وجع قلب

هبة عمر تكتب: محمود سالم والصحافة المؤثرة

هبة عمر
هبة عمر

بقلم: هبة عمر

- عرفته منذ أكثر من ثلاثين عامًا زميلا مرموقا فى عالم الصحافة الاقتصادية، يعرف تفاصيلها ويتعامل مع أرقامها وحساباتها وأشخاصها ببساطة تفكك الألغاز والمفاهيم التى قد يعجز أمامها القارئ، حتى أصبح مايكتبه يحتل المانشيت الرئيسي فى أخبار اليوم أغلب الوقت، فلم يكن يشغل باله شىء أكثر من العمل بدأب وإجتهاد، لم يسع لمنصب أو يبحث عن مكسب كما فعل غيره، ولم يطعن أحدا فى ظهره بل تلقى الطعنات حتى من بعض الذين أحسن إليهم، وعرفته أكثر كصديق وفى وكريم تغلب طيبة قلبه سخريته اللاذعة من كل شىء، وترسم جذوره الريفية صفاته الإنسانية وأهمها الشهامة،  فلا يتأخر يوما عن المجاملة فى حزن أو فرح، أو مساندة من يحتاج للمساندة فى وقت شدة، جمعتنى به والراحل محمد عمر جلسات «الديسك» يوم الجمعة فى أخبار اليوم بالسنوات الأخيرة، والتى حفلت بالمناقشات والاختلاف فى بعض وجهات النظر والاتفاق فى بعضها، وأشهد أنه كان دقيقا فى مراجعة كل التفاصيل وتقديم النصيحة لكل زميل فيما يكتبه، يحترم أصول المهنة وقواعدها ويغضبه التغاضي عنها أو تجاهلها، وظل يكتب مقاله الاسبوعى دون أن يعتذر يوما حتى فى مرضه الأخير الذى جاء سريعا ليرحل بعدها تاركا فراغا لايعوضه أحد.

- قد لايهتم البعض بانتخابات نقابة الصحفيين التى تجرى كل عامين لانتخاب النقيب ونصف أعضاء مجلس النقابة، وربما فقد هذا البعض إهتمامه أصلا بمهنة الصحافة وكل مايتعلق بها، وقبل أن نلوم أحدا أو نكيل الاتهامات للمهنة ومن يعملون بها يجب أن ندرس أسباب تراجع اهتمام الناس الواضح، وأن نسعى لفك الاشتباك بين الأزمات الاقتصادية التى ترزح من وطأتها صناعة الصحف، وبين ضرورات وأساسيات مزاولة الصحافة لتقوم بدورها فى المعرفة والوعى وتعبر عن الناس واحتياجاتهم، وأهم هذه الضرورات هو حرية تداول المعلومات التى مازال القانون المنظم لها عالقا حتى الآن دون معرفة الأسباب، والنقيب والمجلس القادم عليهم تولى هذه المهمة بجدية.