بسبب الخلاف على أماكن الصيد.. مقتل صياد على يد صديقيه وإلقاء جثته في المصرف

المجني عليه
المجني عليه

محمد عوف

 جريمة بشعة بكل المقاييس شهدت تفاصيلها قرية سامول التابعة لمركز المحلة الكبرى، بدأت باختفاء صياد شاب في الثلاثينات من العمر منذ عدة أيام، ثم العثور على جثته مذبوحًا وملقاة في مصرف ري أرض زراعية، وينجح ضباط البحث الجنائي في كشف ملابسات الواقعة؛ والمفاجأة أن مرتكبيها يتضح أنهما صديقا المجني عليه بسبب خلافات بينهم على أماكن الصيد، التفاصيل في السطور التالية.

اعتاد الشاب سامح المغازي الذي يقطن في قرية سامول بالمحلة أن يذهب إلى ترعة القرية ليصطاد السمك في الساعات الأولى من الصباح ويبيعه للزبائن كمصدر رزق له، اختار المكان الذي يرمي فيه الشِباكْ ليصطاد منه ويكون مكانًا مميزًا بكثرة السمك، ويقوم ببيع الكمية التي رُزق بها ويرتضي بما قسمه الله له ويعود للمنزل ليستريح، ثم يأتي اليوم التالي ليكرر نفس البرنامج، ومعه صديقان له من قريتين متجاورتين يقومان بنفس الأمر؛ حيث يلتقون يومياً في موعد محدد بعد منتصف الليل حتى تهدأ الحركة، وتتجمع الأسماك.
الجريمة
ذات يوم حدث خلاف بين سامح وصديقيه فتوجها إليه في المنزل لحسمه، لم يكن الشاب يدرك أنهما يدبران له شيئًا فاستضافهما بكل ترحاب وجهز لهما وجبة العشاء، ثم تطرقا إلى الحديث عن اختفاء شِباكْ الصيد والأسماك الخاصة بهما والتي اصطاداها من الترعة، واتهماه بسرقتها، فأجابهما نافيًا علمه بالواقعة قائلاً «أنا مش شغال بقالي فترة عشان السمك قليل الفترة دي، ومعرفش عنهم حاجة»، لكنهما لم يقتنعا بهذا الرد وحذراه من الذهاب للمكان الذي اعتاد التوجه إليه للصيد وعليه أن يختار مكانا آخر بعيد، وهو ما رفضه بشدة ورد بشكل حاسم «ماحدش يقدر يمنعني من الصيد في المكان ده»، فاشتد غيظهما لكنه أراد أن يهدئ من روعهما وانتهى الأمر بأن غادر معهما المنزل للبحث عن تلك الشِباكْ والأسماك وتوجهوا إلى أحد المقاهي لاستكمال الحديث، وكانا قد وضعا الخطة المشتركة فيما بينهما للتخلص منه، فشغله أحدهما في الحديث وغافله الآخر ووضع له مادة منومة في كوب الشاي الذي طلبه، وفي غضون لحظات غاب عن الوعي بحسب ما رصدته كاميرات المراقبة المحيطة، ثم حملاه مدعين أنه مصاب بحالة إعياء ووضعاه في تروسيكل كان متوقفًا بالقرب من المقهى، في انتظارهما ووضعاه بداخله، وما أن ابتعد المتهمان عن المكان وتوجها إلى مكان خال من المارة انهالا عليه بالضرب، فأصاباه بجرح قطعي في الرقبة حتى سقط مغشيًا عليه، وبعد أن تأكدا من وفاته وثقاه بالحبال، وألقيا جثته في مياه المصرف محاولين إخفاء معالم جريمتهما، ثم عادا إلى القرية يمارسان حياتهما بشكل عادي وتظاهرا بالبحث عنه بعد اختفائه عدة أيام، وأبلغت أسرته الشرطة بتغيبه إلى أن طافت الجثة على سطح المياه وعثر الأهالي عليها، وتم استدعاء الشرطة للمعاينة وتم نقل الجثة لمستشفى المنشاوي العام بطنطا، تحت تصرف النيابة التي أمرت بإجراء الكشف الطبي الشرعي عليها لمعرفة سبب الوفاة وسرعة عمل التحريات حول الواقعة.

وعلى الفور تم إخطار اللواء محمد عمار مدير أمن الغربية بالواقعة وتم تشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء ياسر عبد الحميد مدير إدارة البحث الجنائي الذي أمر بتشكيل فريق بحث جنائي لسرعة كشف ملابسات الواقعة؛ وتوصلت التحريات إلى أن المجنى عليه يعمل صيادًا، واستدرجاه صديقاه إلى مكان الواقعة، بهدف التخلص منه والتعدي عليه باستخدام سلاح أبيض، أسفر عن إصابته بطعنة نافذة في الرقبة، وذلك بسبب خلافات سابقة بينهم على مكان الصيد؛ وفي كمين تم ضبطهما وإحالتهما للنيابة وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة للخلافات المشار إليها فقررت حبسهما على ذمة التحقيق تمهيدًا لإحالتهما إلى محاكمة عاجلة.

غيرة وغدر
«أخبار الحوادث» انتقلت إلى منزل أسرة المجني عليه سامح المغازي، والتي كشفت عن تفاصيل الواقعة والسبب الأساسي وراء ارتكابهم لتلك الجريمة مؤكدين؛ أن الغيرة في العمل هي السبب، بسبب أنه كان يجمع كمية من السمك أكبر منهما وقال محمد المغازي، شقيق المجني عليه، أن شقيقه يعمل صياد سمك منذ سنوات طويلة ويقف في ترعة قرية سامول، وكان المكان الذي يصطاد منه مميزا بكثرة السمك، وكان رزقه كتير وده كان سبب غيرة المتهمين منه وقررا الانتقام منه وقتله بعدما خدعاه بوضع منوم في الشاي.

وأشار إلى أن المجني عليه كان يقيم في قرية سامول، التابعة لمركز المحلة، والمتهمان هما: وليد  م، وأحمد أ، من قريتين متجاورتين، وأصدقاء في مهنة صيد الأسماك، وقبل قتل شقيقه، تناول المتهمان طعام العشاء في منزل المجني عليه، وخرجوا جميعًا للبحث عن شبك الصيد، خاصة بعد أن أوهمه المتهم الأول أن الشباك الخاصة به مسروقة.
وأضاف؛ أنه جلس معه على كافتيريا بالقرية، وتناولا احتساء الشاي ووضع له المنوم في الشاي بعد أن غافله، وتم استدراجه بعد ذلك إلى أطراف القرية، وكان هناك اتفاق مع المتهم الثاني بإحضار التروسيكل الخاص به، ووضعه في الصندوق، وتعديا عليه بمطواة وإصابته بجرح قطعي في الرقبة، ووضعه أسفل مياه الترعة.

فيما أكدت والدة المجني عليه؛ أن المتهم الأول قبل الواقعة كان متواجدًا برفقة نجلها في المنزل وأكل معه عيش وملح قبل ما يقتله وعملت له الشاى بيديها، ولا توجد أي مشاكل بينهم، ونزل معه كالمعتاد ولم يعد ثم اختفى لمدة ٥ أيام وأخواته وأقاربه بحثوا عنه فى كل مكان، حتى علموا من الأمن بمقتله، والعثور على جثته مذبوحاً بسلاح أبيض في مصرف الري بقرية مشوبر، بعد اعتراف المتهم بجريمته، لافتة أنها كانت لا تدرى بأن المتهم كان لديه نية الغدر والتخلص منه، كونها تعتبره في مقام ابنها.
وأضافت شقيقة المجنى عليه؛ أن المتهم وشقيقها يعملان في مهنة صيد السمك، وتربطهما صداقة منذ ٦ سنوات، ونشبت بينهما خلافات بسبب مكان الصيد، ثم حضر المتهم إلى منزل شقيقها قبل اختفائه، واستدرجه إلى أحد الأراضي الزراعية لينفذ جريمته الشنعاء مع شريكه، مؤكدة أن شقيقها ترك ثلاثة أطفال في عمر الزهور بدون مصدر دخل أخر، وهو الأخ الأصغر لهم فهو طيب القلب ويراعى والدته المريضة، طريحة الفراش، وهي تنتظر القصاص العادل بالعقاب الذي يستحق القاتلان.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 16/3/2023

اقرأ أيضا: جلسة عرفية تنهي خصومة بين عائلتين بواقعة قتل خطأ في الغربية