سيوة تنطلق | 220 عين مياه.. في بعضها شفاء وعلاج

عين مياه في سيوة
عين مياه في سيوة

ملف أعده من سيوة: مدحت نصار

سيوة واحدة من أجمل الواحات المصرية القابعة فى قلب الصحراء الغربية بعيدا عن مدينة مرسى مطروح بحوالى ٣٠٠ كيلو متر، وتشتهر الواحة الساحرة بالكثير من المقومات الطبيعية التى تؤهلها لتكون مقصدا سياحيا عالميا حيث تزخر بالمعالم الأثرية الفريدة ووجود عيون المياه الساخنة التى تتدفق من باطن الأرض، ويعود تاريخها للعصور الرومانية القديمة، ويقبل عليها السياح من كل أرجاء‑ العالم بحثا عن الراحة والهدوء والاستمتاع بجوها الساحر، وعيون مياهها المتدفقة من باطن الأرض أو بحثا عن العلاج والاستشفاء من بعض الأمراض فى الدفن فى رمالها الساخنة بجوار جبل الدكرور الشهير بوسط الواحة وذلك خلال أشهر الصيف.

أما كنزها الكبير فيتمثل فى وجود 220 عينا من عيون المياه الطبيعية، فيما يحكى الأهالى أن الواحة كانت تضم ألف عين، بقى منها 220 عينًا، منها 80 عينًا فقط تُستخدم فى الرى والشرب والعلاج، وهو ما جعلها من أهم مناطق العلاج الطبيعى فى مصر والدول العربية، لما يتوافر بها من عيون مياه كبريتية طبيعية، ورمال ذات خصائص علاجية، اكتشفها أهالى سيوة منذ القدم.
ويقول سيد حبون أحد منظمى الرحلات من أبناء الواحة، إن الزوار يحرصون على النزول والاستحمام بعيون المياه، لأن مياهها جارية ومتجددة من باطن الأرض، وبها عنصر الكبريت وهو قاتل لأى عدوى، مشيرا إلى أن من أشهر العيون عين الشمس أو عين جوبا ويطلق عليها أيضًا عين كليوباترا، وتبعد حوالى ألف متر من معبد آمون بقرية أغورمى، وتعتمد حركتها على الشمس لتصبح مياهها دافئة عند برودة الجو، وباردة عند ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك عين أبو شروف، وتقع على بعد 25 كم من وسط مدينة سيوة بنطاق قرية أبوشروف، وتتميز بمياها النقية وتواجد بعض الأسماك بها، كما أن بها نسبة كبريت تساهم فى علاج الأمراض.

ويشير ابو القاسم أبوبكر أحد أبناء الواحة والمهتمين بالسياحة، أن من أشهر عيون المياه التى يرتادها السياح الغرب والأجانب طلبا للعلاج من الأمراض الجلدية عين بيريزى الكبريتية، أما عن عين فطناس فيصفها بأنها أشهر عيون سيوة، ويحرص الوافدون على زيارتها للاستحمام بها، ومشاهدة الغروب من جزيرة فطناس وسط أشجار النخيل والزيتون المنتشرة حولها، وبحيرات الملح المنتشرة على أرض الواحة الساحرة.
ويوضح حمد خالد شعيب الباحث بأطلس الفلكلور المصرى أن تسمية الشمس  ترجع إلى القرن15 ق.م، حيث أطلق عليها المؤرخ هيرودوت هذا الاسم لارتباطها بإله الشمس عند الإغريق، ولكن أهل سيوة يقولون إن سر تسميتها بهذا الاسم لارتباطها بالشمس، حيث إن درجة حرارة العين تزداد وتنقُص على حسب التوقيت على مدار اليوم، وتحكى قصص التاريخ أن الإسكندر الأكبر جاء ليغتسل فى عين الشمس أثناء زيارته للواحة، وأنه مر على تلك العين خلال ذهابه لمعبد آمون، وبعد تلك الزيارة ازدهرت واحة سيوة بشكل كبير، وكانت سببًا لتخليد اسم الواحة على مر العصور.

ويتردد بين أبناء الواحة ان الملكة كليوباترا قد زارت العين ولذلك يعود تسميتها بهذا الاسم، وتقع عين كليوباترا على بُعد 4 كم جنوب واحة سيوة، بالقرب من البلدة القديمة، حيث تقع فى نفس اتجاه جبل الدكرور ومعبد آمون ومعبد الوحى. والعين عبارة عن عين مُستديرة من الحجر ومُسيجة بسور بقطر يبلغ 40 مترًا. وتعتبر عين كليوباترا إحدى الينابيع الساخنة الطبيعية فى واحة سيوة، كما أنها من أكثر المزارات السياحية فى واحة سيوة.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 15/3/2023

 

أقرأ أيضًا|  وزير الري يتابع أعمال التطوير بواحة سيوة