قلب مفتوح

هشام عطية يكتب: المحمود السالم

هشام عطية
هشام عطية

بقلم: هشام عطية

لم أعد أحب شيئا فى الحياة أكثر من التراب، منه خلقنا وإليه نعود، أصبح مستقرا ومقاماً لأجساد الذين غادروا دنيانا الفانية، كثير من الذين أحببناهم، وبكينا وصلينا حتى لا يرحلوا ولكنهم رحلوا وخلفوا لنا أنهارا من الدموع وجبالاً من الحزن لا تفنى.

آخر الأحبة الذين احتضنهم التراب منذ أيام قليلة الحبيب الأستاذ محمود سالم مدير تحرير أخبار اليوم صاحب الرؤية الاقتصادية الثاقبة والقلم الرشيق، وخفة الدم التى تفتح له القلوب بلا استئذان.

أشق اللحظات فى عمرى لحظة يختطف فيها الموت منى حبيبا أوصديقا غاليا، فى كل مرة يفعلها الموت يضع فى حلقى مرارات جديدة وأبدية لا تزول مهما طالت الأزمنة.. لحظة أن وارى الثرى الصديق محمود سالم تزاحمت فى رأسى التساؤلات: هل مات صديقى حقا ومن قبله عشرات الأقارب والأحباب الذين لقوا الله ووضعناهم فى القبور؟ أما أن الأرض التى نقف عليها كلها قبور ونحن موتى نمشى عليها؟!

هل تستحق الحياة كل هذه المكابدات والمكايدات والشقاق؟!، أناس من تراب يتصارعون مع أناس من تراب يعيشون جميعا وهما كبيرا اسمه الحياة، كل دورنا فيها أننا مثل النيازك كلما أشتد بريقها زادت سرعة وقوعها وفى كل ثانية نفقد جزءاً منا حتى نتلاشى جميعا ونلقى وجه الكريم.

شهور قليلة مضت مرت علينا فى أخبار اليوم تذوقنا فيها مرارة فقد الأحبة فلم نكد نبرأ من أوجاع رحيل الأعزاء مع حفظ الألقاب: ياسر رزق ومحمد عمر ومجدى عبدالعزيز حتى أدمى قلوبنا رحيل العزيز محمود سالم والذى سأفتقد بغيابه جلساتنا الصافية الدافئة فى نادى الشمس ومعاركنا الكروية التى غالبا ما كانت تنتهى بابتسامات جميلة لا تنسى.

سأفتقد محمود سالم  المهنى أنجب كٌتاب الاقتصاد فى الصحافة المصرية، سأفتقد محمود سالم الإنسان صاحب القلب الطيب والنية الصافية والذى أتمنى من الله العلى القدير أن يكون الآن فى عليين مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وأن يكون فى السماء محمودا وسالما.