجد قانون يحمي من النصب في تلك العملات كما حدث بالفعل في واقعة "هوج بول"، كما أن القانون المصري يعاقب كل من قام بإصدار أو الاتجار أو الترويج أو إنشاء أي أنشطة متعلقة بتداول العملات الرقمية أو المشفرة مثل بيتكوين بالحبس وغرامة لا تقل عن 2 مليون جنيه مصري أو بإحدى العقوبتين.

 

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 16/3/2023

أقرأ أيضأ : «المستريح الديجيتال».. تطور غير طبيعي لـ«النصب»