الحكم قبل المشاهدة

خيرى الكمار
خيرى الكمار

من مساوئ السوشيال ميديا - وهي عديدة ولاحصر لها - الحكم علي الأعمال الفنية من قبل مشاهدتها، بل قبل طرح البرومهات الخاصة بها، فهناك على السوشيال ميديا وفي بعض المواقع الفنية - والتي أصبح لا حصر لها - من يحكم على الأعمال الفنية، ويشن هجوما عليها، ليس فقط قبل عرضها، بل وأحيانا قبل تصويرها، أو بمجرد مشاهدة البوستر الدعائي الخاص بها، وهذا ما تابعناه خلال الأيام الماضية، فور طرح البوسترات الخاصة بمسلسلات رمضان المقبل، وكان النصيب الأكبر من الهجوم لمسلسل “تحت الوصاية” لمنى زكي، لمجرد ظهورها في البوستر وهي ترتدي الحجاب، وبمعنى أدق الشخصية التي تجسدها في المسلسل هي التي ترتدي الحجاب، وليست منى، وفور طرح البوستر بدأ البعض يحلل شخصية منى في المسلسل، ويوجه لها عدة إتهامات، ويصدر أحكامه عليها قبل عرض المسلسل ومعرفة تفاصيله، كما هاجم البعض روجينا بعد نشر إحدى صور مسلسلها “ستهم” الذي تقوم ببطولته، مدعيا أن الشكل الذي تظهر به في الصورة من حيث الملابس والمكياج لا يتناسب مع الشخصية التي تجسدها، وكأن من كتب هذا شاهد المسلسل وعرف تفاصيل الشخصية التي تجسدها، وبالمناسبة روجينا تجسد 4 شخصيات في الأحداث، وليست شخصية واحدة.
ومن مساوئ السوشيال ميديا أيضا أنها ضمت مؤخرا برامج تطرح عليها لتحليل الأعمال الفنية والحكم عليها من بوستراتها وبرومهاتها، ولا يصبر القائمون على هذه البرامج حتى يبدأ عرض هذه الأعمال، ويقوموا بنقدها، رغم أنهم غير مؤهلين من الأساس للقيام بهذه المهمة، ومع بداية شهر رمضان يزداد عدد هذه البرامج، والعديد من الصفحات علي السوشيال ميديا، التي تقوم بنقد المسلسلات، والكارثة أن هناك بعض الفنانين من المشاركين في دراما رمضان بالسنوات الأخيرة، يهتموا بأي إشادت توجه لهم من خلال هذه الصفحات، ويقوموا بعمل إشارة لها علي صفحاتهم على السوشيال ميديا، ويساهموا بذلك في متابعتها بشكل مكثف من الجمهور، لمجرد أنها تحمل إشادة بهم عن أدوارهم، ويتجاهلوا تماما أن القائمين على هذه الصفحات ليس لهم أي علاقة بالنقد الفني.